نحو استراتجية جزائرية – تونسية مشتركة لتعزيز الجبهتين الداخليتين

قسم البحوث والدراسات الاستراتجية والعلاقات الدولية 25-12-2025
نظم المركز الدولي للدراسات الاستراتجية الامنية والعسكرية يوم الإربعاء 24 ديسمبر 2025 ورشة عمل حول الاستراتجية الشراكات بين تونس والجزائر من اجل تحصين الجبهتين الداخليتين من المخططات التي تحاك ضد الدولتين.
كما حضر ثلة من المفكرين والباحثين من الجزائر وتونس وتم عرض أهم المشاكل التي تعترض المنطقة الاقليمية والرهانات والتحديات التي تعترض الجزائر وتونس. كما أكد الخبراء على أهمية تحصين الداخل من خلال التوعية الفكرية وان الحرب اليوم هي حرب وعي وتوعية وهي حرب فكرية ويجب العمل على توعية الأجيال القادمة التي هي ضمن المخططات الدول الاستعمارية.

الإطار العام:
كيف يمكن تصور هندسة أمنية-إقتصادية- سياسية- مجتمعية جزائرية تونسية في ظل التهديدات الجيوسياسية التي تحيط بالبلدين من الداخل والخارج؟
تسعى كل من تونس والجزائر لمزيد من التطوير للتعاون الثنائي والعمل من أجل حماية مصالحهما المشتركة، ولحماية الدخل للدولتين وذلك من خلال الوعي بحجم الرهانات والتحديات الكبرى التي تواجهها الجارتين داخليا وخارجيا.
كما تسعى الجارتين الى العمل الاستراتجي بما يترجم إرادة سياسية مشتركة لتجسيد المصالح الاستراتيجية للبلدين الشقيقين، عبر تعزيز فرص الشراكة في مجالات حيوية هامة على جميع الاصعدة وبالتالي تكوين حلف استراتجي لمواجهة الأخطار الداهمة.
ويحرص البلدان على السعي باستمرار نحو أفضل السبل لدعم محاور تعاونهما الثنائي، من خلال تحقيق قيمة مضافة للعلاقات التاريخية المتجذرة التي تربطهما.
ففي ظل ما يوفره البلدين اليوم من جاذبية تطبع مناخ الاستثمار العالمي، يجري العمل على استغلال كافة الفرص المتاحة لبناء شراكات طموحة تستجيب لتطلعات قيادة البلدين وشعبيه الشقيقين.
كما تمثل مسألة تنمية المناطق الحدودية وتسهيل الحركة عبر المعابر التي تربط البلدين إلى جانب تطوير المبادلات التجارية والاستثمارية أبرز الأسس التي يستند إليها الجانبان من أجل الوصول إلى تكامل اقتصادي حقيقي بينهما.
لكن هذا المناخ الإستثماري لن يخفي التقلبات الأمنية التي تعيشها المنطقة
حيث يبقى تطوير وتفعيل ملف التنسيق الأمني والتعاون في مجال الدفاع أحد أهم الملفات المطروحة على طاولة العلاقات الجزائرية التونسية وقد ترجمت هذه الرؤية من خلال الاتفاقية العسكرية الجزائرية التونسية يوم 07 اكتوبر 2025.
وهذه الاتفاقية جاءت بالأساس كترجمة لاعتبارات تتعلق بطبيعة الحدود المشتركة والنشاط السابق للمجموعات المسلحة والمجموعات الارهابية، إضافة إلى التداعيات المباشرة للأزمة الليبية وقضايا الساحل والصحراء الإفريقي على استقرار البلدين.
فالمنطقة الاقليمية تعيش تطورات خطيرة يمكن ان تكون لها تداعيات سلبية مباشرة وغير مباشرة على استقرار وأمن الدولتين، حيث ساهمت هذه التقلبات في انتشار السلاح وتفاقم وتصاعد المشكلات الأمنية المرتبطة بالجريمة العابرة للحدود والاتجار بالبشر والمخدرات وارتباط الارهاب بالمافيا العالمية والهجرة الغير شرعية… ناهيك عن الحرب الدائرة بمنطقة الشرق الأوسط والساحة الدولية على وجه السواء التي تعيش اضطربات خطيرة يمكن ان تنحرف بالعالم الى حرب عالمية فتاكة.
للتذكير، فقد انعقدت الدورة 22 للجنة الكبرى المشتركة “الجزائرية-التونسية” الملتأمة بتونس، حيث أكدت مخرجاتها على ضرورة تكثيف الإتصالات بما يسمح بإزالة كافة العقبات أمام تطور المبادلات التجارية والاستثمارية والرفع من درجة انسيابيتها.
كما عكست نتائج الدورة ال22 لهذه اللجنة الإرادة المشتركة في تحقيق “نقلة نوعية” في العلاقات الجزائرية-التونسية والارتقاء بنسبة المبادلات البينية.
وتجسيدا لكل ذلك، فقد توجت أشغال اللجنة بالتوقيع على 26 اتفاقية وبرامج تنفيذية شملت قطاعات التربية الوطنية، التكوين المهني، الثقافة، الشباب والرياضة، الرقمنة، الشؤون الاجتماعية، التجارة، الأمن والدفاع، النقل، السياحة، الصناعة، الطاقة والاستثمار.
أشغال اللجنة توجت بإبرام إتفاقات عسكرية في مجال الدفاع المشترك، يهدف إلى تعزيز التنسيق وتبادل الخبرات وإضفاء طابع استراتيجي على التعاون العسكري بين البلدين ك”محطة فارقة في تاريخ العلاقات الثنائية”، وخطوة مهمة في سياق مواجهة حزمة التحديات الأمنية والعسكرية التي تشهدها منطقة شمال أفريقيا والساحل، خاصة في مجالات مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية والاتجار بالسلاح، إلى جانب استباق توترات إقليمية محتملة ناجمة عن الأوضاع غير المستقرة في ليبيا ودول الساحل إزاء التفاعلات الجيوسياسية الراهنة، ورغم عدم الكشف عن تفاصيل الاتفاق العسكري الموقع أخيرا.
محاور الورشة:
- تسليط الضوء على التفاعلات الإقليمية بين البلدين في ظل تقلبات المشهد الجيوسياسي والأمني للمنطقة .
- تحليل مبادرات الشراكة الجزائرية التونسية وأبعادها السياسية،الأمنية ،العسكرية، الإقتصادية وحتى الإيديولوجية.
- إبراز دور الشراكة القطرية في منطقة شمال إفريقيا كدافع تاريخي متجدد لإحياءا للإتحاد المغاربي ومواجهة الفرقة السياسية ببديل براغماتي إقليمي
- فتح باب النقاش لتقييم فرص نجاح المقاربة الجزائرية التونسية في ضل التهديدات المرتقبة بأسلوب نقدي بناء.
- الإثراء العلمي حول مستقبل الشراكة الجزائرية التونسية مجال الأمن والاستقرار انطلاقا من تجارب إقليمية ناجحة
- دور الاتصال الرقمي في تعزيز الصورة الأمنية بين البلدين الجزائر وتونس
- نحو تربية اعلامية مشتركة لتقوية الجبهة الداخلية



