مندوب الجزائر: “إسرائيل” تمنع عمداً وصول المساعدات إلى غزة وتتسبب بعواقب إنسانية فظيعة
قسم الأخبار 05-04-2024
الجزائر قلقة إزاء المعايير المزدوجة بشأن التوجهات في مجلس حقوق الإنسان
مندوب الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة يؤكد أن الوضع الإنساني في غزة مأساوي، ويعرب عن أسفه للعواقب الوخيمة من جراء منع “إسرائيل” وصول المساعدات الإنسانية إلى أطفال غزة.
قال المندوب الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، يوم الأربعاء 03 ابريل 2024، إن بلاده تأسف للعواقب الوخيمة نتيجة تعمّد “إسرائيل” منع وصول المساعدات الإنسانية إلى أطفال غزة.
وفي كلمة له خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن “مواجهة عواقب منع وصول المساعدات الإنسانية إلى الأطفال في زمن النزاعات المسلحة” قال بن جامع: “إننا نواجه حالياً واقعاً مرعباً، حيث أن منع وصول المساعدات الإنسانية يجعل الأطفال في مرمى الصراع”، وأن “الوضع الإنساني المأساوي في غزة يعد مثالاً صارخاً عن ذلك“.
وأضاف: ” الاحتلال يمنع بشكل متعمّد منذ أشهر وصول المساعدات الإنسانية، ما يتسبب في عواقب إنسانية فظيعة ينجم عنها بشكل خاص، موت الأطفال من سوء التغذية والجفاف ونقص العلاج”.
وأردف: “أولئك الذين سيبقون على قيد الحياة سيعانون من الآثار مدى الحياة، ولن يتمكنوا من النمو والتطور كما لو كانوا في وضع طبيعي، فأحلامهم تكون قد تحطمت”.
كما لفت بن جامع إلى أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” كانت قد أكدت، في شهر فبراير 2024، أن الأطفال في قطاع غزة يموتون بشكل مأساوي، حيث استشهد الآلاف منهم وجرح آلاف آخرون.
وأكد أن “التقديرات تشير إلى أن “حوالى 1.7 مليون شخص هجّروا داخل البلاد، وأن نصفهم هم من فئة الأطفال، إلى جانب إلى أكثر من 17 ألف طفل جريح ومن دون عائلة على قيد الحياة”. مشيراً إلى أنه “تم إحصاء أكثر من 600 ألف طفل في رفح تحت الحصار ولا يجدون مكاناً يلجؤون إليه”.
وقال إنّه “في الوقت الذي نجتمع فيه الآن لا يزال الأطفال يواجهون صعوبات في الحصول على المساعدات الإنسانية والتي تكون في بعض الأحيان شديدة”.
كما شدّد بن جامع على أن “المسؤولية عن مصير الأطفال الذين مسَّتهم الحرب تقع على عاتق هذا المجلس، ولا سيما عبر فريقه العامل حول الأطفال والنزاعات المسلحة إلى جانب مكتب الممثل الخاص للأمين العام المكلف بالأطفال والنزاعات المسلحة وآلية الرصد والإبلاغ”، مشدداً بشكل خاص على “الأعمال الأخرى الضرورية التي يجب القيام بها من أجل التوصل إلى الرد الدولي على الأزمات الإنسانية”.
كذلك، دعا مندوب الجزائر الدائم إلى “تعزيز آليات المتابعة ولا سيما من خلال تحسين جمع البيانات والمرافعة من أجل العبور الآمن ومن دون عراقيل للعاملين في المجال الإنساني والإمدادات، دون شروط مسبقة”.
وطالب بإدراج “رفض المساعدة الإنسانية” في جدول أعمال مجلس الأمن ضمن الانتهاكات التي تستدعي إدراج الأطراف في مرفق التقرير السنوي للأمين العام عن الأطفال والنزاعات المسلحة، والمرتبطة بالانتهاكات الخطرة التي يتعرض لها الأطفال في حالات النزاعات المسلحة.
وقال: “الأطفال يتأثرون بشكل متفاوت بالنزاعات المسلحة، خصوصاً بالانتهاكات الستة الخطرة التي يدينها مجلس الأمن. ولا ينبغي أن يقع الأطفال ضحية للنزاعات”، معرباً عن أمله في أن “يكون هذا الاجتماع حافزاً للعمل”.
وأضاف “لنحاسب مرتكبي هذه الأعمال ولنعطي الأولوية لوصول المساعدات الإنسانية لضمان تلبية احتياجات الأطفال في النزاعات المسلحة”، مؤكداً أنه “يمكننا معاً أن نبني عالماً لا يكون فيه الأطفال ضحايا للحرب بل يصبحون بصيص أمل بمستقبل سلمي”.
يذكر أن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، أكد الأسبوع الماضي ضرورة أن تمتثل “إسرائيل” لقرارات مجلس الأمن الدولي، مؤكداً أنّ “قرار مجلس الأمن الدولي إلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار في غزة هو انتصار للحق قبل أن يكون انتصاراً للجزائر أو الوطن العربي وأفريقيا”.
وفي سياق متصل، حذّر رئيس بعثة الجزائر الدائمة لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف، رشيد بلادهان، من اتباع المعايير المزدوجة بشأن التوجّهات داخل مجلس حقوق الإنسان عند إثارة قضية حقوق الإنسان في بعض الدول، مقارنة بعدم اتخاذ المجلس إجراءات ذات مصداقية لوقف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.
وقال بلادهان، في كلمة ألقاها خلال الدورة 55 لمجلس حقوق الإنسان، بخصوص تعليل التصويت قبل التصويت على مشروع قرار غربي بشأن حالة حقوق الإنسان في إيران: “الجزائر تعرب عن انشغالها العميق إزاء المعايير المزدوجة في التوجهات داخل المجلس تجاه حقوق الإنسان، بخصوص إثارة حقوق الإنسان في بعض الدول مقارنة بعدم اتخاذه إجراءات ذات مصداقية لوقف الإبادة الجماعية الجارية ضد الفلسطينيين”.
وأضاف: “يثير التفاوت في الاستجابة داخل المجلس مخاوف مشروعة بشأن صدق واتساق مواقف بعض هذه الدول في الدفاع عن حقوق الإنسان في ظل الانتهاكات واسعة النطاق التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين والمثبتة بتقارير ونداءات أممية”.
وشدّد على “أهمية معالجة قضايا حقوق الإنسان على المستوى العالمي من خلال نهج بناء وشامل وغير مسيس وغير انتقائي أو متحيز، وأن تعالج كذلك قضايا حقوق الإنسان بطريقة عادلة ومتساوية وموضوعية وذات مصداقية بخصوص حالة حقوق الانسان في جميع بقاع العالم”.