موسكو تواصل محادثاتها مع دمشق بشأن مستقبل قواعدها العسكرية في سوريا
قسم الأخبار الامنية والعسكرية الدولية 03-02-2025
أكد الكرملين، اليوم الاثنين، أن روسيا تواصل مناقشاتها مع السلطات السورية الجديدة حول عدة قضايا، من بينها مصير قاعدتيها العسكريتين في سوريا، وسط تكهنات بشأن مستقبل الوجود العسكري الروسي في المنطقة بعد التغيرات السياسية التي شهدتها دمشق.
ووفقاً لوكالة “تاس” الروسية، فإن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف زار دمشق الأسبوع الماضي لإجراء أول محادثات مع القيادة السورية الجديدة، حيث شملت المباحثات مستقبل القواعد العسكرية الروسية، دون التوصل إلى اتفاق نهائي حتى الآن.
موسكو تسعى إلى تثبيت وجودها العسكري
ونقلت “تاس” عن مصدر دبلوماسي أن روسيا تحرص على ضمان استمرار الوضع القانوني لقاعدتيها في حميميم وطرطوس، اللتين تمثلان حجر الأساس لنفوذها العسكري في البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا. وأوضح المصدر أن المحادثات بين الطرفين ما تزال مستمرة ولم يتم حسم أي قرارات بشأن تعديل أو مراجعة الاتفاقيات القائمة.
من جانبه، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في تصريحات سابقة، على أن موسكو لم تتلق أي طلب رسمي من دمشق لمراجعة الاتفاقيات المتعلقة بوجودها العسكري، مؤكداً أن روسيا ترى في قواعدها العسكرية مكوناً استراتيجياً لعلاقاتها مع سوريا.
تأثير التغيرات السياسية في سوريا على الوجود الروسي
يأتي هذا في وقت أثارت فيه التطورات السياسية في دمشق، بما في ذلك تغييرات في هيكل القيادة، تساؤلات حول مستقبل التحالفات الإقليمية، خصوصاً فيما يتعلق بالدعم الروسي لنظام الأسد. ومع سقوط النظام، تزايدت التكهنات بشأن مدى التزام الحكومة السورية الجديدة بالحفاظ على التعاون العسكري مع موسكو، وما إذا كانت ستسعى إلى إعادة النظر في الاتفاقيات الأمنية والعسكرية الموقعة سابقاً.
وتعد قاعدة حميميم الجوية، الواقعة في محافظة اللاذقية، المقر الرئيسي للقوات الجوية الروسية في سوريا، بينما تمثل قاعدة طرطوس البحرية نقطة ارتكاز استراتيجية للأسطول الروسي في البحر المتوسط، ما يجعل مسألة استمرارها أولوية لموسكو في ظل التغيرات الإقليمية المتسارعة.
ورغم الضبابية التي تحيط بالمفاوضات، تؤكد موسكو أن وجودها العسكري في سوريا جزء من استراتيجيتها الأوسع في المنطقة، فيما يظل موقف دمشق في هذا الملف محورياً في تحديد ملامح المرحلة المقبلة.