لماذا اختار الرئيس الفرنسي ميشيل بارنييه رئيسا للحكومة الجديدة؟
باريس – قسم الأخبار العالمية 05/09/2024
بعد 60 يوما من تقديم رئيس الحكومة الفرنسي غابرييال آتال، الذي كان أصغر رئيس حكومة في الجمهورية الخامسة سنا (35 عاما)، لاستقالته، اختار الرئيس ايمانويل ماكرون تعيين ميشيل بارنييه رئيسا للحكومة الجديدة، والذي يصبح، بذلك، أكثر رؤساء الحكومة تقدما في السن في الجمهورية الخامسة (73 عاما).
اعتبر ماكرون أن المعيار الأساسي لاختيار رئيس الحكومة الجديد هو إمكانية أن يجتاز اختبار التصويت على الثقة في البرلمان، وهو معيار صعب للغاية، نظرا لتركيبة البرلمان المنقسم بين ثلاث كتل متقاربة من حيث عدد النواب، الأولى هي تحالف اليسار ويليها حزب الرئيس، بينما يأتي “التجمع الوطني” اليميني المتطرف في المرتبة الثالثة.
استغرق الأمر، بالتالي أسابيعا طويلة من المشاورات مع الأحزاب والشخصيات السياسية، واستبعد الرئيس منذ البداية لوسي كاستيت مرشحة كتلة اليسار التي جاءت في المركز الأول ولكن دون اغلبية مطلقة، بحجة أنها لن تحصل على ثقة البرلمان، ثم قام القصر الرئاسي بتسريب عدد كبير من أسماء الشخصيات المحتملة كبالونات اختبار.
يرى معارضو ماكرون أن هذا الخيار يتناقض مع نتائج الانتخابات التشريعية التي خسرها الرئيس، مما يعني أنه ينبغي حكم البلاد في ظل نظام التعايش بين الرئيس ورئيس حكومة ينتمي للمعارضة ويطبق برنامجها السياسي.
كما يرى مراقبون، أن رئيس الحكومة الجديدة، وإن حصل على ثقة البرلمان، فإنه لن يتمكن من القيام بالكثير إلا في إطار تفاهمات بين الائتلاف الحاكم (حزب ماكرون واليمين التقليدي) مع اليمين المتطرف.
وتعود المعارضة لتذكر بالنتائج الكارثية على الحياة السياسية، عندما رفض الفرنسيون الوثيقة الدستورية الأوروبية عام 2005 في استفتاء شعبي، وعاد الرئيس نيكولا ساركوزي، في ذلك التاريخ، لتمريرها عبر تصويت في البرلمان، وأثار الأمر حساسية كبيرة لدى الفرنسيين، ما زالت قائمة حتى اليوم، معتبرين أن القائمين على السلطة لا يحترمون تصويت الناخبين، محذرة من أن رد فعل هؤلاء الناخبين عام 2027 هو اختيار القوة التي لم تمارس السلطة حتى الآن، أي “التجمع الوطني” وزعيمته مارين لوبن.
يبقى أنه توضيح الصورة، بعيدا عن تأييد البعض ورفض البعض الآخر لخيار الرئيس، لم يتم قبل الاطلاع على تشكيلة الحكومة وانتماءات الوزراء الجدد السياسية.