الشرق الأوسط

هل تختفي الرايات السوداء وتتبدّد لصالح تنظيم أخر؟؟

زهور المشرقي-تونس

قبل عام من اليوم جاءت تحذيرات أمريكية من تهديد ما يسمى بتنظيم “حراس الدين” التابع لتنظيم القاعدة للدول الغربية،حيث قال خبراء إن تنظيم داعش الإرهابي بدأ في التلاشي والإنهيار منذ أكثر من عام بعد كل الخسائر المادية والبشرية خاصة عقب مقتل أغلب عناصره وقيادته البارزة، ما يرمي إلى أن حراس الدين قد يأخذ مكان تنظيم “داعش” في الساحة الدولية.
فبعد سيطرتها على أكبر المدن العراقية والسورية، تتهاوى دولة الخلافة على الأراضي السورية لتحدد الفترات المقبلة موعد النهاية للتنظيم في أخر معاقله في منطقة “وادي الفرات “.
وتقول مصادر استخباراتية إن اغلب القيادات والعناصر البارزة في تنظيم داعش قد اختفوا منذ فترة وفروا رافضين فكرة انهيار تنظيمهم الإرهابي، منتظرين أي فرصة للثأر والإنتقام بعد أيام من مقتل 30داعشيا في ريف الحسكة قرب مخيم الهول.
وكانت القوات الكردية”الأسايش” قد أعلنت القبض على خلايا نائمة لداعش الإرهابي دخلوا مخيم الهول ملاذ المدنيين الفارين من معارك الباغوز في ريف ديرالزور متنكرين ومخفين وجوههم بالنقاب، وارتكبوا مجزرة قبل أن يدفنوا الجثث تحت خيامهم.
حراس الدين من هم ؟؟

تنظيم حراس الدين هو جماعة متمردة مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة وتقاتل في سوريا، يترأسها أبو همام الشامي، كان سابقا عضوا في جماعة هيئة تحرير الشام وقبلها بجبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا بين عامي 2013 و2016..
هذا التنظيم يعتبره خبراء في الجماعات الجهادية الأخطر من تنظيم داعش الارهابي، وفي نوفمبر 2017 تم تشكيل جيش البادية وجيش الملاحم.
انهيار داعش  الإرهابي طريق لظهور حراس الدين


في هذا الإطار قال الباحث المختص في الجماعات الجهادية الدكتور عمرو فاروق، في حديث مع موقع “ستراتيجا نيوز”، إن اعتماد داعش على فكرة الدولة وأركانها، ربما يكون سببا في اهتزاز التنظيم وفلوله وروافده في العديد من المناطق الجغرافية التي يسعى إلى إيجاد حاضنة تنظيمية له فيها، بسبب خسائره الفادحة في سوريا والعراق التي مثلت له أرض الخلافة أو أرض الميعاد،متابعا أن مقتل قائد التنظيم أبو بكر البغدادي منذ أيام، لا يعني انهيار التنظيم وأركانه بشكل كامل ونهائي، وإلا لكانت جماعة الإخوان انتهت تماما عقب مقتل حسن البنا، وإعدام سيد قطب، وعبد القادر عودة، أو انتهى تنظيم القاعدة عقب مقتل أسامة بن لادن، وأبو مصعب الزرقاوي، وأبو عمر البغدادي وغيره، وفق تعبيره.
وأضاف محدثنا، أن التنظيمات كداعش تنتهي وتظهر تحت مسميات ونسخ جديدة تحمل نفس التوجهات والأدبيات والأفكار، في ظل وجود إرث ضخم من المرجعيات والمناهج والأطروحات الفكرية التكفيرية التي يتم من خلالها إنتاج عشرات التنظيمات التي تنتهج العنف والقتل تحت غطاء الدين ومشروع إقامة دولة الخلافة الذي رسم ملامحه حسن البنا وسيد قطب، وأبو الأعلى المودودي وعمر عبد الرحمن، وشكري مصطفى(حراس الدين مثلا).
مكافأة مالية لكلّ مبلّغ عن قيادات حراس الدين

التنظيم الأخطر الذي تمّ التحضير له منذ سنوات حذرت منه واشنطن ودول أُخرى، وخصّصت له الخارجية الأمريكية مكافأة مالية قدرها خمسة ملايين دولار لكل من يدلي بمعلومات تؤدي إلى تحديد أماكن ثلاثة من كبار القادة في تنظيم “حراس الدين” المرتبط بتنظيم القاعدة، وهم أبو عبد الكريم المصري وفاروق السوري وسامي العريدي.
وينشط جميع القادة الثلاثة في تنظيم القاعدة منذ سنوات ولايزالون موالين لزعيم التنظيم أيمن الظواهري.
فهل يمكن أن ينتهي شبح داعش ويتبدد ، أم أنه سيخرج من القمقم لتعود الريات السوداء بحلّة جديدة؟
يبدو أنه من الصعب التكهن بكيفية انتهاء داعش ومتى، كونه ظهر ووصل إلى مرحلة متقدمة من القوة في فترة وجيزة، فالقضاء عليه يتطلب جهداً أكبر ووقتاً أطول، وحسب متابعاتنا الشخصية لمجريات الأحداث نستبعد القضاء عليه نهائياً، وقد يتكرر سيناريو داعش مستقبلا باسم جديد وعلى جغرافية جديدة.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق