مصادر: التنقيب الجزائري في حوض غدامس النفطي وراء تحرك الجيش الليبي
إيسيّن-ليبيا-23 يونيو 2021
أعلن الجيش الوطني الليبي،مؤخرا، إغلاق الحدود الجنوبية الليبية مع الجزائر.
وقالت إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني “القوات المسلحة تُغلق الحدود الليبية الجزائرية وتعلنها منطقة عسكرية يمنع التحرك فيها”.
وحسب ما أعلن الناطق باسم القائد العام للجيش الليبي اللواء أحمد المسماري، أن القيادة العامة أطلقت عملية موسعة لتعقب الإرهابيين التكفيريين وطرد عصابات المرتزقة الأفارقة التي تهدد الأمن والاستقرار وتمارس النهب والسرقة والتخريب والتهريب بأنواعه.
إلا ان مصادر ليبية أشارت إلى أن تحركات الجيش الليبي، أيضا بعمليات أخرى تتمثل في تنقيب الجزائر بشكل أفقي في حوض غدامس النفطي، وأن تمركز الجيش في هذه النقاط يهدف إلى وقف هذه العمليات بعد التأكد منها.
وذكرت مصادر محلية بالجنوب الليبي على اطلاع بسير العمليات هناك، أن تحركات الجيش نحو الحدود الجزائرية، ترتبط بأبعاد أخرى غير مسألة محاربة الجماعات الإرهابية.
وبحسب تصريحات المصادر لـ”سبوتنيك”، أن الأمر متعلق بعمليات تنقيب على الغاز تقوم بها الجزائر، على الحدود مع ليبيا بشكل أفقي.
وأضافت المصادر أن المستفيد الأول من الإضطرابات في الجنوب الليبي وفترات وقف الإنتاج هي الجزائر.
من ناحيته قال عيسى رشوان الخبير النفطي الليبي، إن أزمة حوض غدامس ممتدة منذ سنوات طويلة.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن التفاهمات التي جرت بين المؤسسة الوطنية للنفط الليبية ومجمع “سوناطراك” الجزائري، كانت على أساس دعم الجزائر لحكومة السراج، مقابل التوقف عن مطالبة الجزائر بالحفر الأفقي من جانب الجزائر في حوض غدامس المشترك.
وفي تصريحات سابقة لخبير الطاقة الجزائري، بوزيان مهماه، تتطابق مع حديث المصادر الليبية، قال في فبراير 2019، إن إنتاج حقل “آلرار” أقصى جنوب البلاد القريب من الحدود مع ليبيا زاد: ” إلى 24.7 مليون متر مكَعّب، بعدما كان عند 16 مليون متر مكعب يومياً قبل توقيع الاتفاق المشترك”.
يذكر أنه خلال سبعينات القرن الماضي طالب العقيد القذافي الجزائر باستعادة الأراضي المتنازع عليها، الواقعة على طول الشريط الحدودي الممتد بين حوض غدامس والحدود مع دولة النيجر، باعتبارها أراضي كانت تابعة إلى المملكة الليبية.. وكان آخر اجتماع حول الحدود عام 2007 في مدينة غات بحضور الجزائريين والليبيين ولجان مراقبة من بلجيكا وفرنسا ولكن لم يتم التوصل إلى أي حل بين البلدين حتى الآن.
خريطة حقول البترول والغاز بين البلدين ظلت عنصر توتر،وحقل غدامس على الحدود مع الجزائر يحتوي على أكبر حقول النفط الجزائرية، وهو حقل حاسي مسعود الشهير وحسب خبراء يقع ثلث ذلك الحقل النفطي داخل الأراضي الليبية،في حين أن ليبيا والجزائر تتقاسمان حقلا مهما للغاز، مناصفة، هو حقل إليزي.
وقد ورثت الجزائر حدودا حددتها الدولة الإستعمارية فرنسا.