أخبار العالمإفريقيا

مصر تسلم ” شحنة أسلحة كبيرة” للصومال في ظل تصاعد للتوتر مع أثيوبيا.

تسلمت الصومال شحنة أسلحة كبيرة جديدة من مصر تشمل مدافع مضادة للطائرات وأسلحة مدفعية، في خطوة من شأنها تأجيج التوترات مع إثيوبيا. وتأتي هذه الشحنة كجزء من تعزيز العلاقات بين مصر والصومال، التي ازدادت في العام الماضي نتيجة لعدم الثقة المتبادل تجاه إثيوبيا. وقد وقّع البلدان اتفاقية أمنية مشتركة في أوت 2023، تلاها إرسال القاهرة طائرات محملة بالأسلحة إلى مقديشو، عاصمة الصومال.

وأحد أبرز محاور التوتر هو الاتفاق الذي وقعته إثيوبيا مع إقليم “أرض الصومال”، وهو إقليم صومالي انفصالي غير معترف به دوليا. وينص هذا الاتفاق على منح إثيوبيا منفذا بحريا مقابل احتمال الاعتراف باستقلال الإقليم، وهو ما أثار غضب الصومال ومصر. من جانبها، وصفت مقديشو الاتفاق بأنه اعتداء على سيادتها وأشارت إلى رغبتها في مغادرة جميع القوات الإثيوبية الموجودة على أراضيها إذا لم تُلغِ أديس أبابا الاتفاق.

وفي إطار هذه التوترات، قامت مصر بتسليم شحنات من الأسلحة إلى الصومال عبر البحر، وسط إجراءات أمنية مشددة. ونُشرت صور لوزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور وهو يشهد عملية تفريغ الشحنة. يأتي هذا في ظل وجود قوات إثيوبية كبيرة في الصومال، تعمل تحت مظلة بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، والتي تسعى لمحاربة الجماعات المتشددة.

على صعيد آخر، دعت مصر رعاياها لمغادرة الإقليم الصومالي “الانفصالي” بسبب عدم الاستقرار غداة حديث متلفز لرئيسه “موسى عبدي” انتقد خلاله مصر وموقفها الرافض لانفصال الإقليم وبعد أيام من إغلاق مكتبة مصرية رسمية هناك.كما حثت السفارة المصرية في مقديشو مواطنيها على مغادرة الإقليم في أسرع وقت، مشيرة إلى عدم قدرتها على تقديم المساعدات القنصلية في ظل تدهور الأوضاع الأمنية.

وتأتي هذه الخطوات في وقت يتزامن مع استمرار الخلافات بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة، الذي تعتبره القاهرة تهديدا لأمنها المائي.

وفي ظل هذه التوترات المتصاعدة، يبدو أن المستقبل يحمل المزيد من التحديات، حيث تتعثر الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة، خصوصا مع فشل الوساطة التركية في التوصل إلى حل بين الصومال وإثيوبيا. وفي حال استمرار التصعيد، قد تجد مصر نفسها مضطرة لاتخاذ إجراءات دبلوماسية أو عسكرية إضافية لحماية مصالحها في المنطقة وضمان الاستقرار الإقليمي، وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد في القرن الأفريقي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق