من هم قادة “القسام” الذين اغتالهم الاحتلال الصهيوني ؟

قسم الأخبار الدولية 30/12/2025
أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة حماس، اليوم الاثنين، استشهاد عدد من أبرز قادتها وأعضاء مجلسها العسكري ممن اغتالتهم إسرائيل خلال حرب الإبادة على قطاع غزة، وكذلك في الفترة التي أعقبت التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
وضمت قائمة القادة الذين أُعلن عن استشهادهم كلاً من القيادي البارز محمد السنوار الذي خلف القائد العام السابق محمد الضيف في قيادة الذراع العسكرية للحركة، وقائد لواء رفح محمد شبانة، إضافة إلى حكم العيسى الملقب بـ”أبو عمر السوري”، يضاف إليهم القياديان رائد سعد وعلاء الحديدي من ركن التصنيع والتسليح، وهما من الشخصيات التي اغتالتها إسرائيل بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار.
وفي السطور التالية، السيرة الذاتية لعدد من القادة الذين أعلنت كتائب القسام استشهادهم، بعدما التزمت الحركة وذراعها العسكرية الصمت حين أعلن الاحتلال اغتيالهم
محمد السنوار.. قيادي منذ الصغر
وُلد محمد إبراهيم السنوار في 16 سبتمبر/أيلول 1975 في مخيم خانيونس للاجئين، لعائلة هُجّرت من مدينة المجدل عام 1948. التحق بصفوف كتائب القسام مع بدايات تأسيسها متأثراً بشقيقه الأكبر يحيى السنوار.
تدرج السنوار في المناصب العسكرية الميدانية حتى تولى قيادة لواء خانيونس، أحد أقوى التشكيلات القتالية في قطاع غزة، ليصبح لاحقاً عضواً دائماً في المجلس العسكري الأعلى الذي تُتخذ فيه القرارات الاستراتيجية للحركة.
وكان للسنوار دور محوري في مشروع الأنفاق، أو ما تطلق عليه إسرائيل “مترو حماس”، وهو المشروع الذي شكّل إحدى أعقد المعضلات أمام الجيش الإسرائيلي في حروبه المتتالية على غزة، حيث فشل الاحتلال في تفكيك هذه الشبكة حتى خلال حرب الإبادة.
كما ارتبط اسمه بملف الأسرى، إذ كان أحد القادة الأربعة الذين خططوا لعملية “الوهم المتبدد” عام 2006، التي أفضت إلى أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وتشير معلومات إلى أنه أشرف بشكل مباشر على إخفائه لسنوات.
واكتسب السنوار لقب “الحي الميّت” بعد نجاته من أكثر من ست محاولات اغتيال مؤكدة، أبرزها عام 2003، ثم خلال حرب 2014 حين دمرت إسرائيل منزله وسرت شائعات واسعة عن مقتله. ولم يظهر للعلن إلا في ظهور نادر ومظلّل عام 2022 ضمن برنامج “ما خفي أعظم”. وبعد عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر 2023، تحولت الأنظار إليه عقب إعلان إسرائيل اغتيال قادة الصف الأول، حتى تحول لقيادة الأركان بشكل كامل.
محمد شبانة.. المطلوب الذي لا يموت
وُلد محمد شبانة عام 1973 في مدينة رفح، لعائلة لاجئة تعود أصولها إلى قرية حتا المهجرة في قضاء عسقلان. بدأ نشاطه في حركة حماس خلال الانتفاضة الأولى، وتدرج في العمل التنظيمي والعسكري قبل أن يصبح مسؤولاً عن المكتب الإعلامي لكتائب القسام في رفح، ثم انتقل إلى العمل العسكري الميداني.
وشكل صيف عام 2014 محطة مفصلية في مسيرته عقب اغتيال إسرائيل قادة لواء رفح رائد العطار ومحمد أبو شمالة ومحمد برهوم، حيث تسلم شبانة قيادة اللواء المصنف إسرائيلياً أكثرَ ألوية القسام تسليحاً وتنظيماً، ومن أبرز معاقل عمليات الأنفاق.
وخلال معركة “طوفان الأقصى”، دفع شبانة ثمناً شخصياً كبيراً، إذ استشهد نجلاه محمود وعبد الناصر خلال مشاركتهما في هجوم السابع من أكتوبر، ثم استشهد ابنه البكر أنس لاحقاً في اشتباك مباشر شرقي رفح في مايو/أيار 2024، بعد أن أوقعت مجموعته قوة إسرائيلية في كمين محكم.
وتعرض شبانة لمحاولات اغتيال متكررة، أبرزها في مايو 2024 عندما كثف الجيش الإسرائيلي قصفه على مخيم الشابورة وسط رفح، وأعلنت وسائل إعلام عبرية استهدافه، قبل أن يتبين فشل المحاولة. وفي 13 مايو/أيار 2025، أعلنت إسرائيل اغتياله في غارة قرب المستشفى الأوروبي إلى جانب محمد السنوار.
حكم العيسى.. المدرب ومؤسس التعليم العسكري
وُلد حكم العيسى، المعروف باسم “أبو عمر السوري”، في الكويت عام 1967 لعائلة فلسطينية تعود جذورها إلى بلدة رامين في قضاء طولكرم. تنقل بين الكويت وسورية ولبنان، وانخرط مبكراً في العمل المقاوم متنقلاً بين عدة ساحات صراع، أبرزها أفغانستان والشيشان وسورية ولبنان، ما أكسبه خبرات ميدانية واسعة.
استقر العيسى في قطاع غزة عام 2005، حيث بدأ مرحلة جديدة من العمل العسكري التنظيمي داخل كتائب القسام، وارتبط اسمه بمشاريع بناء المواقع والمنشآت القتالية، حتى لُقب داخل الكتائب بـ”أبو المواقع”.
ولعب “أبو عمر السوري” دوراً محورياً في تأسيس منظومة التدريب والتطوير داخل “القسام”، وأشرف على إنشاء الأكاديمية العسكرية، كما ساهم في إدخال تخصصات علمية وفنية دقيقة في مجالات عسكرية متعددة. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في 29 يونيو/حزيران 2025 اغتياله في قصف استهدف حي الصبرة في مدينة غزة.
رائد سعد.. قائد التصنيع والتسليح
وُلد رائد سعد عام 1972، وكان من المساهمين في تأسيس الذراع العسكرية لحركة حماس، وتدرج في شغل مناصب قيادية متعددة. وقبل حرب الإبادة على غزة، كان يُنظر إليه إسرائيلياً باعتباره الرقم الرابع في قيادة القسام بعد محمد الضيف ومروان عيسى وعز الدين الحداد.
وبعد سلسلة الاغتيالات التي طاولت أعضاء المجلس العسكري، بات رائد سعد، وفق تقديرات أمنية إسرائيلية، الرقم الثاني في هرم القيادة، في إطار إعادة الهيكلة التي أجرتها الحركة عقب الحرب.
وقاد سعد لواء غزة، أحد أكبر ألوية القسام، منذ ما بعد الانسحاب الإسرائيلي من القطاع عام 2005 وحتى عام 2021، قبل أن يتولى مسؤولية ركن التصنيع عقب معركة “سيف القدس”، حيث أشرف على تطوير وإنتاج الصواريخ والقذائف المضادة للدروع وشبكة الأنفاق.



