مؤشر الإرهاب الدولي سيتصاعد الى 2030 في منطقة الساحل وإفريقيا كيف ستستعمل الورقة الداعشية من جديد؟
إعداد فاتن جباري قسم البحوث والدراسات الإستراتجية مع قسم البحوث الأمنية والعسكرية
تونس 10-01-2024
تحولات استراتيجية وديناميكيات جديدة عرفتها “الورقة الداعشية” في شتى أرجاء المنطقة.
تلك هي أخطر التحديثات الإستطلاعية الواردة بالتقارير البحثية حيث تشير المعطيات التي توصلنا إليها الى أن “ورقة داعش” على “طاولة الجوكير” ما فتأت تستخدم وبدأت تستخدم من جديد.
فواهم من كان يقول بأن العالم قد تنفس الصعداء من هذا الشيطان الذي هو تحت الطلب وتحت طلب صانعيه، أنه اليوم أكثر فتكا بتطور إمكانياته المسلحة وإنخراطه في حروب الذكاء الاصطناعي واقتدارا لتوسع رقعته التدريبية على مستوى إقليمي– ودولي، أين تشير أغلب التقارير التي توصلنا إليها أن الجماعات “الداعشية” أصبحت معسكرات مهجنة–منمذجة بطابعها “الميلشياتي” تم تدريبها وفق أسلوب عملياتي مغاير لما تدربت عليه الأجهزة البوليسية التقليدية خصوصا على مستوى حماية الحدود أو أجهزة أمن الدولة. وأن كانت في بعض الدول غير موجودة اصلا وهي أحدى أكبر نقاط الضعف التي لعب عليه مؤشر الإرهاب في منطقة أفريقيا.
لقد ظل تنظيم داعش هو الجماعة الإرهابية الأكثر فتكاً على مستوى العالم للعام الثامن على التوالي منذ العام 2015، حيث سجل أكبر عدد من الهجمات والوفيات مقارنة بأي جماعة أخرى في عام 2022.
ولسائل أن يسأل كيف ذلك في وقت وصلت فيه القناعة السياسية والأمنية لدى أغلب الحكومات والنظم الى منتهاها، بحيث أن هذا الخطر الكبير قد انتهى أو دمر بالكاد، بحيث يتمسك الساسة والحكام بمكسب هام مفاده وأن هذا الكابوس الذي شوه المنظومة الأمنية لسنوات بات اليوم “ورقة محروقة ” كذريعة للقضاء على الإرهاب والتشبث بالحكم.
قراءة في التسلسل الزمني لتطور أنماط داعش من تنظيم الى ميليشيات هجينة أخطر
منذ ضربة الحادي عشر من سبتمبر 2001 كلفت أمريكا نفسها بالتدخل في كل الأنظمة المتوترة وسمتها “بؤر توتر” بحجة ضرورة الاندماج ضمن التحالف الدولي للقضاء على الإرهاب، وربطه بالتواجد العسكري المكثف من التحالفات الدولية وهي على رأسهم بما يضم 79 دولة إضافةً إلى منظمة حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي في كل من إفريقيا والشرق الأوسط وشبه آسيا.
خلال العام 2014 ركّز التحالف الدولي ضد تنظيم داعش على إعلان نجاحاته في إنتزاع جميع الأراضي التي كان التنظيم الإرهابي يسيطر عليها في العراق وسورية.
وبفضل هذه الجهود الدولية، شهدت قدرات التنظيم على التخطيط للاعتداءات واجتذاب المقاتلين الأجانب والحصول على التمويل تراجعًا ملحوظًا.
يقول المعهد الدبلوماسي الفرنسي وأنه في العام 2018 لم يعد تنظيم داعش يسيطر سوى على 2 في المائة من الأراضي التي كان يسيطر عليها في عام 2014 ومازال متحصّنًا في بعض البؤر في سورية.”
وفي مارس 2019 تم أعلان سقوط آخر معقل لتنظيم داعش في منطقة باغوز في سوريا”.
وفي خلاصة تقرير سنوي، صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية ذكر أنه على الرغم من النجاحات الرئيسية في مكافحة الإرهاب، ظلت الجماعات الإرهابية نشطة ومصممة على الهجوم.
وحافظ داعش على مشروع عالمي دائم، حيث روّج لحملة إرهابية واسعة النطاق في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.
خلال العام 2022، ظل تنظيم القاعدة والجماعات التابعة له نشطين، حتى بعد وفاة أيمن الظواهري وأميري تنظيم الدولة الإسلامية أبو إبراهيم الهاشمي القريشي، وفق التقرير.
أما في إيران وأفغانستان، فظلت عناصر القاعدة وداعش والجماعات الإرهابية ذات التركيز الإقليمي نشطة في البلاد، حيث سهلت مجموعة واسعة من الأنشطة الإرهابية وغيرها من الأنشطة غير المشروعة في جميع أنحاء العالم.
من خلال وكلاء وجماعات شريكة بل تتورط هياكل استخباراتية ذاتها صلب الأجهزة الحكومية الأمنية كونها الجهات الفاعلة الرئيسية في دعم تجنيد الإرهابيين وتمويلهم والتآمر في جميع أنحاء أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية.
ويصنف التقرير الدول التي اعتبرت ملاذا آمنة للإرهاب وهي العراق، لبنان، ليبيا اليمن، السودان، والصومال إضافة إلى أفغانستان وباكستان.
خلال السنوات العشر الأخيرة شهدت الساحة الإفريقية تزايداً كبيراً فى التنظيمات الإرهابية التابعة لداعش فى أفريقيا، وخاصة فى ظل اهتمام قيادة داعش المركزية منذ عام 2013 بالتمدد فى القارة، حيث لم تكن الأخيرة خياراً بديلاً لداعش بل أصبحت هدفاً موضوعياً للتنظيم يعود تاريخه قبل خسارة أراضيه فى بلاد الشام.
إلا أن نمو ظاهرة الإرهاب فى القارة الأفريقية لم تتوقف عند تزايد فروع تنظيمى القاعدة وداعش بين ربوع القارة بل انخرط عدد من هذه الفروع فى صراع للسيطرة المكانية مما أشاع مزيداً من الفوضى فى مناطق مختلفة فى القارة الأفريقية وكان لمنطقة الساحل والصحراء نصيب معتبر من هذا الصراع.
زادت الأزمات التى تتعرض لها هذه المساحة الجغرافية من القارة وخاصة فى أبعادها الأمنية والسياسية والإنسانية، بالتوازي مع سلسلة الانقلابات العسكرية التى شهدتها ثلاثة دول إفريقية مركزية، وخروج القوات الدولية التي كانت تشارك في مهمة مكافحة الإرهاب من المنطقة، على نحو وفر فرصاً للتنظيمات الإرهابية من أجل السيطرة على أجزاء من دول المنطقة وتدعيم حضورها وجهودها لهزيمة التنظيمات المناوئة لها وتحقيق أهدافها.
لماذا نشعر بهم في الساحل الإفريقي وكيف سيتسللون؟
فى صيف عام 2022، خص تنظيم داعش مرة أخرى، في صحيفته الإخبارية “النبأ”، أفريقيا باعتبارها المنطقة التي من المرجح أن ينجح فيها في إعادة تأسيس “الخلافة الإقليمية”.
وفي افتتاحية نشرتها النشرة الإخبارية الإرهابية الأسبوعية باللغة العربية نصح تنظيم داعش أتباعه الذين لم يهاجروا إلى العراق أو سوريا أو أي مكان آخر في الماضي بالسعي إلى “إعادة التوطين” مع “إخوانهم” بأرض أفريقية، التى تحولت إلى موطن للهجرة والجهاد. وبذلك يكون تنظيم داعش قد أكد أن أفريقيا أصبحت الآن مركزاً لـ”الخلافة” من جديد.
كما أشادت افتتاحية هذه الصحيفة الإرهابية في أوائل ماي2023 بـ”الجهاد الإسلامي اليوم في موزمبيق”. وعلى وجه الخصوص فقد أوضحت نقطة مفادها أن الحكام غير المسلمين أوالحكام المرتدين أصبحوا الآن يدركون أخيراً أنهم في “عصر جديد كانوا يخشونه، ولكن الآن حان الوقت…” وكان هذا الحديث، في المقام الأول، عن الحكام الأفارقة.
ونحن نسجل طبعا في أغلب أنظمتنا العربية خصوصا ضمن بلدان المغرب العربي المغرب تونس والجزائر وليبيا، أي منطقة شمال أفريقيا بانصهار غير عادي لعناصر أفريقية أندمجت في سياق المناخ المجتمعي العام تحت عامل الهجرة واللجوء… ولكنها تقريبا تكاد تكون لجنسيات إفريقية قادمة من الدول التي تشهد اضطرابات وصراعات مسلحة وهي عناصر غير محكمة المصدر ولاوجود لهويات أصلية ضمن السجلات الرسمية المتوفرة لدى الدول سابقة الذكر بخصوص معلومات حول المعطيات اللزمة حول سجلاتهم المدنية والعدلية دون إحراز نقاط تقدم لفض هذه الظواهر من تحد أمني خطير وواضح حولها الى سياق جد معتاد عليه.
مؤشر الإرهاب الدولي في تصعيد الى أفق 2030 ومنطقة الساحل وإفريقيا الأكثر خطرا ضمن القائمة السوداء
خلال سنة 2023 المنقضية، أكد مؤشر الإرهاب العالمى الذى يصدر عن معهد الاقتصاد والسلام لعام 2023، على أن منطقة الساحل في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى باتت الآن مركزاً للإرهاب، حيث سجلت منطقة الساحل عدداً أكبر من الوفيات بسبب الإرهاب في عام 2022، وشكلت الوفيات في منطقة الساحل 43% من الإجمالي العالمي في عام 2022، مقارنة بنسبة 1% فقط في عام 2007.
ومما يثير القلق بشكل خاص أن كلاً من بوركينافاسو ومالي شكلتا 73% من الوفيات الناجمة عن الإرهاب في منطقة الساحل في عام 2022، و52% من مجموع الوفيات الناجمة عن الإرهاب في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وسجلت كلتا الدولتين زيادات كبيرة في الإرهاب، مع زيادة الوفيات في بوركينافاسو بنسبة 50% إلى 1135 وفي مالي بنسبة 56% إلى 944.
وتُنسب معظم الهجمات في هذه البلدان إلى إرهابيين مجهولين على الرغم من أن كلاً من تنظيم داعش وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين يعملان في هذه البلدان. وامتد تصاعد العنف في بوركينافاسو أيضاً إلى البلدان المجاورة، حيث سجلت توغو وبنين أسوأ درجاتهما على الإطلاق في مؤشر الإرهاب الدولى GTI.
وكانت التنظيمات الإرهابية الأكثر دموية في العالم في عام 2022 هي تنظيم داعش والجماعات التابعة له، تليه حركة الشباب، وجيش تحرير بلوشستان (BLA)، وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM).
وكانت النيجر الأقل تأثراً بالمتطرفين العنيفين عن جارتيها مالي وبوركينافاسو، حيث كانت الدولة الوحيدة من بين الدول الثلاث التي شهدت انخفاضاً في العنف عام 2022، وفقاً لمشروع بيانات مواقع النزاعات المسلحة وأحداثها (ACLED).
وارتبطت معظم العمليات الإرهابية وعدد القتلى فى الساحل الأفريقى بجماعة نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM) التى تتمركز فى شمال مالي، وكذلك تنظيم داعش فى الصحراء الكبرى (ISGS) أو الساحل (IS-Sahel)، وتزايدت العمليات مع رحيل القوات الفرنسية والقوات الأممية “مينوسما”، حيث شهدت مدينة موبتي فى مالى زيادة بنسبة 37% في حوادث القتل.
كما شهدت مدينة جاو- مسرح الصراع على السيطرة الدائر بين جماعة نصرة الإسلام والمسلمين والدولة الإسلامية في الساحل زيادةً بنسبة 40%.
أن الأمر الخطير الذي يجب أن يخشى منه هو ان بين يدي هؤلاء الفاعلون الهجينون الجدد مخطط صهيوني معروف ألا وهو تكديس المذاهب والعشائر وتفرقة السكان وتهجيرهم وتصييرهم فرقا وأحزابا وذلك من خلال افتعال الحروب الأهلية وبث الفتن بين الطوائف والقبائل وتحريك فوضى الاقتتال والمذابح ومنها يتم تحريك “صناعهم” الإرهابيين للإنقضاض على الدولة والهيمنة عليها ومنها نهب خيراتها وثرواتها فالإستعمار الجديد يعمل بورقة الإرهاب و”الدعششة”.
