أخبار العالمالشرق الأوسطبحوث ودراسات

من رفح الى فيلادلفيا الى العريش… وثيقة تكشف: مخطط بريطاني بأيادي صهيونية

مع انطلاق دبابات العدو الصهيوني التي تجتاح الاراضي المصرية في الحدود مع فلسطين، أعلن الجيش الإسرائيلي بلوغه المرحلة الثالثة من العمليات حيث أعلن سيطرته التامة على محور فيلادلفيا الاستراتيجي الذي يقع على طول الحدود بين غزة ومصر… في مخطط كشفته أحدى الوثائق المؤرشفة منذ 82 عاما.

الوثيقة الخطيرة التى تنشرها “بوابة الأهرام”، والتى أرفقتها بالخريطة السرية، كانت تدق ناقوس الخطر لما حدث فى الأوطان العربية، حين ثبتت إنجلترا أقدام العصابات الصهيونية فى فلسطين منذ أن أقرت بريطانيا “وعد بلفور” الذي أكد دعم بريطانيا للحركة الصهيونية فى إقامة دولة يهودية من الفرات الى النيل.

 كشفت وثائق عن أن بريطانيا درست قبل 82 عاما، إنشاء “منطقة تنمية عملاقة” تمتد من جنوب مدينة العقبة الأردنية حتى مدينة غزة، وتشمل مدينتي رفح والعريش في شمال شبه جزيرة سيناء المصرية.

أبرز المعلومات التي تضمنها هذه الوثائق، إن رجل أعمال أمريكيا يهوديا صهيونيا اقترح المشروع على الحكومة البريطانية بقيادة ونستون تشرشل، قبل إعلان قيام اسرائيل في فلسطين بخمس سنوات.

وتضمن المشروع حفر قناة بديلة لقناة السويس تنهي اعتماد بريطانيا على القناة المصرية في حركة النقل وخدمة المصالح البريطانية في الشرق الأوسط.

منذ العام 1942، أرسل المهندس المعماري ورجل الأعمال “ويليام إل غوردن”، مالك شركة ويليام إل غوردن وشركائه للمقاولات والأشغال العامة، ومقرها مدينة نيويورك الأمريكية، مشروعه المقترح إلى مكتب الرئيس تشرشل آنذاك.

وجاء ذلك بعد 25 عاما من صدور إعلان بلفور، الذي وعدت فيه بريطانيا اليهود بإنشاء وطن لهم في فلسطين، التي كانت تحت الانتداب البريطاني وكانت بريطانيا تحتل مصر.

كان محور المشروع، الذي وصفه غوردن” بالعملاق”، هو إنشاء قناة تمتد من العقبة إلى غزة في فلسطين ولذا، فقد سمى المشروع “قناة العقبة” وتضمن:

قناة تبدأ من جنوب العقبة، ببضعة كيلومترات، على البحر الأحمر ما يعني اقتطاع جزء من شرقي شبه جزيرة سيناء، وتنتهي إلى غزة على البحر المتوسط.

 وتكون القناة العمود الفقري لخطة لـ “تنمية منطقة القناة” الجديدة. ويبلغ طول القناة 177 كيلومترا، وعرضها 500 قدم، وعمقها 50 قدم بهذه المواصفات ستكون ” قناة العقبة فريدة من نوعها” لأنها ستكون أطول وأوسع وأعمق من أي قناة حالية مثل قناتي السويس وبنما. تأخذ شكل “قرية زراعية”، أو “بلدة للمشاريع والأعمال”، أو “منفذ للمنتجات الزراعية”، أو “مدينة كبيرة للصناعة والتجارة”.

– الخريطة الأولى تصور، أرض إسرائيل الكبرى” من النيل الى الفرات” والتي تشمل الجزء الشمالي من شبه الجزيرة العربية، وغرب الفرات وشبه جزيرة سيناء والجزء الشرقي من نهر النيل، وبعض الخرائط تضم الدلتا المصرية

– أما الخريطة الثانية فتظهر على قطعة العملة المعدنية الإسرائيلية من فئة عشرة أجورات، وهي مديدة العمر. وكنت قد كتبت حول هذا الموضوع منذ حوالي أربعين عاما وظهور خريطة أرض إسرائيل الكبرى على العملة الإسرائيلية يؤكد أن الصهاينة ما زالوا متمسكين بهذا التطلع، وتبقى مشكلتهم أنه لا يوجد لديهم ما يكفي من السكان للتمدد السريع والحل أمامهم هو تطويع الحكام العرب والشعوب العربية لتمارس الاحتلال بالنيابة عن إسرائيل لمصلحة الصهاينة.

ووفق هذا التصور، فإنه “في خلال 20 عاما من إنشائها، ستصبح منطقة التنمية الصهيونية خلية نحل تمتد من الشرق الاردني حتى النيل في الصناعة والتجارة والزراعة و”تربط أفريقيا والهند وأوروبا وآسيا” حيث تقام الدولة العبرية وأحد أهم طرق مواصلات الإمبراطورية البريطانية الحيوية.

وقت طرح الفكرة، كان قد مر على اعتراف بريطانيا باستقلال مصر نحو 20 عاما بإصدارها تصريح 28 فيفري 1922. ورغم هذا الاعتراف احتفظت بريطانيا بسلطات تأمين المواصلات البريطانية في مصر، وحماية المصالح الأجنبية على الأراضي المصرية ودر ملايين الدولارات التي استثمرتها بريطانيا العظمى وتواصل استثمارها من عام لآخر… ولهذا اعتبر أن هذا المخطط سيتيح لبريطانيا تحويل تجارتها من السويس إلى “قناة العقبة-غزة”. واعتبر أن قناته المقترحة “ستكون ملكية خالصة لبريطانيا العظمى – الصهيونية وحكومة الولايات المتحدة والمنفذ للعملية وهو اسرائيل”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق