بحوث ودراسات

ما هي الدول التي تمتلك القنبلة الكهرومغناطيسية؟

 لا يوجد تصريح مؤكد بعدد وأسماء الدول التي تمتلك القنبلة الكهرومغناطيسية ، ولكن من المعروف أن الولايات المتحدة وروسيا والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والصين وربما كوريا الشمالية قد أجرت أبحاثًا حول تصنيع هذه القنابل ومع ذلك لايوجد شخص لديه معلومة عن حجم التقدم في هذه التكنولوجيا .

ولكن وفقاً لما حدث من غزو في عام 2003 من قبل الولايات المتحدة الأمريكية على دولة العراق يمكن أن نجزم أنها تمتلك القنبلة الكهرومغناطيسية وتم تطويرها بشكل كبير حتى يومنا هذا.

والجدير بالذكر أن أي دولة تحتاج إلى تكوين فريق بحثي متكامل من فيزيائيين لديهم معرفة عملية بكيفية صنع FCGs (مولدات ضغط التدفق) و vircators (VIRtual CAthode oscillaTOR).

القنبلة الكهرومغناطيسية أو ما يطلق عليها القنبلة الإلكترونية، هي عبارة عن سلاح متطور يعمل من خلال استخدام مجال كهرومغناطيسي مكثفًا حيث يعمل على إنشاء نبضة قصيرة من الطاقة تقوم باستهداف الدوائر الإلكترونية دون الإضرار بالبشر أو المباني.

في حالة القنبلة الكهرومغناطيسية الغير متطورة بشكل كامل يحدث تعطيل مؤقتًا الأنظمة الإلكترونية، وفي حالة التطور الذي ينتج نبضة متوسطة المدى تعمل على إفساد بيانات الكمبيوتر ، أما عند المستويات العالية جدًا يحدث تدمير كامل للدوائر الإلكترونية، وهذا ينتج عنه تعطيل أي نوع من الآلات التي تستخدم الكهرباء، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر وأجهزة الراديو وأنظمة الإشعال في المركبات.

وعلى الرغم من أن هذه القنبلة لا يتم تصنيفها من الاسلحة الفتاكة والقاتلة للبشر، إلا أنها تعمل على تعطيل أي شئ يعمل بالكهرباء، وفي الغالب يتم استهداف أي هدف عسكري محتمل ومعظم المناطق المدنية في العالم من خلال القنبلة الكهرومغناطيسية، وفقًا لتقرير شبكة سي بي إس نيوز، أطلقت الولايات المتحدة قنبلة إلكترونية تجريبية في 24 مارس 2003 بهدف القضاء على التليفزيون العراقي الفضائي وتعطيل بث الدعاية.

وفي الولايات المتحدة، تم إجراء معظم أبحاث القنبلة الكهرومغناطيسية في مختبر أبحاث القوات الجوية في قاعدة كيرتلاند الجوية في نيو مكسيكو، حيث كان الباحثون يكتشفون استخدام أفران الميكروويف عالية الطاقة (HPM)، على الرغم من أن تصنيع الأجهزة نفسها قد يكون غير معقد نسبيًا (أوضحت شركة Popular Mechanics تصميمًا بسيطًا في سبتمبر 2001)، إلا أن استخدامها يطرح عددًا من المشكلات.

عند القيام بإنشاء نوع فعال من هذه القنبلة يجب أن تكون عالية الطاقة وأيضا لديها طريقة للتحكم في كل من الطاقة التي يمكن أن تتصرف بطرق غير متوقعة والحرارة المتولدة كمنتج ثانوي لها، ومع ذلك ووفقاَ لبعض آراء العسكريين لن تؤثر هذه القنبلة إلا على مساحة صغيرة لا تزيد عن بضع مئات من الياردات.

جاء التفكير لأول مرة في هذا النوع من القنابل في خمسينيات القرن السابق من خلال أبحاث الأسلحة النووية، عندما قام الجيش الأمريكي بتجربة القنبلة الهيدروجينية فوق المحيط الهادئ، مما تسبب في  انطفأ مصابيح الشوارع على بعد مئات الأميال وتأثرت معدات الراديو في مناطق بعيدة مثل أستراليا، مما جعل الباحثين يبحثون عن وسيلة أكثر قوة وطاقة للتأثير على الدوائر الكهربائية بشكل فعال.

القنبلة الكهرومغناطيسية لا تختلف عن القنابل التقليدية فالقيد الرئيسي لها هو طريقة إيصالها إلى الهدف، مثلاً عندما يتم دفعها من طائرة، فإن حدودها وفعاليتها تعتمد بشكل كامل على قدرة منصة التسليم للوصول إلى السلاح ونشره.

إذا كان من المقرر أن يتم تسليمها بواسطة طائرات قاذفة قنابل أصغر حجمًا، فسيكون حجم القنبلة الإلكترونية محدودًا، أما في حالة أطلاقها من خلال صواريخ باليستية أكبر عابرة للقارات (ICBM) يمكن أن تصل إلي مجال أبعد وأوسع، ولكن هذا يحتاج إلى تكاليف باهظة.

والجدير بالذكر أن هناك قيدًا آخر على القنبلة الكهرومغناطيسية هو الهدف المقصود، مثلاً إذا تم استخدام الإلكترونيات القديمة أي التكنولوجيا الحرارية بدلاً من الحالة الصلبة، فسيكون للهدف بعض المرونة في مواجهة هجوم القنبلة الكهرومغناطيسية.

ويمكن أن لا يحدث تأثير لبعض الاهداف مثل تركيبات الرادار، لم تتأثر إذا استمرت في إرسال إشارات الرادار بعد الهجوم في حالة الاستمرار في تكون معدات الاستقبال وخروجها من العمل، مما يجعله غير ظاهر للمراقب، يمكن أيضًا استخدام إيقاف تشغيل مثل هذه الأنظمة قبل الهجوم بهدف خداع القوات المهاجمة للاعتقاد بأن الهجوم كان ناجحًا أيضًا.

تعتبر القنبلة الكهرومغناطيسية من أكثر الأسلحة ضرار ولكن لحسن الحظ هناك بعض الطرق التي يمكن أن تساهم في الحماية من هذه الأنواع من القنابل، وأشهر طريقة يتم استخدامها هي التصلب الكهرومغناطيسي للبنية التحتية الرقمية وهذه الطريقة عبارة عن تقوية الأجهزة الرقمية وإمدادات الطاقة ويتم الاستعانة بها من خلال الطرق التالية:

 1- يتم استبدال جميع الكابلات المعدنية خاصة الأسلاك النحاسية القديمة ببدائل الألياف الضوئية في الشبكات.

2- العمل على تثبيت أجهزة الحماية في موجزات الهوائي، ووجهات طاقة الشبكة.

وضع الأنظمة الإلكترونية المهمة داخل حاويات موصلة، مثل قفص فاراداي، ولكن في هذه الحالة تحتاج الأنظمة داخل القفص إلى الاتصال أو الطاقة من خارجه، والتي لا تزال تمثل نقطة ضعف أمام القنبلة الكهرومغناطيسية، لذلك يتم الاستعانة بأجهزة الإيقاف الكهرومغناطيسية

بينما يمكن  لأصحاب المنازل الاستعانة بهذه الطرق في منازلهم إلى حد ما، فمن المهم معرفة أنه من المهم حماية الشبكة الرئيسية وشبكات الاتصالات، حيث يصبح الكمبيوتر المحمي الذي يعمل عديم الفائدة عمليًا بدون طاقة شبكية أو اتصال بالإنترنت في حالة تفجير قنبلة إلكترونية.

إن هذا النوع من التحصين يحتاج إلي وأوقات طويلة وتكلفة عالية، ولكن إذا كان الخبراء في هذا المجال على صواب، فإن القنابل الكهرومغناطيسية هي حرفياً قنبلة موقوتة، إنها ليست مسألة ما إذا كان يتم رؤية هجوم بقنبلة الكهرومغناطيسية، ولكن متى سيحدث ذلك.

إذا أمكن إقناع صانعي القرار في الحكومات بأخذ المشكلة بطريقة جدية، بدلاً من التعامل معها على أنها خيال لن يحدث، عندها فقط يمكن للدول تقوية دفاعاتها الإلكترونية، حتى لو لم تكن هناك حاجة لها.

إذا كان من الممكن العمل على تعزيز وتقوية الأجهزة والتركيبات الحديثه منذ إنشائها فهذا يعمل على تقليل التكاليف حيث تبلغ زيادة التكلفة من 10 إلى 20٪.

حتى لو لم تتجسد القنابل الإلكترونية أبدًا كتهديد محتمل للأمن القومي على المدى القريب، فقد يكون تشديد البنى التحتية الرقمية فكرة جيدة على أي حال، حيث يمكن أن يحمى من العوامل الطبيعية التي تؤثر على الأنظمة الإلكترونية  على الأرض مثل عمليات الانبعاث الكتلي الإكليلي وغيرها من الأحداث الشمسية القادمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق