ممثلة “البكوش” في الاتحاد الإفريقي تتهجم على الجزائر
الجزائر-04-5-2023
نشرت جريدة “الشروق” الجزائرية بتاريخ الأول من شهر مايو الحالي مقالا جاء فيه:
أمينة سلمان، المغربية التي عيّنها الأمين العام المنتهية ولايته لاتحاد المغرب العربي، الطيب البكوش، ممثلة دائمة لهذه الهيئة المغاربية في الاتحاد الإفريقي، وضعت مَن عينها في هذا المنصب، في حرج كبير بعد الانزلاق الخطير الذي وقعت فيه مؤخرا، بتوقيعها مقالا صحفيا دافعت فيه عن نظام المخزن المغربي وهاجمت فيه دولة عضوا في الاتحاد المغاربي، ممثلة في الجزائر.
أمينة سلمان وفي “خرجة” غير مدروسة لكنها مستفزة، كتبت مقالا في إحدى الصحف المغربية المعروفة بارتباطاتها بنظام المخزن، هاجمت فيه الجزائر بشدة، وهي التي يفترض مجازا، بحكم توصيفها (المطعون فيه) كممثلة لاتحاد المغرب العربي، الذي يضم أيضا إلى جانب نظام المخزن المغربي، أربع دول أخرى هي الجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا، يفترض أن تكون على الحياد.
ومما كتبته في مقال لها بصحيفة مغربية: “لا ينفك النظام الجزائري عن معاكسة المغرب في جميع المحافل الدولية، ولو بدون مناسبة، حتى أصبحت الآلة الدبلوماسية الجزائرية متخصصة في إنتاج المهاترات السياسية والتطاول العسكري على المغرب”.. حتى وهي متواجدة باسم الجزائر في الاتحاد الإفريقي ولكن بإرادة مسؤول سابق في الهيئة المغاربية الميتة كلينيكيا!
غضبها نابع من رفض الجزائر تعيينها في منصبها الجديد خارج الأعراف القانونية، كما زعمت، وقالت: عوض تقديم التهاني، لجأت الدبلوماسية الجزائرية إلى نظرية المؤامرة التي سيطرت على الخطاب السياسي للنخب الجزائرية التي تتهرب من مسؤوليتها، على حد افترائها، كما اتهمت الجزائر بالحقد
على النظام المغربي، هكذا بكل بساطة وكأنها مجرد موظفة في الخارجية المغربية.
هذا التهجم من أمينة سلمان على دولة عضو في الاتحاد المغاربي، يطرح أكثر من تساؤل حول مصداقية حملها لتوصيف ““ممثلة دائمة لاتحاد المغرب العربي بالاتحاد الإفريقي”، فحتى ولو اعترضت الجزائر على هذا التعيين، فالدبلوماسية التابعة لنظام المخزن المغربي، ملزمة بواجب التحفظ بحكم أنها تمثل الدول الخمس المغاربية، وليس النظام المغربي فقط.
وكانت الخارجية الجزائرية قد استنكرت في وقت سابق تعيين الطيب البكوش، أمينة سلمان، ممثلة دائمة للاتحاد المغاربي لدى الاتحاد الافريقي، واعتبرت قبول الاتحاد ممثلا في شخص موسى فقي، اعتماد سلمان “غير مسؤول وغير مقبول”، ولا يدخل “ضمن صلاحيات البكوش كأمين عام انتهت ولايته في الفاتح من أوت 2022 دون إمكانية تمديدها…
ما أقدمت عليه أمينة سلمان، لم يحرج النظام المغربي والأمين العام السابق للاتحاد المغاربي فحسب، وإنما أعطى قوة ومشروعية للموقف الجزائري الرافض لهذا التعيين، الذي كان مبنيا على تخوفات لها ما يبررها، مفادها أن النظام المغربي يحاول توظيف الاتحاد المغاربي لخدمة أجندته على الصعيد الإفريقي ومحاولة فرض منطقة المرفوض من قبل الدول الأعضاء في الاتحاد، من أجل ضرب المصالح الجزائرية في القضايا المصيرية بالنسبة إليه، علما أن العلاقات بين الرباط وبقية العواصم المغاربية توجد في قطيعة مع الجزائر، وفي شبه قطيعة مع تونس، وفي برودة لافتة مع نواكشوط، كما هو الشأن مع طرابلس.
وعوض أن تلتزم سلمان الصمت وتنخرط في إبداء النية على أنها ممثلة للدول الخمس المغاربية، وتترك الغضب الجزائري يتبدد مع مرور الوقت، وضعت كلا من الأمين العام السابق للاتحاد المغاربية، الطيب البكوش، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي، في حرج كبير، بانكشاف عملها لصالح نظام المخزن المغربي، الأمر الذي يزيد من قوة ومصداقية الانتقادات الجزائرية، والتي قد تنضم إليها بقية الدول المغاربية.