مرحلة جديدة في الصراع السوداني: إستخدام مكثف لأسراب الطائرات بدون طيار في الحرب الأهلية
قسم البحوث والدراسات الاستراتجية الأمنية والعسكرية 21-10-2024
تحول الصراع الدائر في السودان إلى ساحة اختبار لتقنيات الطائرات بدون طيار المتقدمة، وخاصة الطائرات بدون طيار التي يتم إطلاقها في أسراب، والذخائر المتسكعة في البداية، استخدمت قوات الدعم السريع الطائرات بدون طيار في المقام الأول لمهام المراقبة والاستطلاع. ثم ما لبث أن تغير هذا السيناريو بشكل كبير عندما زودت الإمارات العربية المتحدة المجموعة شبه العسكرية بطائرات بدون طيار هجومية صربية الصنع في أوائل عام 2023.
تتضمن أسراب الطائرات بدون طيار مجموعة من الطائرات بدون طيار تعمل معًا بشكل مستقل لإنجاز مهام محددة. تمثل هذه الأسراب شكلًا متقدمًا من تكنولوجيا الطائرات بدون طيار مع إمكانية إحداث ثورة في عمليات المراقبة العسكرية والحضرية. من خلال الاستفادة من الذكاء الجماعي والقدرات الحسية، يمكن لأسراب الطائرات بدون طيار تنفيذ إجراءات منسقة بكفاءة مذهلة.
في الثامن من سبتمبر 2024، واجه جنود القوات المسلحة السودانية وحلفاؤها هجومًا كبيرًا في الفاشر، عاصمة شمال دارفور حيث استهدفهم سرب كبير من الطائرات الصغيرة بدون طيار، التي تم نشرها كذخائر مرتجلة.
وقد مثل هذا الهجوم مستوى جديدًا من التصعيد في ساحة المعركة السودانية، حيث لم يتم توثيق استخدام سرب من الطائرات الصغيرة بدون طيار بهذه الطريقة من قبل. بالإضافة إلى ذلك، تم أيضًا نشر عدد كبير من طائرات الاستطلاع بدون طيار خلال هذه العملية.
تعتبر الذخائر المتسكعة، المعروفة أيضًا باسم طائرات الكاميكازي بدون طيار أو الطائرات بدون طيار الانتحارية، نظامًا تسليحيًا ناشئًا اكتسب شعبية في السنوات الأخيرة بسبب قدراته الفريدة.
في السنوات الأخيرة، بدأت العديد من الدول الأفريقية في الاستثمار في الذخائر المتسكعة كوسيلة لتعزيز قدراتها العسكرية. ووفقًا لشركة تصنيع الأسلحة باراماونت جروب، فإن سوق الذخائر المتسكعة على وشك تحقيق نمو غير مسبوق ، مع توقع زيادة مذهلة بنسبة 525٪ بين عامي 2020 و 2024. ومن المتوقع أن يتجاوز الإنفاق السنوي في هذا القطاع 600 مليون دولار في السنوات القادمة، وفقًا لتقرير شامل. على الرغم من أن أفريقيا لا تزال متخلفة في مجال الابتكار هذا وتواجه تحديات كبيرة في اللحاق ببقية العالم.
وردًا على ذلك، بدأ الجيش السوداني في تشغيل طائرات بدون طيار انتحارية مرتجلة ، على الأرجح استنادًا إلى طائرات بدون طيار تجارية جاهزة. وتمثل هذه الطائرات بدون طيار، التي يبدو أنها من نوع الطائرات الرباعية المروحية، تكيفًا مع ساحة المعركة المتطورة.
في وقت سابق من عام 2023، قدمت مؤسسة الصناعات العسكرية السودانية ذخيرة كامين-25 المتسكعة، المصممة للإطلاق من المركبات الجوية غير المأهولة. تم الكشف عن كامين-25 في معرض آيدكس 2023 في أبو ظبي، ويخضع حاليًا للاختبارات مع طائرات بدون طيار Z3-M التابعة للقوات الجوية السودانية، ومن المقرر إجراء اختبارات القبول النهائية في مايو. يمكن لكل Z3-M حمل اثنين من كامين-25، والتي يمكن إطلاقها بأجنحتها تدور بزاوية 90 درجة على طول أجسامها.
علاوة على ذلك، تشير أسراب الطائرات بدون طيار المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى تحول جذري في العمليات العسكرية. حيث تستطيع هذه الطائرات بدون طيار التنسيق والتواصل بشكل مستقل وأداء مهام معقدة بشكل تعاوني وتتراوح تطبيقاتها من المراقبة والاستطلاع إلى تحديد الأهداف وتقييم ساحة المعركة والعمليات الهجومية.
ولمواجهة هذا التهديد الجديد، تقوم القوات المتحالفة مع القوات المسلحة السودانية بنشر جهازين تشويش صينيين الصنع مضادين للطائرات بدون طيار لمحاربة الأنظمة غير المأهولة التي تديرها قوات الدعم السريع.