ما هو سر الجاسوسة تسوركوف وصفقة إطلاق سراحها مقابل تحرير الأسير عماد أمهز؟

قسم الأخبار الأمنية والعسكرية الدولية 11-09-2025
الجاسوسة تسوركوف مقابل الأسير عماد أمهز: صفقة التبادل بين العراق وإسرائيل
وكالة “تسنيم” الإيرانية للأنباء، تكشف عن صفقة تبادل، أدّت إلى إطلاق سراح الجاسوسة تسوركوف في العراق مقابل تحرير الأسير اللبناني عماد أمهز الذي خطفه الاحتلال الإسرائيلي العام الماضي، من البترون، شمالي لبنان.
كشفت وكالة “تسنيم” الإيرانية، أنّ إطلاق سراح الجاسوسة الإسرائيلية – الأميركية، إليزابيث تسوركوف في العراق جرى ضمن عملية تبادل، شملت تحرير الضابط البحري المدني عماد أمهز الذي كان قد اختطفه الاحتلال الإسرائيلي العام الماضي في إثر عملية إبرار في البترون شمالي لبنان.
ووفق الوكالة، فإنّ الصفقة جاءت نتيجة مساعٍ خاصة، وأدّت إلى إنهاء ملف ظلّ عالقاً منذ أكثر من عام، بين العراق ولبنان والكيان الإسرائيلي.
وتُعدّ إليزابيث تسوركوف من أبرز الأسماء المرتبطة بأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، فيما يُشكّل تحرير عماد أمهز إنجازاً نوعياً للبنان بعد نحو عامٍ من أسره.
وأمس، أكّد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف، الأمر الذي نوّه به الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
يُشار إلى أنّ تسوركوف عملت على إعداد “أبحاث ميدانية” في العراق وسوريا وفلسطين المحتلة خلال الأعوام الماضية لمصلحة معهد أبحاث السياسة الخارجية، ومقره فيلادلفيا في أميركا، ومنتدى التفكير الإقليمي، وهو مركز أبحاث إسرائيلي مقرّه القدس المحتلة، وذلك للتغطية على عملها الاستخباري لمصلحة “إسرائيل”.
واعترف مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي في يوليو 2023 بأنّ إسرائيلية – روسية أُسرت “من جانب فصيل عراقي”، مدِّعياً أنّها ذهبت إلى العراق “لأغراضٍ بحثية، موفدةً من جامعة برينستون في الولايات المتحدة الأميركية”.
ما مهمة المجندة الإسرائيلية في العراق؟
وفي بداية شهر يوليو 2023 أثار خبر اختفاء “الباحثة” الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف في العراق، غضباً داخل المؤسسة الأمنية العسكرية في “إسرائيل”، وذلك بعد اعتراف الاحتلال الإسرائيلي بفقدانها منذ عدة أشهر.
تسوركوف “الناشطة” في مواقع التواصل الاجتماعي، فُقد الاتصال بها في شهر مارس 2023. أربعة أشهر التزمت “إسرائيل” خلالها الصمت، إلى أن أعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، خبر اختطافها من حي الكرادة ببغداد، متهماً كتائب حزب الله في العراق، ومحمّلاً الحكومة العراقية مسؤولية سلامتها.
وكان الإعلان عن خبر اختفائها بعد مرور هذا الوقت أثار تساؤلات عديدة في الأوساط العربية. لماذا صمت الاحتلال كل هذه المدة 4 اشهر، وما هي المهمة التي أرسلت من أجلها إليزابيث إلى العراق؟
إضافةً إلى كثير من الشكوك بشأن دخولها بجواز سفر روسي، موكلة إليها مهام وظيفية متعددة وثّقتها عبر حساباتها في منصات التواصل الاجتماعي.
في ذلك الوقت وفي شهر يوليو 2023 مكتب نتنياهو، الذي قال إنها “فُقدت في العراق، قبل بضعة أشهر، ولا تزال على قيد الحياة، وتحتجزها جماعة كتائب حزب الله – العراق”، زعم أنها تعمل في الحقل الأكاديمي فقط، موضحاً أنّها ذهبت إلى العراق لأغراضٍ بحثية، موفدةً من جامعة برينستون في الولايات المتحدة الأميركية.
وفي ذلك الوقت كذلك قالت قناة “كان” الإسرائيلية، إن تسوركوف مجندة سابقة في “الجيش” الإسرائيلي، ومعروفة كباحثة في الشؤون السورية، ومعلقة على شؤون الحرب الأهلية التي اندلعت هناك عام 2011، ودخلت بجواز سفرها الروسي إلى العراق.
الجدير ذكره أنّ تسوركوف، عملت على إعداد أبحاث ميدانية في العراق وسوريا وفلسطين المحتلة، خلال السنوات الماضية، لمصلحة معهد أبحاث السياسة الخارجية مقرّه فيلادلفيا في أميركا، ومنتدى التفكير الإقليمي وهو مركز أبحاث إسرائيلي مقرّه القدس المحتلة.
وهي مجندة سابقة في “الجيش” الإسرائيلي، تباهت مراراً في حساباتها، بمشاركتها في حرب يوليو عام 2006. وتصبّ كل جهدها على مواجهة من تصفهم بـ “أعداء إسرائيل”. وتستخدم جواز سفرها الروسي للعبور السهل نحو دول عربية تحت غطاء العمل البحثي والحقوقي. وزارت العراق ومناطق المعارضة السورية غير مرة.
كذلك، تقدم نفسها خبيرة في شؤون الشرق الأوسط، وتحديداً في سوريا والعراق. وعملت على إعداد أبحاث ميدانية في العراق وسوريا وفلسطين المحتلة خلال السنوات الماضية.
كما أنها لا توفر مناسبة لمهاجمة فصائل المقاومة الفلسطينية وحزب الله وإيران وسوريا. وتشهد لها صورها المنتشرة في كل المواقع، أنها كانت من أبرز المؤيدين لما يسمى بـ”الثورة السورية”.
وفوق كل هذا، تربطها علاقات وثيقة بالمعارضة السورية وبصحافيين في لبنان والعراق، معادين لدول محور المقاومة وتجمعها صداقات مميزة بمسؤولين بارزين في إقليم كردستان العراق.
كتائب حزب الله في العراق لم تنف، والجهات الرسمية العراقية لم تعلق وقتها والى الحين، صمت مطبق تقابله ضجة إعلامية في الداخل الإسرائيلي. وبعيداً من التكهنات الإسرائيلية يبدو واضحاً أن مهام إليزابيث تتخطى حدود الباحثة لتبلغ مرتبة الجاسوسة بامتياز.