مواصفات “المتسكعة”أحدث المسيّرات الإيرانية ومهامها

قسم البحوث والدراسات الأمنية والعسكرية 03-05-2024

 عقب التقارير الغربية حول استخدام روسيا  مُسيّرات إيرانية في الحرب المتواصلة مع أوكرانيا، كشفت  طهران -لأول مرة- عن طائرة مُسيّرة هجومية جديدة تشبه إلى حد بعيد المسيّرة الروسية “لانسيت”، لكنها أحجمت في الوقت ذاته عن كشف اسمها ومواصفاتها الفنية.

وعلى النقيض من المسيّرات التي استخدمتها طهران في الهجوم الذي شنته على اسرائيل الشهر الماضي، أو تلك التي ذاع صيتها جراء نجاعتها في إصابة أهدافها خلال الهجمات الروسية على أوكرانيا، نشرت وكالة تسنيم الإيرانية المقربة من الحرس الثوري الإيراني   مقطع فيديو لمسيّرة جديدة وأكدت أنها مصممة طبقا لمواصفات “لانسيت” الروسية.

ووفقا للوكالة الإيرانية، فإن المسيّرة محلية الصنع ومصممة للتحليق فوق الأهداف ثم الانفجار، وتندرج ضمن فئة الأسلحة المتجولة ذات الاستخدام الكبير في العمليات البرية مضيفة أنها تطلق نحو الهدف بواسطة أنظمة بصرية وحرارية ومن خلال القيام بدوريات في السماء ترصد الهدف المطلوب ثم تدمّره.

       المسيرة ” المتسكعة” وابرز المواصفات الفنية

تقارير عسكرية كشفت أن المسيّرة الإيرانية الجديدة التي أضحت بحوزة القوة البرية للحرس الثوري، “ليست الأحدث في البلاد وليست النموذج الوحيد المشابه لمسيّرتي لانسيت الروسية وهيرو الإسرائيلية”.

بالإضافة الى كونها تتمتع بمواصفات فنية مشابهة للطرازين الروسي والإسرائيلي، بما في ذلك الطيران لمدة تقارب 60 دقيقة وعلى مدى يبلغ 40 كيلومترا كحد أقصى.

المسيّرة  الملقبة “بالمتسكعة” مزودة بكاميرات عالية الدقة وموجّهة للاستخدام في مكافحة الأهداف البرية على المدى القريب وسهلة النقل ويمكن للمرء أن يحملها على كتفه دون عناء مؤكدا أن وزن شحنتها التفجيرية يتراوح بين 3 و6 كيلوغرامات.

وبالإشارة الى توطين ايران ل” تكنولوجيا المسيّرات”، يقول خبراء أن أهمية هذه المسيّرة الصغيرة بالمهام المنوطة بها في العمليات البرية، ودقتها العالية وثمنها الرخيص مقارنة مع النماذج الأخری، ولا يستبعد ابدا تعاون طهران مع موسكو في تصميمها ذلك أن ايران لم تدل بأي معلومات إضافية في ذات الصدد.

       استعملتها ايران بمهمة خاصة في ضرب الجماعات الإرهابية

من جهة أخر تشير بعض المعطيات الى ان وجه الشبه الكبير بين هذه الطائرة الخفيفة ومسيّرة “هيرو” الإسرائيلية يطرح كذلك فرضية صناعتها عن طريق الهندسة العكسية من النموذج الإسرائيلي الذي قد يكون وصل إيران عن طريق حلفائها في محور المقاومة.

لك ان ايران سبق أن فككت شفرات مسيّرات أميركية متطورة مثل “آر كيو- 170” بعد الاستيلاء عليها، وطوّرت نماذج مشابهة لها عبر الهندسة العكسية.

المسيّرة الملقبة “بالمتسكعة” مخصصة لحرب العصابات ومكافحة الكمائن وضرب مقرات الجماعات الإرهابية والمعارضة المسلحة لا سيما في المناطق الجبلية الوعرة والأودية،  وذلك نظرا لقدرتها على تتبع العصابات المسلحة التي تتخذ من المناطق الحدودية وأراضي دول الجوار ملاذا ومنطلقا ضد الأراضي الإيرانية.

هذا وقد نفذت ايران خلال السنوات الماضية عمليات عسكرية داخل الأراضي العراقية والسورية والباكستانية ضد الجماعات التي تصنفها طهران في “قائمة الإرهاب”، باستهداف تلك الجماعات باستخدام هذه المسيّرة الدقيقة بدلا من الصواريخ  وهو ما قد يقلل من رد فعل الرأي العام الإقليمي وسلطات دول الجوار.