أخبار العالمبحوث ودراسات

إرباك المنطقة: بين الحسابات الأمريكية و عودة طالبان

تونس-رباب حدادة– باحثة بالمركز الدولي للدراسات الاستراتيجية الأمنية والعسكرية بتونس

بعد عقدين من إزاحة طالبان من الحكم في أفغانستان و حرب دامية قادتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها على الحركة منذ 2001،سقطت الدولة في يد طالبان من جديد بعد سيطرتها على 2/3 الإقليم في ثلاثة أشهر وصولا للعاصمة والإطاحة بالسلطة السياسية  الرسمية الأحد 15 أوت 2021.

“فازت طالبان” هذه التدوينةالفايسبوكية هي كل ما تركه الرئيس الأفغاني، اشرف غاني،بعد فراره خارج الدولة تاركا المجال لقوات طالبان التي حاصرت العاصمة كابل.

من جهتها صرحت الحركة من خلال مكتبها السياسي في الدوحة وعلى لسان المتحدث الرسمي لها محمد نعيم “انتهت الحرب.” بكلمتين وعشرين سنة من الدماء هكذا انتهت الحرب في أفغانستان تاركة بلد 38 مليون نسمة يواجه مصيره مع المتطرفين.

من الاحتلال السوفياتي إلى الحرب الأهلية والحرب الأمريكية مع طالبان،عانى الشعب الأفغاني شتى أنواع المعاناة والخوف، فما الذي سيعانيه بعد أن تركه العالم في قبضة طالبان؟

وصول طالبان إلى الحكم سيرا على جثث الآلاف من الجنود والمدنيين خاصة  التي قدرت ب51 ألف مدني وبلغت خسائر الولايات المتحدة الأمريكية 6294 قتيل بين جنود ومقاتلين متعاقدين و 1154 ضحايا في صفوف القوات الحليفة للولايات المتحدة الأمريكية، بينما بلغت خسائر الجيش الأفغاني 66 ألف قتيل.

بالرغم من الخسائر البشرية والمادية الضخمة التي خسرتها واشنطن في أطول حرب لها يستيقظ العالم على خبر حكم طالبان للدولة الأفغانية.خبر ربما مفاجئ لسرعة التي اتخذتها الأحداث في الشهرين الأخيرين ولكنها بالنسبة للخبراء أمر حتمي بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي سحب قواتهما من كابول بنهاية شهر أوت الجاري  ولكن لم ينتهي الانسحاب إلا والحرب حسمت لصالح الحركة.

بدأت طالبان ب”حرب الأطراف” مسيطرة على القرى الحدودية والمدن الصغيرة في تشتيت للقوات الأفغانية التي فقدت قوتها بانسحاب القوات الأجنبية. ثم بدا الزحف نحو المدن الكبرى وكانت “زرنج”،عاصمة ولاية نيمروز،أول مدينة هامة تسيطر عليها القوات المسلحة لطالبان، سقطت بعدها المدن  الكبرى الواحدة تلو الأخرى، وامتد الزحف المجموعة المسلحة من ولايات الشمال نحو الشرق والغرب ثم الجنوب ولم تكن معاركة طالبان بالصعبة إذ استسلم الجيش النظام في أكثر من 15 مدينة.

من دعّم طالبان؟ وماهي تداعيات حكمها على الدولة والمنطقة؟ما هي تغيرات العلاقات الإقليمية؟ماهي رهانات القوى الإقليمية؟كيف ستكون ردود الفعل الدولية؟

الانسحاب الأمريكي و “تأثير الدومينو”

 يعد أهم انسحاب للقوات الأمريكية من مناطق تركزها التقليدي، هو انسحابها من أفغانستان بعد تمركز بلغ العقدين من الزمن وهذه الخطوة بدأت مع ترامب في نهاية مدته الرئاسية حين قرر في جانفي 2021 تخفيض عدد الجنود الأمريكيين إلى 2500 جندي على ضوء الاتفاق المبرم بين طالبان والولايات المتحدة الأمريكية في سبتمبر2020 والذي يقضي بإخراج القوات الأمريكية مقابل التزام طالبان بعدم القيام بأي هجوم يمس من امن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها كما تلتزم بعدم دعمها لأي مجموعة متطرفة.

شبهت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل،في تحليلها للوضع في أفغانستان،الانسحاب الأمريكي “بتأثير الدومينو” الذي فجر سلسلة من المتغيرات والتي نتائجها شهدتها أفغانستان في فترة قصيرة جدا.لم تكن الدولة الأفغانية قوية بما يكفي لتقاوم مسلحي طالبان بمفردها خاصة بتفشي الفساد واستقواء شبكات المافيا والتهريب وتجارة المخدرات خاصة. تماسك الدولة وتصديها لتمدد الحركة كان قائم بالأساس على الدعم الخارجي خاصة التغطية الجوية لمقاتليها وبمجرد انسحاب واشنطن وقوات حلف شمال الأطلسي انهارت السلطة تماما.

أمضت طالبان والولايات المتحدة الأمريكية اتفاق سلام في فيفري 2020  في الدوحة يقضي بتخفيض القوات الأمريكية من 13 ألف إلى 8 ألاف جندي خلال 135 يوما التي تلي إمضاء الاتفاق وبالانسحاب البطيء لكامل القوات الأمريكية من أفغانستان، وذلكضمن الاستعداد لإنهاء كلي للنواجد العسكري في افغنستان، إذا التزمت طالبان بالبنود إضافة إلى  تبادل للأسرى بين الطرفين والتزام طالبان بعدم القيام بأي هجوم يمس من أمنالولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها كما تلتزم بعدم دعمها لأي مجموعة متطرفة.

هذا الاتفاق كغيره لحقه مشروع تعديل للرئيس الجديد،إذ أشار المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إميلي هورن في  بلاغ له للحكومة الأفغانية في شهر جانفيالمنقضي أن الإدارة الجديدة، وإن كانت موافقة على مبدآ اتفاق السلام، إلا أن مراجعة الاتفاق أمر ضروري ستعمل عليه إدارة بايدن، وذلك من خلال إلزام جدي لطالبان بقطع علاقاتها مع الحركات المتطرفة،ومع ضرورة إدراج بنود تحمي النساء والأقليات وكذلك إرساء أرضية تفاهم بين الحركة والسلطات الرسمية من اجل إرساء سلام فعلي ودائم حسب هورن.

من جهتها اعتبرت طالبان أن مراجعة الاتفاق من قبل إدارة بايدن هو خرق مباشر للاتفاق ستعتبره طالبان نقض للاتفاق وأنها ستعتبر بقاء القوات الأمريكية في الأراضي الأفغانية أكثر من المدة المتفق عليها “احتلالا”، وحسب المتحدث باسم الحركة في الدوحة “نحن لم نبرم اتفاقا مع الولايات المتحدة لأربع سنوات، بل أبرمنا اتفاقا مع الولايات المتحدة ونظامها الحاكم، نحن ملتزمون بالاتفاق، وفي حال انتهاكه من قبل إدارة بايدن، سنعيد تقييم موقفنا”.

لم يتم أي تغيير في الاتفاق من قبل إدارة بايدن التي  كان من أول قراراته الانسحاب الكامل من أفغانستان،والذي من المقرر أن ينتهي  في 31 أوت/أغسطس 2021 قبل الذكرى العشرين لأحداث 11 سبتمبر 2001، وبدأالانتشار العسكري الأمريكي في 1 ماي لتأمين خروج القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي.

حسب اتفاق إدارة ترامب وطالبان تاريخ 1 ماي من المقرر أن ينتهي فيه خروج القوات الأمريكية وذلك ما اعتبرته الحركة إخلالا بالاتفاق وينذر بعودة الفوضى إلى المنطقة خاصة وأن الحركة اعتبرت وجود أي جندي أجنبي بعد تاريخ 1 ماي هو “غزو أجنبي” يمنح مقاتليها الحق في” اتخاذ  الإجراءات المناسبة” نافية أي تفاوض مع الإدارة الأمريكية حول التزامها بمنع هجوم التنظيمات المسلحة الأخرى على القواعد الأجنبية وجنودها أثناء عملية الانسحاب.

بدأت الحركة في التمدد منذ شهر ماي قبل حتى الانسحاب الكلي للقوات الأمريكية   فمخططها كان ثابت وواضح من البداية هو السيطرة على الدولة واستعادة السلطة التي كانت في حوزتهم في أواخر القرن الماضي، فبغض النظر عن أي اتفاق مع الدولة الافغانية أو الولايات المتحدة الأمريكية، لن يوقف طالبان عن السعي للسيطرة أي حل سلمي.

انسحاب أمريكي يخفي هزيمة أمام طالبان،بعد حرب ظنها الجميع أبدية،عادت بها الدولة إلى فترة التسعينات.“مهمتنا لم تكن بناء دولة أو خلق ديمقراطية” هكذا برر بايدن انسحاب بلاده من أفغانستان بعد عشرين سنة من حرب دفع ضريبتها الشعب الأفغاني غاليا وانتهى به المطاف في كف المتطرفين.

فأي هدف يقول الرئيس الأمريكي انه تحقق ولا دولة تماسكت ولا إرهاب تدمر؟

الدعم الباكستاني لطالبان

منذ تولي طالبان الحكم للمرة الأولى في 1996 كانت باكستان تقف داعمة للحركة ولم يتوقف دعمها حتى فترة حربها مع الولايات المتحدة الأمريكية حيث حمت إسلام أباد قادة الحركة وعالجت مقاتليها المصابين وزودتها بالدعم المادي واللوجستي حسب تصريحات رسمية للهند.

وفي مؤتمر دولي  أقيم في شهر جويلية في أوزباكستان أكد الرئيس الأفغاني اشرف غني أن 10 آلاف مسلح سافروا من باكستان إلى أفغانستان للقتال بجانب طالبان حسب تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” وهي اتهامات نفتها باكستان.

وحسب نفس المصدر، فقد نظم رجال الدين والطلاب مسيرة مناصرة لطالبان، في مدينة كويتا الباكستانية، القريبة من الحدود الأفغانية،مسيرة اعتبروها احتفالا بنصر الحركة واستيلائهاعلى معبر “سبين بولداك”، المتاخم للحدود مع باكستان.

هناك تعاطف شعبي لدى رجال الدين في باكستان وحتى القيادات العسكرية مع طالبان التي تمثل امتدادا فكريا لأيديولوجياتهم الدينية.

نجد كذلك حركة “طالبان الباكستان” التي تأسست في 2007 ومازالت المدارس الدينية خاصة المتمركزة في المقاطعات الحدودية مع أفغانستان تمثل حاضنة فكرية لأفراد الحركة.

 على أساس الدعم الشعبي جاء دعم السلطات الباكستانية لطالبان واعتبارها حليفا استراتيجيا وقد عملت قوات الاستخبارات الباكستانية المعروفة ب “ISI” دورا هاما في دعم سيطرة الحركة على المدن الكبرى ودخول العاصمة .

إلى جانب التوافق الإيديولوجي لباكستان دافع سياسي قوي يقف وراء دفعها بطالبان إلى السلطة، وهي الخوف من استقلال “البشتون” ويمثلون اكبر مجموعة عرقية في افغانستان وثاني اكبر مجموعة في باكستان، ويعيشون في منطقة “باختونستان”، الواقعة في الجانب الغربي من” نهر إندوس” في باكستان والأجزاء الجنوبية من “نهر آمو” في أفغانستان.

بالرغم من أن اغلب الباشتون هم من المسلمين السنة وأقلية من المسلمين الشيعة وتتكون حركة طالبان في جزء كبير منها من البشتون غير أن قيادات هذه الفئة وقومييها المتشددين مازالوا يعملون على إنشاء دولة “الباشتونستان” التي أرادوا إنشاءها أول مرة عند تقسيم الهند سنة 1947.

لدى البشتون منظومة من القوانين تنظم سلوك الفرد والمجموعة تعرف ب “الباشتونوالي/Pashtunwali” وهي قوانين متوارثة منذ آلاف السنين،  وهي قوانين ملزمة لأفراد هذه الاثنية التي تقدر ب 50 مليون نسمة منتشرين في العالم.

تعمل باكستان على إبقاء أفغانستان تحت حكم طالبان التي تقوم إيديولوجياتها وسياساتها على تعاليم دينية متطرفة، وبذلك تضعف هوية باقي الأعراق (خاصة البشتون) وتنصهر في هوية واحدة قوامها الدين وتفشل بذلك محاولاتهم للانفصال.

تعد باكستان اول متدخل في افغانستان بحكم العوامل التاريخية والجغرافية والثقافية غير انها ليست الوحيدة،اذ دخلت افغانستان في مخططات عديدة من الدول الكبرى والاقليمية.

سقوط الحكومة وأطماع القوى الإقليميةوالدولية.

الفراغ الذي تركه الانسحاب الأمريكي والقوات الحليفة لها فتح المجال للقوى الإقليميةوالدولية للتحرك كل وأطماعه واستراتيجياته.

الصين

عاشت أفغانستان بعد سيطرة طالبان على العاصمة حالة هلع خاصة في مطار كابول حيث سارعت الدول لإجلاء مواطنيها وموظفي سفاراتها، لكن بعض الدول كانت استثناء أولها الصين التي أبقت على ممثليها في الدولة تحت حكم طالبان.موقف الصين منتظر وهي المنافس الأول للولايات المتحدة الأمريكية وما يسقط عن نفوذها يكون مكسبا لها وهذا ما تعمل عليه من خلال نسج علاقات مع الحركة منذ 2019.قامت الصين بمفاوضات مع قادة طالبان واستقبلت زيارات لممثليها جمعت “الملا عبد الغني برادر” بوزير الخارجية الصيني”وانغ يي”.

بالرغم من التصريحات الرسمية والمفاوضات والإبقاء على المسئولين الدبلوماسيين في سفارتها إلا أن مخاوف الصين الأمنية تجلت من خلال ترحيلها لجاليتها من أفغانستان منذ بداية شهر جويلية.إلى جانب أهدافها السياسية المتمثلة في تخفيض التأثير الأمريكي في آسيا تكمن أهمية أفغانستان بالنسبة للصين في استكمال مشروعها الاقتصادي “مبادرة الحزام والطريق” فالصين لا تمانع عودة طالبان في الحكم طالما وجدت السلطة بيد طرف واحد يفرض سيطرته على كامل الإقليم ويمكنها التفاوض معه، فكل ما كان يعرقل التعاون الاقتصادي والاستثمارات الصينية في أفغانستان هو الحرب.

روسيا

روسيا من الدول القليلة التي أبقت على دبلوماسييها في أفغانستان بعد تلقيها وعودا من طالبان بعدم المساس بممثليها، وروسيا كالصين بالرغم من أنها تصنف الحركة كمنظمة إرهابية إلا أنها لن تمانع التعامل معها كسلطة رسمية للدولة إذا نجحت في فرض سيطرة كاملة على الإقليم وإرساء نظام حكم وإن كان حكما دمويا.

تعتبر آسيا الوسطى منطقة نفوذ  تقليدية لروسيا خاصة أفغانستان فقاعدة “باغرام” الجوية هي من أضخم القواعد العسكرية وأكثرها تجهيزا كانت من إنشاء الاتحاد السوفياتي واستخدمتها الولايات المتحدة الأمريكية منذ دخولها الأراضي الأفغانية ليس في حربها على طالبان فقط بل في التجسس على روسيا ذاتها.

تعمل  موسكو على إنهاء النزاعات فيها وخروج الولايات المتحدة الأمريكية منها يعني انسحاب منافسها التقليدي من مناطقها ولذلك كان الدعم الروسي لطالبان واضحا منذ سيطرة الحركة على الحكم، وسيتزايد كلما تمكنت طالبان من فرض سيطرتها على كامل مؤسسات الدولة.

كان تصريح وزير الخارجية الروسية حاسما في مسالة التحالف مع طالبان والاعتراف بها قائلا“قمنا باتصالات عمل مع السلطات الجديدة…الأمور في كابول وفي أفغانستان عموما تسير نحو الاستقرار، طالبان تعمل على إعادة تأسيس النظام العام وعدوا بضمان أمن المدنيين والدبلوماسيين”

تركيا

قبل السيطرة التامة لطالبان على العاصمة أعلنتأنقرة عن قيامها بترتيبات مع الولايات المتحدة الأمريكية لتأمين مطار كابول مع إمكانية تفاوضها مع قادة طالبان. عملت تركيا في الفترة الأخيرة على التدخل في أفغانستان  تحت غطاء الخوف من تدفق اللاجئين الأفغان إلى أراضيها عبر إيران.انسحاب واشنطن من المشهد في إفريقيا الوسطى لن يكون تاما فتركيا ستلعب دورها في الإستراتيجية الأمريكية الجديدة، تكون وكيل الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة من اجل محاربة إيران وروسيا والصين.

بدأت تركيا تنسج مخططاتها من خلال التحالف مع باكستان من اجل فرض نفوذها على الدولة والمنطقة ولكن ذلك سيضعها في صراع مباشر مع إيران التي مازلت تراقب التحولات السريعة في منطقتها ولن تسمح بأي تدخل يمس أمنها.

إيران

التيارات المتطرفة عادة ما تكون في صراع حاد مع الشيعة وخطرا يهدد تمددهم غير أن استعادة طالبان للحكم اسعد إيران.الانسحاب الأمريكي وسقوط الحكومة الأفغانية كان بمثابة متنفس لطهران بعد زوال الرقابة الأمريكية عليها،سحب الخنجر الأمريكي الذي سلط على حنجرة إيران فحركة طالبان مهما كانت إيديولوجياتها معادية لإيران فلن يكون لها ثقل التواجد الأمريكي.وقد استطاعت إيران دائما الحفاظ على مسافة آمنة من طالبان وضمان حد أدنى من التوافق في المصالح.

شددت إيران التواجد الأمني على حدودها مع أفغانستان والتي تبلغ 945 كلم وأقامت مخيمات للاجئين لضمان رقابتها على الأفغان الذين يدخلون أراضيها.بالرغم من أن إيران استقبلت الأفغان في فترة ما، نظرا لرخص اليد العاملة، غير أن الأزمة الاقتصادية التي عاشتها في السنوات الأخيرة جعلتها تعيد توطين العديد من اللاجئين وتحكم إغلاق حدودها.

أفغانستان كالعراق وسوريا واليمن اتخذت مكانها في المخطط الأمريكي لفترة من اجل أهدافإستراتيجيةوهي مراقبة المنافسين والأعداء (روسيا-إيران) وإبقاء الجيش الأمريكي في مناطق نفوذهم للضغط،رهان الولايات المتحدة لم يكن مقاومة الإرهاب ولا بناء دولة حداثية ديمقراطية،إجابة واضحة لبايدن عن انسحاب قواته من أفغانستان صامتة في المقابل عن الهزيمة التي شهدها العالم.

يبدو أن الاستراتيجيات الأمريكية القديمة قد تآكلت تحت تأثير التغيرات السياسية  وموازين القوى في العالم، وانسحاب واشنطن التدريجي من نقاط تمركزها التاريخية، وهي هدنة لترتيب الأوراق من جديد، وإرساء إستراتيجية تلائم النظام العالمي الجديد، وتراعي وجود قوى كبرى كروسيا والصين التي غفلت عنها المخططات الأمريكية القديمة والتي نسجت على ضوء الانتصارات الأمريكية بعد الحربين وتواصلت بعد الحرب الباردة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق