ماذا وراء إلغاء أمريكا زيارة قائد الجيش اللبناني إلى واشنطن؟

قسم الأخبار الدولية 19/11/2025
وصفت مصادر لبنانية قريبة من مركز القرار العسكري إلغاء زيارة قائد الجيش اللبناني رودولف هيكل إلىالولايات المتحدة بأنها رسالة ضغط قاسية وجهتها واشنطن إلى الدولة اللبنانية بشكل عام والمؤسسة العسكرية تحديدا بزعم التباطؤ في تنفيذ قرار نزع سلاح حزب الله
وأعرب ذات المصدر عن مخاوفها من أن يؤدي الموقف الأمريكي من المؤسسة العسكرية إلى تجميد الدعم العسكري للجيش اللبناني وترك المجال لإسرائيل للتحرك لنزع سلاح حزب الله بالقوة، الأمر الذي يضع لبنان أمام مفترق خطير في حال نفذت تل أبيب خطتها باجتياح بري واسع النطاق.
وكانت الإدارة الأمريكية ألغت بشكل مفاجئ زيارة قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل المقررة إلى واشنطن، وجاء الإجراء بقرار مباشر من البنتاغون ووزارة الخارجية بعد يومين فقط من إعلان الزيارة رسميا.وقال المحلل السياسي لطيف أبو السبع إن إلغاء زيارة قائد الجيش جاء على خلفية استياء واشنطن الشديد من أداء الجيش اللبناني في ملف نزع سلاح حزب الله جنوب الليطاني حيث لم يتجاوز التنفيذ 60% من الأهداف المطلوبة رغم مرور سنة كاملة على هدنة 27 نوفمبر2024.
وأكد أبو السبع، أن مبعوث الرئيس ترامب، توم براك نقل إلى العماد هيكل خلال زيارته الأخيرة لبيروت رسالة حادة اللهجة مفادها أن مهلة 30 نوفمبر الجاري لنزع السلاح ليست قابلة للتمديد وأن أي تقصير سيؤدي إلى تدابير عقابية.
أن إلغاء زيارة قائد الجيش يعكس تبنيا أمريكيا كاملا للموقف الإسرائيلي الذي يتهم الجيش اللبناني بعدم الجدية في نزع سلاح حزب الله وبأنه يمارس المماطلة عمدا لحماية الحزب.
ويتفق المحلل ميشيل نجم مع المحلل أبو السبع في أن إلغاء زيارة قائد الجيش اللبناني يعكس تبني واشنطن للمزاعم الإسرائيلية بعدم جدية الجيش في نزع سلاح حزب الله، الأمر الذي يعني تحول الضغط الأمريكي من مرحلة التهديد بالكلام إلى مرحلة الإجراءات العملية عبر تجميد الزيارات الرسمية والتهديد بقطع الدعم العسكري.
وفي ظل تصاعد التوتر بين أمريكا وقيادة الجيش اللبناني فإن واشنطن تضع لبنان أمام خيارين لا ثالث لهما، إما نزع سلاح ميليشيا حزب الله بالكامل قبل نهاية شهر نوفمبر الجاري أو مواجهة عقوبات مالية وعسكرية غير مسبوقة.



