مقتل 8 من عناصر «قسد» في معارك بشمال وشرق سوريا: تصعيد جديد يعمّق الأزمة السورية
قسم الأخبار الدولية 20/01/2025
شهدت مناطق شمال وشرق سوريا اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا، أسفرت عن مقتل 8 من عناصر «قسد» في تصعيد يُنذر بتفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية في هذه المناطق. المعارك تركزت في محيط مدينتي عين عيسى وتل تمر، وهما منطقتان استراتيجيتان ضمن التوترات المستمرة بين الأطراف المتصارعة.
وفقاً لمصادر محلية، بدأت الاشتباكات بعد سلسلة هجمات نفذتها الفصائل المسلحة على مواقع «قسد»، مستخدمة المدفعية الثقيلة والطائرات المسيرة، مما أدى إلى تدمير عدة مواقع عسكرية ووقوع خسائر بشرية في صفوف القوات الكردية. في المقابل، شنت «قسد» هجمات مضادة لمحاولة استعادة المواقع التي خسرتها، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين وتصاعد حدة الاشتباكات.
التصعيد الأخير يأتي في ظل تعقيدات أوسع في الملف السوري، حيث تُظهر تركيا تصميمها على توسيع نطاق عملياتها العسكرية في شمال سوريا، بحجة تأمين حدودها الجنوبية وملاحقة المجموعات التي تعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني (PKK). هذا التوجه يثير قلقاً دولياً، خصوصاً أن المنطقة تضم مئات الآلاف من المدنيين الذين يواجهون خطر النزوح مجدداً مع كل تصعيد.
في السياق ذاته، دعت الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الأطراف المتصارعة إلى ضبط النفس وتجنب استهداف المدنيين، محذرة من أن استمرار العمليات العسكرية قد يؤدي إلى أزمة إنسانية جديدة في منطقة تعاني أصلاً من نقص حاد في المساعدات والخدمات الأساسية.
المعركة في شمال وشرق سوريا ليست مجرد صراع بين قوات محلية، بل تعكس تنافساً بين قوى إقليمية ودولية تسعى لترسيخ نفوذها في المنطقة. بينما تواصل الولايات المتحدة دعم «قسد» في إطار جهود مكافحة تنظيم «داعش»، تتصاعد الانتقادات من الجانب التركي تجاه هذا الدعم، ما يعمق الخلافات ويعقد أي مساعٍ لتحقيق تسوية سياسية للصراع السوري.
يبدو أن المواجهات الأخيرة ليست سوى فصل جديد من صراع طويل الأمد، قد يحمل معه تبعات خطيرة على استقرار المنطقة ومستقبل الحل السياسي في سوريا. ومع استمرار الأطراف في تبادل الضربات، يبقى المدنيون هم الضحية الأكبر لهذا النزاع الذي لا يزال مفتوحاً على كل الاحتمالات.