ما هي مميزات صواريخ “إسكندر-إم”؟ ولماذا تعتبر من أفضل الأنظمة الصاروخية في العالم؟
قسم البحوث والدراسات الإستراتجية الأمنية والعسكرية 07-08-2024
نفذت صواريخ “إسكندر-أم” الروسية التكتيكية في الآونة الأخيرة سلسلة من الهجمات على البنية التحتية العسكرية للقوات الأوكرانية والمؤسسات الصناعية وقواعد المرتزقة الأجانب في أوكرانيا، واستطاعت هذه الصواريخ تخطي جميع المضادات.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية في الأيام السابقة عددا من الفيديوهات التي تظهر استهداف صواريخ “إسكندر” الروسية عددا من المواقع العسكرية الأوكرانية ودمرتها بالكامل.
ونشرت صحيفة “روسكايا غازيتا” مقالا تحدثت فيه عن ميزات وخصائص هذا الصاروخ الفريد جاء فيه:
“من المعروف أن نظام الصواريخ البرية العملياتية التكتيكية “إسكندر-إم” هو أحد أفضل الأنظمة في العالم في فئته، حيث يتم استخدام هذه الأنظمة بنشاط خلال العملية العسكرية الروسية الخاصة كلها. وقد زادت كثافة عمليات إطلاقها بشكل شديد في الآونة الأخيرة“.
وتجدر الإشارة إلى أن إطلاق الصواريخ تم من قبل مجمع “إسكندر” القديم بداية، وكان تطويره قد تم في التسعينيات ودخل الخدمة في عام 2006.
ومنذ عام 2011 تزودت القوات الروسية بصواريخ “إسكندر-إم” حديثة، وهي مختلفة جذريًا عن النموذج الأول. وعلى وجه الخصوص، تم تطوير رأس حربي خاص لـ “إسكندر-إم”، يستطيع حمل ذخيرة نووية.
بالإضافة إلى ذلك يقوم نظام “إسكندر-إم” بالدور الأكثر نشاطًا في التدريبات الروسية الجارية التي يتم خلالها ممارسة استخدام الأسلحة النووية غير الاستراتيجية.
ويمكن للنظام الحديث إطلاق صواريخ كروز والصواريخ الباليستية، تقترب الصواريخ إلى الهدف على ارتفاع منخفض أثناء تجاوز التضاريس وتقوم بمناورات نشطة.
الحد الأدنى لطيران هذه الصواريخ 50 كم، والحد الأقصى هو 500 كم.
وفي المرحلة النهائية من المسار، يدخل الصاروخ في هبوط حاد ويضرب الهدف بشكل عمودي ومباشر، ليصل إلى سرعة تفوق سرعة الصوت.
ولا يتجاوز الانحراف عن نقطة التأثير المحددة 1 متر. ويتم تحقيق الدقة العالية باستخدام نظامي التوجيه الذاتي والبصري.
ويتم استخدام صواريخ “إسكندر-إم” خلال عمليات القوات الروسية في التصدي لهجمات القوات الأوكرانية.
وتواصل وحدات من الجيش الروسي، بالتعاون مع وكالات الحدود التابعة لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي القضاء على التشكيلات المسلحة للقوات الأوكرانية في مناطق مقاطعة كورسك الروسية المتاخمة مباشرة للحدود الأوكرانية.
ورغم محاولة القوات الأوكرانية التوغل على أراضي روسيا فإن القوات الروسية تتابع تحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة وتدمر البنية التحتية الأوكرانية.
واليوم الأربعاء، استهدفت وحدات من قوات مجموعة “دنيبر” التابعة للقوات المسلحة الروسية، تشكيلات لواء الهجوم الأرضي 128 التابع للقوات المسلحة الأوكرانية، ولواء الدفاع الأرضي 119، في مناطق مالايا توكماشكا، في مقاطعة زابوروجيه، ونيكولايفكا في مقاطعة خيرسون. وبلغت خسائر القوات المسلحة الأوكرانية نحو 60 عسكريًا، و7 مركبات، ومحطة للحرب الإلكترونية “إنكلاف-إن”.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدوره، اليوم الأربعاء، أن هجوم نظام كييف على حدود كورسك استفزاز واسع النطاق.
وفي وقت سابق، أعلن القائم بأعمال حاكم مقاطعة كورسك الروسية، أليكسي سميرنوف، فجر اليوم الأربعاء، إسقاط الدفاعات الجوية ثلاث طائرات مسيرة أوكرانية استهدفت المقاطعة.
وصرحت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اليوم الأربعاء، أن استهداف القوات الأوكرانية لمقاطعة كورسك هو هجوم إرهابي آخر ضد المدنيين.
ومن السمات المميزة والفريدة لصواريخ “إسكندر- إم” وجود نظام حرب إلكترونية معقد مضاد لأنظمة دفاع صاروخية. وأثناء عملية الطيران، يكاد الصاروخ غير مرئي للرادار. وبالإضافة إلى ذلك الصاروخ يحمل أفخاخاً شبيهة بتلك التي تمتلكها صواريخ استراتيجية من طرازي “توبول” و”يارس”.
وبعد تسارع الصاروخ إلى سرعة “التحليق”، وبفضل نظام الحرب الإلكترونية، تتشكل سلسلة من الأهداف الزائفة، الذي يتوسطها الصاروخ نفسه إذ تظهر أضواء كثيرة على شاشة رادار الدفاع الصاروخي للعدو، وتتحرك جميعا بنفس السرعة، ومن المستحيل التعرف على رأس حربي حقيقي بينها.
ومن المثير للاهتمام أنه عندما دخل الرأس الحربي بالفعل إلى الطبقات الكثيفة من الغلاف الجوي، فإن وحدة الحرب الإلكترونية التي تحلق خلفه لا تزال تتوهج على شاشة الرادار، ما يؤدي إلى تشتيت انتباه الصواريخ الاعتراضية المحتملة.
ومن المعروف أن الولايات المتحدة قامت مؤخرًا بتعزيز نفوذها النووي بشكل كبير في أوروبا وفي المقام الأول بفضل القنابل التكتيكية من طراز “بي61-12”
والسمة المميزة لها أنه يمكن استخدام هذه الذخيرة من جميع الطائرات المقاتلة في الخطوط الأمامية تقريبًا. وهذه ليست أحدث طائرات “بي-2″و “بي-21” و”إف-35″، وبل من ضمنها أيضًا طائرات “إف-15″ و”إف-16″ و”تورنادو” التي تخدم لفترة طويلة.
ووفقا لخبراء فإن القنبلة “بي61-12” تعد واحدة من أكثر القنابل تنوعا في الترسانة النووية الأمريكية، حيث يمكن زيادة أو تقليل قوتها اعتمادا على الهدف، ما يجعلها سلاحا منخفض ومتوسط القوة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن تجهيز القنابل “بي61-12” بوحدة تخطيط، ما يسمح باستخدامها لتدمير أنظمة الدفاع الجوي دون الدخول إلى المنطقة المتضررة.
ومع ذلك، فإن ظهور مقاتلات اعتراضية من طراز “ميغ-31 بي إم” في القوات الجوية الفضائية الروسية، قادرة على إصابة أهداف جوية على مسافة تزيد عن 300 كيلومتر، ينفي مثل هذا القصف “الآمن”.
ووجود “إسكندر-إم” يضمن تدمير أي أهداف أرضية قبل أن يحاول أي عدو استخدامها ضد بلدنا.
وتتبع كييف أساليب إرهابية، في مقدمتها استخدام المسيرات الهجومية، والقصف المدفعي ضد المدنيين والمنشآت المدنية في روسيا، محاولةً صرف الانتباه عن فشل ما تسميه بـ “الهجوم المضاد”، والذي كانت أعلنت عنه في يونيو العام الماضي.
وتواصل القوات المسلحة الروسية، منذ 24 فبراير 2022، تنفيذ العملية العسكرية الخاصة لحماية المدنيين في إقليم دونباس، من بطش نظام كييف.