لعل أحد أهم هذه المؤشرات الغير المرئية هي تراجع دور الدول الوطنية لصالح أنظمة أو جماعات هجينة، جزء منها في الحكم وجزء لديه ميليشيات عسكرية، لا هي بالحكومات ولا هي بالتنظيمات، ويمكن توصيفها إن جاز التعبير “بـشبه تنظيمات رسمية “، مثلما هي الحال بحركة طالبان التي استولت على الحكم أبان 2021 أو الحركة الازوادية بمنطقة الساحل والصحراء أو جماعة بوكوحرام أو البشمركة الكردية وغيرها كثير في السودان… سوريا، العراق، اليمن ، الجماعات غير الحكومية… هذه التي أصبحت فاعلاً رئيساً في الأمن الإقليمي، كونها جماعات مسلّحة. يذكر وأن في السودان تم إعلان ما يسمى بالخطة “ب” للجماعة… من خلال كشف مخطط الإخوان لتسليح المواطنين السودانيين.
وهذا يعكس انهياراً كاملاً في مفهوم الدولة الوطنية وفشلاً جلياً في قدرتها على بناء مجتمعات متكاملة والقيام بإدماج سياسي وهو الامر ذاته الذي حصل في دولة ” ليبيا “.
مثل هذه الديناميكيات الجديدة ترتبط مجموعة من الديناميكيات والسياسات الجديدة في المنطقة، منها “الحرب بالوكالة”، إذ أصبحت هذه الكيانات والكائنات السياسية العسكرية تقوم بدور رئيس في النيابة عن أطراف نزاع دولية وإقليمية أخرى بالدخول في مواجهات مسلّحة مع أطراف أخرى، وتحل محل الجيوش الكلاسيكية في القيام بالعديد من المهمات، التي تعفي، ولو شكلياً وقانونياً الدول المعنية من مسؤولية تلك الأفعال.
إلى الآن لا نستطيع الحكم، فعلاً، فيما إذا كان هذا النوع من الفاعلين السياسيين والعسكريين والأمنيين سيستمر بالوجود خلال المرحلة القادمة، أم أنّه سيتراجع وسيتم إعادة هيكلته أو ضبطه على الصعيد الإقليمي ضمن تشكّلات نظام جديد يحدّ من الفوضى الراهنة في المنطقة.
ولعلّ السؤال المفترض لمرحلة ما بعد العام 2023، الافتراض في حال نجحت المخططات الصهيونية والأميركية، ما هو التصور الأميركي للمرحلة القادمة؟
وما المقصود الإسرائيلي بالقول بأنّ الحرب على غزة ستغيّر وجه الشرق الأوسط؟
هل سيجري إطلاق عملية من نوع مغاير لداعش؟
وأيّ عملية سياسية أميركية اليوم من الواضح أنّها لن تتجاوز إعادة إنتاج ماعرف خلال سنوات مضت بصفقة القرن من جديد، ومن المعروف أنّ صفقة القرن وإن كانت مثّلت موقف أمريكا وإسرائيل حيال مايجب ان يحصل في العالم، إلاّ أنّها تستبطن أيضاً محصلة المفاوضات والنقاشات والخلاصات التي وصلت إليها مراكز القرار والتفكير في واشنطن حول مخططين رئيسين :
- إستعمال ديناميكية اللجوء والنزوح والتهجير فلدينا اليوم ملايين المهجرين في كل أرجاء المنطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية، ومن الواضح تماماً أنّ هذه المخططات، حضيت بتأييد أميركي- أممي وفي كل الحالات نتحدث اليوم عن رقم خيالي يصعب حصره من النازحين أو المهجرين
- ستؤدي ديناميكية اللجوء والنزوح والتهجير الى أوضاع خطيرة جداً لحياة ملايين البشر في المنطقة، ومستويات من البطالة والفقر وضعف التعليم، وعن أجيال تولد وتترعرع في ظروف غير مناسبة ولا إنسانية، في دول مضيفة إمكانياتها المالية ضعيفة ومحدودة، مما ينعكس على المجتمعات والثقافة والأوضاع الأمنية وعدم الاستقرار الى ما لانهاية حيث تستدام الازمات.
- ديناميكية الراديكالية اليمنية المتطرفة، التي ستجتاح المنطقة والموجة الجديدة القادمة التي سيقودها جيل من الشباب المحبط الغاضب المحتقن بسبب البيئة العنيفة من الحروب والصراعات والدموية ونتيجة للانهيار الرسمي لدولهم وخاصة إنهيار القيم الإنسانية والعدالة والقانون الدولي، ولم يكن تقرير السفارة الأميركية في الأردن الذي تمّ تسريبه بعيداً عن الواقع عندما قال بأنّ أميركا وإسرائيل قد حفزت على أعلى نطاق من جديد على تحريك أسباب اندلاع الإرهاب الدولي.
منذ سنوات مضت رسمت الصهيونية اليمينية المتطرفة والمتمردة مخططات وظروفاً مناسبة لبدء موجة من التطرف، في العديد من الدول لسيما الإفريقية منها، منذ عولمة الجهاد في العام 1998 مع تأسيس الجبهة العالمية لمقاتلة اليهود والصليبيين، على يد أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، ثم الانتفاضة الثانية التي وُلد من رحمها العديد من الأحداث، ونجم عن ذلك أحداث 11 سبتمبر 2001، ثم احتلال العراق الذي ولّد جماعة أبي مصعب الزرقاوي، وتحولت لاحقاً إلى تنظيم الدولة الإسلامية أو داعش، الذي ملأ الكون رعباً وأثّر على الأمن العالمي، وخلق حالة من الهلع في أغلب دول العالم، ولا تقل الحرب في الساحة الدولية من الشرق الأوسط الى أفريقيا في تداعياتها وأثارها عن تلك الأحداث، بل قد تتجاوزها لتؤسس لسردية أخرى ترتكز بصورة أكثر صلابة وقوة على موضوع صدام الحضارات والموقف الغربي المنحاز ضد الفلسطينيين والمسلمين عموماً، ومن الواضح أنّ صور الأطفال والنساء والقتل والتدمير والفتك الذي قامت به آلة الحرب الإسرائيلية لن يُمح من ذاكرة ومخيلة الجيل الجديد من العرب والمسلمين وسيؤجج لمرحلة عالمية أخرى جديدة من الراديكالية!
خلاصة التقرير
جيل جديد من الحروب والصراعات والأسلحة…
تشير كل المعطيات إلى أن التنظيمات الإرهابية فى منطقة الساحل الأفريقى تتزايد قوتها فى ظل عوامل الضعف المختلفة التى تعاني منها دول المنطقة، مع عدم وجود مبادرات جادة لمعالجة الأزمات التى تساهم فى تدعيم التنظيمات الإرهابية ضمن الأشرطة الحدودية ووجود تنسيق إقليمي متكامل يأخذ ببرنامج تعاون متكامل.
كما ان تزايد دور الفاعلين الهجينين في المنطقة، والصيغة الجديدة للحروب وطبيعتها والأسلحة المستخدمة والاستراتيجيات والتكتيكات تغيّرت بصورة جوهرية، وأصبح الحديث اليوم عن الجيل الرابع من الحروب (التي تتم بين جيش نظامي وميليشيات متطرفة) والجيل الخامس الذي سيدخل الذكاء الاصطناعي والإعلام الالكتروني والتضليل والهجمات الالكترونية السيبرانية، سواء عبر الاستخدام الهائل للمسيّرات من قبل جميع الأطراف أو حتى الروبوتات العسكرية، والحملات الإعلامية الالكترونية التي تهدف إلى التضليل والحرب النفسية والبروبوغاندا بين الأطراف المختلفة في النزاع وهذا هو الرسم البياني التقريبي للإرهاب الجديد.
المصادر المعتمدة :
– المعهد الدولي للإقتصاد والسلام
– موقع الدبلوماسية الفرنسية
– المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم
– Global Terrorism Index 2023, 14 Mar 2023, https://reliefweb.int/report/world/global-terrorism-index-2023