نتنياهو يعلن استمرار إسرائيل في جبل الشيخ بسوريا حتى التوصل لاتفاق جديد
قسم الأخبار الدولية 18/12/2024
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل ستواصل وجودها في منطقة جبل الشيخ الواقعة في مرتفعات الجولان السورية إلى حين التوصل إلى “ترتيب مختلف” يضمن مصالحها الأمنية. جاءت هذه التصريحات خلال اجتماع حكومي تناول فيه القضايا الأمنية الإقليمية، بما في ذلك تطورات الصراع في الجبهة الشمالية.
التصريحات في سياق التطورات الإقليمية
شدد نتنياهو على أن منطقة جبل الشيخ تمثل أهمية استراتيجية لإسرائيل، مشيرًا إلى أن أي انسحاب أو تعديل في الوضع الحالي مرهون بترتيبات يتم التوافق عليها، وتتماشى مع المصالح الإسرائيلية. وأضاف أن الوضع في سوريا لا يزال غير مستقر، مما يجعل الحفاظ على الأمن في هذه المنطقة ضرورة قصوى.
يُذكر أن إسرائيل تعتبر مرتفعات الجولان منطقة حيوية لأمنها القومي منذ احتلالها في حرب 1967 وضمها في 1981، وهو ما لم يعترف به المجتمع الدولي. المنطقة تُشكل نقطة احتكاك دائم بين إسرائيل من جهة وسوريا وحلفائها الإقليميين، مثل إيران وحزب الله، من جهة أخرى.
ردود فعل دولية وإقليمية
لقت تصريحات نتنياهو استنكارًا من الحكومة السورية التي وصفت الوجود الإسرائيلي في الجولان بأنه “احتلال غير شرعي”. كما دعت الأمم المتحدة إسرائيل مرارًا للامتثال لقرارات مجلس الأمن، خاصة القرار 497 الذي يعتبر ضم الجولان لاغيًا وباطلًا.
في المقابل، أكدت واشنطن في عدة مناسبات دعمها لسيطرة إسرائيل على مرتفعات الجولان، مبررة ذلك باعتبارات أمنية. هذا الموقف الأمريكي يعزز من تعقيد المفاوضات المستقبلية حول وضع المنطقة.
مستقبل المنطقة
يمثل جبل الشيخ نقطة استراتيجية ذات أهمية كبيرة نظرًا لارتفاعه الشاهق الذي يتيح مراقبة واسعة للمنطقة المحيطة. المنطقة تُستخدم كذلك كنقطة تمركز عسكري ولأغراض الرصد الاستخباراتي. وقد عززت إسرائيل وجودها العسكري في الجبل خلال السنوات الأخيرة، في ظل تصاعد النفوذ الإيراني في سوريا وتعزيز قوات حزب الله مواقعها قرب الحدود.
ويشير مراقبون إلى أن تصريحات نتنياهو تعكس نية إسرائيل الإبقاء على الوضع الراهن لأطول فترة ممكنة، في ظل غياب آفاق تسوية شاملة للأزمة السورية. ومع استمرار التوترات الإقليمية، يبدو أن جبل الشيخ سيظل في قلب الصراع الجيوسياسي، مما قد يزيد من احتمالات التصعيد في المنطقة.
تطورات هذا الملف ستعتمد بشكل كبير على المتغيرات الإقليمية، بما في ذلك طبيعة العلاقات بين القوى الكبرى والأطراف المتنازعة في سوريا.