أخبار العالمأوروباإفريقيا

ما هو السرّ في نشر المجر لقواتها العسكرية في تشاد؟  

جاء إعلان المجر عن تأجيل نشر قواتها في تشاد، ليلقي الضوء على العلاقة المثيرة للانتباه بين المجر وتشاد، والقرار الغريب لبودابست.

المجر هي الدولة الأوروبية الصغيرة الواقعة في قلب أوروبا الوسطى، بنشر قواتها على حافة الصحراء الكبرى الموحشة في تشاد، هذا البلد الأفريقي الشاسع والمعروف بقسوة مناخه وتنوع عرقياته، والملاصق للنيجر البلد الأفريقي المعروف بمسمى “مقلاة العالم”.

أعلن وزير الدفاع المجري” كريستوف بوبروفنيسكي”  منذ مطلع 2023 أن بلاده ستدشن مهمة عسكرية في تشاد نهاية العام بهدف الحد من الهجرة وتقديم المساعدات الإنسانية، ثم أعلنت الحكومة المجرية مؤخراً تأجيل نشر قوة من الجيش المجري تتألف من 200 جندي في تشاد إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية التشادية المقررة في ماي 2024.

يأتي المخطط المجري ضمن تزايد الاهتمام الأوروبي بالأمن في منطقتي شمال أفريقيا والساحل، لارتباطهما مباشرة بالأمن الأوروبي ولتأثيرهما على معدلات تدفق اللاجئين غير الشرعيين وهكذا  باتت تهيمن مجدداً على أوروبا المقاربة الاستراتيجية التي تعتبر أن حدود أوروبا الجنوبية –جيوسياسياً  هي الصحراء الأفريقية الكبرى، وهي المنطقة التي تعاني من حمى الانقلابات والإرهاب والاضطرابات حيث باتت ترى أن البحر المتوسط ليس مجرد “فاصل” بين أوروبا وشمال أفريقيا وإنما “موصل”.

وقّع الاتحاد الأوروبي خلال الأشهر الماضية اتفاقيات متنوعة مع تونس وموريتانيا ومصر تقوم على تقديم حوافز اقتصادية لتلك الدول لتحسين أوضاعها الداخلية ودعم قدراتها في مواجهة الهجرة غير الشرعية.

وخططت بودابست لنشر قوة عسكرية في النيجر لمركزيتها في مسارات تهريب المهاجرين غير النظاميين إلى القارة الأوروبية، ولوجود قواعد عسكرية فرنسية وأمريكية بها آنذاك واتسامها بالاستقرار النسبي مقارنة بدول الجوار الإقليمي بمنطقة الساحل والصحراء لكن الانقلاب العسكري في النيجر ضد الرئيس محمد بازوم أطاح بالمخطط المجري، وبمجمل النفوذ الغربي، ومن ثم برزت تشاد كدولة بديلة لانتشار القوة المجرية.

وتتبنى حكومة فيكتور أوربان المجرية أفكاراً يمينية ضد المهاجرين، وتتهم الاتحاد الأوروبي بالتقاعس عن منع الهجرة غير النظامية من المنبع حيث  دفعت الحكومة البرلمان المجري لتمرير مشروع قرار لنشر قوة من الجيش في تشاد، وافق عليه البرلمان على أن تُنشر القوة بمدى زمني يمتد من مطلع عام 2024 إلى نهاية عام 2025، لدعم الحكومة التشادية في عمليات مكافحة الإرهاب، وأداء المهام الاستشارية والدعم والتوجيه للجيش التشادي باعتبار أن ذلك يساهم في تحقيق الاستقرار، ومن ثم تحسين الأوضاع الاقتصادية بما يعمل على تقويض دوافع الهجرة غير النظامية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق