أخبار العالمأوروباالشرق الأوسط

موقف الاتحاد الأوروبي منقسم رغم اعتراف مزيد من الدول بدولة فلسطين

شهدت أروقة الاتحاد الأوروبي في الأسابيع الأخيرة انقساماً واضحاً بشأن مسألة الاعتراف بدولة فلسطين، على الرغم من أن عدداً متزايداً من دوله انضم مؤخراً إلى صف المؤيدين. وجاءت هذه التطورات في سياق انعقاد الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث تصاعدت الدعوات الدولية لإحياء حل الدولتين، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة.

وأكد رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، أن غالبية الدول الأعضاء باتت تعترف بفلسطين، مشدداً على أن «الطريق الوحيد للمضي قدماً هو حل الدولتين: إسرائيل آمنة معترَف بها، وفلسطين مستقلة قابلة للحياة». وقد انضمت كل من فرنسا وبلجيكا ولوكسمبورغ والبرتغال ومالطا مؤخراً إلى الدول الأوروبية التي اعترفت رسمياً بالدولة الفلسطينية، فيما كانت السويد قد سبقت هذا المسار عام 2014، وتلتها سلوفينيا وإسبانيا وآيرلندا عام 2024. أما بولندا والمجر ورومانيا وبلغاريا وقبرص فقد اتخذت الموقف ذاته منذ ثمانينات القرن الماضي، عندما كانت جزءاً من الكتلة الشرقية.

غير أن الانقسام ظل قائماً، إذ ترفض 11 دولة أوروبية حتى الآن الاعتراف بفلسطين، أبرزها ألمانيا وإيطاليا، اللتان تعتبران أن الاعتراف يجب أن يأتي بعد تسوية سياسية شاملة وليس قبلها. وأكد وزير الخارجية الألماني أن الخطوة ينبغي أن تتوج عملية سياسية حقيقية، فيما شدد نظيره الإيطالي أنطونيو تاياني على أن «الاعتراف بدولة غير مكتملة المقومات قد يبعد فرص السلام». كذلك تمسكت جمهورية التشيك بموقفها الرافض، معتبرة أن أي تقدم غير ممكن طالما أن غزة تحت سيطرة حركة «حماس».

وفي المقابل، دافعت دول مؤيدة مثل البرتغال وإيرلندا عن ضرورة الإسراع في الاعتراف باعتباره حقاً مشروعاً للفلسطينيين، ومقدمة ضرورية لإحياء الثقة بالعملية السياسية. وبرزت أصوات أكاديمية ودبلوماسية أوروبية رأت أن الاعتراف يحمل قيمة رمزية وسياسية بالغة، حتى إن لم يترجم مباشرة إلى دولة قائمة، إذ إن ثلاثة أرباع دول العالم تعترف حالياً بفلسطين.

لكن العقبة الأبرز تبقى في الموقف الإسرائيلي، حيث كرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفضه القاطع لأي دولة فلسطينية، بينما يضغط شركاؤه من اليمين المتطرف باتجاه ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية. وفي ظل هذا التعقيد، يظل الموقف الأوروبي متأرجحاً بين دول ترى أن الاعتراف خطوة لا غنى عنها لتعزيز فرص السلام، وأخرى تعتبره إجراءً سابقاً لأوانه قد يزيد المشهد تعقيداً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق