مسؤول حكومي تونسي يؤكد وجود زخم جيد في التعاون السياحي مع الصين

قسم البحوث والدراسات الاستراتجية والعلاقات الدولية 05-10-2025
أكد مسؤول حكومي تونسي وجود زخم جيد في التعاون السياحي مع الصين، مستندا في ذلك إلى ارتفاع عدد السياح الصينيين الذين زاروا تونس خلال العام 2024.
وبلغ عدد السياح الصينيين الذين زاروا تونس في العام 2024 حوالي 24 ألف سائح، مقابل 7863 سائحا فقط في العام 2023.
وقال أنور الشتيوي مدير مكتب الديوان الوطني التونسي للسياحة في بكين، وهي مؤسسة حكومية تابعة لوزارة السياحة التونسية، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء “شينخوا” الجمعة إن الرقم المذكور “يعكس تعافيا واضحا لقطاع السياحة التونسي من تداعيات جائحة كورونا”.
وتابع أن المؤشرات الحالية التي تخص العام الجاري، تعكس نموا في هذا المجال، حيث تُقدر أن يتجاوز عدد السياح الصينيين الذين اختاروا تونس كوجهة سياحية لهم عتبة 26 ألف سائح في نهاية العام 2025.
وأضاف أن عدد السياح الوافدين من الصين ارتفع خلال الفترة بين شهري يناير وسبتمبر من العام الجاري بنسبة 17.7% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، “مما يؤكد ديناميكية إيجابية”، على حد قوله.
وأكد “أن الهدف هو الوصول إلى 30 ألف زائر صيني سنويا في المستقبل القريب، مع توقعات بوصول العدد إلى نحو 26 ألف سائح في نهاية العام 2025”.
وتوقع الشتيوي أن تستقبل تونس خلال العام الجاري حوالي 10.3 مليون سائح.
ولدى الديوان الوطني التونسي للسياحة حوالي 14 مكتبا في الخارج تغطي الأسواق السياحية الرئيسية، أي أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا، خاصة الصين، وفق الشتيوي.
ويبدو أن ارتباط تونس بالسوق السياحية الصينية أصبح واضحا بشكل متزايد في ضوء حضور تونس خلال الفعاليات السياحية الرئيسية في الصين، وخاصة مشاركتها في المعارض التجارية والفعاليات المخصصة للسياحة، منها المشاركة المنتظمة في ITB China (شانغهاي)، وCOTTM (بكين)، وMITE (ماكاو)، وCIFTIS (بكين)، وCITIE (قوانغتشو)، إلى جانب مشاركتها في فعاليات أخرى لها صبغة ثقافية وسياحية.
وفي تأكيد لما ذهب إليه حول وجود بدايات لشراكة سياحية استراتيجية بين تونس والصين، قال الشتيوي، “هناك جوانب أخرى مُتصلة بهذه الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في المجال السياحي، منها توقيع مذكرات تفاهم مع وكالات السفر عبر الإنترنت ومنظمي الرحلات السياحية الصينيين لتعزيز تواجد تونس على المنصات الرقمية وفي شبكات المبيعات الصينية”.
وتابع أن ذلك ترافق مع القيام بعمل إعلامي مكثف بهدف تمتين هذه الديناميكية، مثل تنظيم رحلات لبعض الصحفيين والإعلاميين، ودعوات للمشاهير الصينيين، والحملات الرقمية على شبكات التواصل الاجتماعي، والتعاون مع المؤثرين.
ومن بين مزايا الشراكة التونسية الصينية في هذا القطاع (الرئيسي بالنسبة لتونس، وكذلك بالنسبة للصين) التدريب اللغوي في المدارس الفندقية والسياحية، بالإضافة إلى تكييف خدمات الاستقبال والمطاعم مع الأخذ بعين الاعتبار التوقعات الخاصة للمسافرين الصينيين، بالتعاون مع المهنيين في القطاع.
ورغم أن نسبة السياح الصينيين من إجمالي عدد سكان تونس تظل، وفقا لبعض المراقبين، غير متناسبة (نحو 30 ألف سائح مقارنة بسكان يبلغ عددهم نحو 12 مليون نسمة)، فإن تونس تبدو عازمة على الرهان على سوق السياحة الصينية.
وبحسب الشتيوي، “تُعد الصين أكبر سوق سياحية في العالم، وتُشكل حصة محدودة منها إمكانات هائلة لتونس (…) ويُضاف إلى ذلك ديناميكية هذه السوق، المدعومة بنمو الدخل، وتوسع الطبقة الوسطى، والطلب المتزايد على تجارب السفر الأصيلة والشخصية”.
وقال المسؤول التونسي إن قطاعات رئيسية مُرتبطة بالقطاع السياحي في تونس “تهتم كثيرا بالسوق الصينية”، مثل القطاعات المعنية بالترفيه والثقافة والسياحة الراقية والجولات السياحية المنظمة للمسافرين لأول مرة، وكذلك أيضا قطاع الحرف اليدوية، والطهي.
وأكد في هذا الصدد أن تطوير السوق السياحية الصينية “يساهم في تعزيز مكانة السياحة التونسية على الصعيد الدولي، وهو بذلك يشكل جزءا من ديناميكية التعاون الثنائي بين البلدين”.
ووصف الشتيوي العلاقات بين تونس والصين بأنها “تاريخية ومتينة، وهي تستند إلى أكثر من ستة عقود من التعاون، حيث احتفل البلدان خلال العام الجاري بالذكرى الحادية والستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وهي علاقات تتسم بالثقة المتبادلة والتضامن الدائم”، على حد تعبيره.
وشدد على أن السياحة تُعتبر اليوم جزءا من استمرارية هذه الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مؤكدا في نفس الوقت على أهمية وجود ربط جوي مباشر بين البلدين، قائلا إن “فتح رحلات جوية مباشرة من بكين أو شانغهاي أو قوانغتشو نحو تونس يشكل تحديا كبيرا”.
وأوضح أن من شأن ذلك، التقليل من وقت السفر، وتوفير نوع من الراحة للمسافر، إلى جانب تعزيز القدرة التنافسية لتونس مقارنة بالوجهات السياحية الأخرى التي يمكن الوصول إليها بالفعل عن طريق الرحلات الجوية المباشرة من الصين.
واختتم الشتيوي حديثه قائلا “أود أن أتقدم بأحر التهاني للشعب الصيني بمناسبة العيد الوطني وعيد منتصف الخريف. إن هذه الاحتفالات، التي تحمل قيم التضامن والوحدة العائلية والازدهار، تُشكل أيضا مصدر إلهام لتعزيز الصداقة والتعاون بين تونس والصين”.
المصدر: وكالة شينخوا