إفريقيا

هل تتحوّل خيوط اللعبة الدولية في ليبيا إلى حرب إقليمية؟

طرابلس-ليبيا–9-6-2020زهور المشرقي


يظل الليبيون مثقلين بخطر تمدد التنظيمات الإرهابية واستمرار جلب المرتزقة عن طريق زعيمهم الرئيس التركي أردوغان بطلب من رئيس حكومة”الوفاق” غير الشرعية والمنتهية مدة عهدتها، فائز السراج، ويترقّب الليبيون إخماد نزاعات بلدهم وطرد الميليشيات المسيطرة والمتحكمة في المشهد .
وتصاعدت نيران حرب ليبيا مؤخرا خاصة مع تواصل تدفق الأسلحة، والضباط الأتراك والمرتزقة الذين بلغ عددهم نحو 15ألفا ..


فماذا تخفي التطورات الأخيرة في هذا البلد الشمال إفريقي الذي بات على حافة انهيار مريع؟ وهل تتحول خيوط اللعبة الدولية في ليبيا إلى حرب إقليمية؟ وماهي السيناريوهات المحتملة في ظل هذا الوضع ؟

وفي قراءته للمشهد الحالي في ليبيا،قال الباحث المختص في الشأن الليبي، عبد الستار حتيتة،في حوار مع(ستراتيجيا نيوز): لا أعتقد أن تتحول خيوط اللعبة الدولية في ليبيا إلى حرب إقليمية،لافتا إلى أن هذا الخيار سيظل ضعيفا،و لا أحد في أوروبا تحديدا يريد لليبيا أن تتحول إلى بؤرة صراع مشابهة لتلك الجارية في سوريا.


وأفاد حتيتة، بأن ما يجري الآن في ليبيا، يتلخص في محاولات بعض الأطراف الدولية حجز موقع لها في أي ترتيبات تخص الوضع في ليبيا،متابعا أن ليبيا لديها فرص هائلة للإستثمار وتحصيل أموال بمليارات الدولارات في مجالات مختلفة منها النفط والغاز وإعادة الإعمار وبناء المشروعات الكبرى، بما فيها المشروعات المستقبلية لبناء الجيش الليبي الموحد، وتسليحه،لهذا لن يكون في صالح أي طرف دولي ترك هذه الثروات لكي تستحوذ عليها دولة أو دولتان، سواء أكانت تركيا (العضو في حلف الناتو) أو روسيا (الخصم التاريخي لحلف الناتو). لهذا يمكن أن نرى تجاذبات وتغيّرا في الولاءات بحثا عن صيغة ترضي الأطراف القوية، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإيطاليا.
وبخصوص آفاق مباردة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أوضح الباحث أن المبادرة تتضمن صيغة مهمة للأطراف الدولية، وهذه الصيغة تقول إن الصراع على ليبيا أصبح يتخطى الخطوط الحمراء التي تخص الأمن والإستقرار والسلام في ليبيا ودول الجوار وفي البحر المتوسط وأوروبا أيضا، مرجحا أن يتم التعاطي، على نطاق واسع ومن القوى الكبرى، مع مبادرة السيسي، كمبادرة “ليبية-ليبية” ذات مرجعية تتوافق مع مقررات الإجتماعات الدولية التي عقدت حول ليبيا خلال الفترة الماضية،مشيرا إلى أن هذا لا يمنع من أن تقوم بعض الأطراف بعرقلة المبادرة المصرية، من خلال الإستمرار في محاولة تحقيق مكاسب ضيقة مبنية على خيار الحرب والفوضى، كما تفعل تركيا ودول أخرى، بما فيها دول غربية مثل إيطاليا،وفق تعبيره.


أما بشأن مصير المرتزقة والإرهابيين الذين تخلصت منهم تركيا بإرسالهم إلى ليبيا، في حال تحقيق مبادرة السيسي،فقد أكد محدثنا أن البنود التي تضمنها “إعلان القاهرة (وكذلك كلمتا المشير خليفة حفتر، والمستشار عقيلة صالح)” تضمنت مطالبة المجتمع الدولي بالعمل على إعادة المرتزقة الذين دخلوا إلى ليبيا من الجهة التي أتوا منها، وتتضمن المبادرة أيضا (وكلمتا حفتر وصالح في المؤتمر الصحفي مع السيسي)، تحميل تركيا المسؤولية عن جلب المرتزقة والإرهابيين إلى ليبيا، وإن كان قد تم ذكر ذلك في “الإعلان” بشكل غير مباشر.


وأضاف: “عموما يمكن القول إن إعلان القاهرة ألقى بالكرة في ملعب المجتمع الدولي، لكي يتحمل مسؤولياته في حل الأزمة الليبية برمتها، وفي القلب من كل هذا التصدي للتدخل الخارجي.. أي التدخل العسكري التركي. وتحميل أنقرة واجب إصلاح ما أفسدته، أي إعادة الجماعات الإرهابية إلى المناطق التي جلبتهم منها،إلا أنني أعتقد أن هذا أمر صعب تنفيذه.. فمن الصعب أن تقبل دول كبرى مثل روسيا والولايات المتحدة، بعودة الإرهابيين لا إلى سوريا ولا إلى تركيا، أو غيرها من البلدان التي أتوا منها (هناك جنسيات أوربية وآسيوية من الإرهابيين). لهذا أتوقع أن يستمر وجود الإرهاب والإرهابيين في ليبيا، ما يشكل ضغطا كبيرا على دول الجوار الليبي، وعلى الأمن والسلم في المنطقة ككل”.

من جانبه،يرى عبدالهادي ربيع، الباحث في الشأن الليبي،في حديث مع صحيفة( ستراتيجيا نيوز) أن المبادرة المصرية ستدفع تركيا دفعا إلى الإنسحاب من الداخل الليبي بضمانات دولية بعد تعديها الخطوط الحمراء ومحاولتها الإقتراب من سرت والهلال النفطي التي بها مصالح نحو 9 دول على أقل تقدير.
وتابع ك إن تركيا قد تسحب مستشاريها ضمن تفاهمات دولية وإلا فإنها قد تخسر المعركة وستواجه بمواقف دولية.

وأضاف أن القوى الدولية الصامتة حتى الآن لن تصمت في حالة تحول أمنها القومي أو مصالحها الإقتصادية للضرر بسبب أطماع أردوغان.
أما عن الداخل الليبي فأكد أن الجيش الوطني الليبي مستمرفي تنفيذ ضربات قوية ضد الميليشيات التي لم تلتزم بقرار وقف إطلاق النار، مؤكدا أنه في حالة عدم التزام هذه المليشيات قد تفقد رأس الأفعى مصراتة نفسها وتتلقى درسا بداخلها لكسر غرورها وتعلم أن انسحاب الجيش من طرابلس لم يكن هزيمة وإنما كان استجابة لمطالب دولية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق