مصر وتركيا تختتمان تدريبات «بحر الصداقة» وسط ترقب إقليمي وقلق من إسرائيل واليونان

قسم الأخبار الدولية 30/09/2025
اختتمت القوات البحرية المصرية والتركية، الثلاثاء، فعاليات التدريب البحري المشترك «بحر الصداقة – 2025» الذي جرى على مدار عدة أيام في المياه الإقليمية التركية، في خطوة عكست مستوى متقدمًا من التنسيق العسكري بين البلدين، لكنها أثارت في المقابل مخاوف لدى أطراف إقليمية عدة، خصوصًا إسرائيل واليونان وقبرص.
وأوضح المتحدث العسكري المصري أن التدريبات استهدفت «تعظيم الاستفادة من القدرات الثنائية وتبادل الخبرات في تأمين مسارح العمليات البحرية ضد التهديدات المختلفة»، مشيرًا إلى أنها شملت ورش عمل لتوحيد المفاهيم العملياتية، إضافة إلى تنفيذ رمايات بالذخيرة الحية، وتبادل استخدام الطائرات المروحية على متن القطع البحرية، فضلاً عن تدريبات تفتيش السفن المشبوهة وعمليات الإمداد بالبحر.
وجاءت المناورات في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة، إذ عبّرت أوساط إسرائيلية عن قلقها مما اعتبرته «تحولًا محتملاً» في موازين القوى البحرية، في حين رأت صحيفة معاريف أن التعاون المصري – التركي يمثل خطوة تعزز موقع أنقرة كلاعب إقليمي أساسي بعد سنوات من الخلافات.
كما أثارت التدريبات جدلًا في اليونان وقبرص، خصوصًا بعد الكشف عن تسليم إسرائيل شحنات جديدة من منظومة الدفاع الجوي «باراك MX» إلى نيقوسيا، وهو ما اعتُبر في أنقرة إشارة إلى سباق تسلح محتمل شرق المتوسط. ورغم ذلك، أكدت وزارة الدفاع التركية أن التدريبات «لا تستهدف أي طرف ثالث»، وأن الهدف منها جعل المتوسط «بحرًا للسلام».
من جانبها، شددت القاهرة على أن المناورات تدخل ضمن سياستها الثابتة القائمة على تعزيز التعاون العسكري مع الدول الصديقة، دون أن تكون موجهة ضد أحد. وأكد اللواء حمدي بخيت، مستشار كلية القادة والأركان، أن «التدريبات المصرية دائمًا ما تُنفذ لأغراض دفاعية ورسائل طمأنة، وهي تمهّد لتعاون أوسع مع تركيا في قضايا مشتركة مثل مكافحة الإرهاب وتأمين الغاز شرق المتوسط».
ويرى خبراء أن هذه المناورات تعكس تقاربًا استراتيجيًا جديدًا بين القاهرة وأنقرة يشمل ملفات أمنية واقتصادية وسياسية، في مقدمتها القضية الفلسطينية والوضع في ليبيا، إضافة إلى ترسيم الحدود البحرية وملف الطاقة شرق المتوسط. لكن هذا التقارب يثير قلقًا إسرائيليًا متزايدًا، خاصة مع تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول ما يُعرف بمشروع «إسرائيل الكبرى»، وهو ما تعتبره كل من مصر وتركيا تهديدًا مباشرًا لمصالحهما الحيوية.
ويؤكد محللون أن استمرار هذا التنسيق العسكري قد يُمهّد لتشكيل توازنات جديدة في المنطقة، خاصة مع وجود مساعٍ مصرية للعب دور الوسيط بين تركيا من جهة واليونان وقبرص من جهة أخرى، بما يحافظ على مصالح جميع الأطراف ويحدّ من أي تصعيد محتمل في شرق المتوسط.