كيف تحاول اسرائيل تقليص قدرات الحوثيين وسط مخاوف من خروج القتال في الشرق الأوسط عن السيطرة وانجرار إيران والولايات المتحدة ؟
قسم العلاقات الدولية والشؤون الإستراتيجية 30/09/2024
في الوقت الذي تستمر الهجمات الصهيونية في تأجيج النزاع في المنطقة، تطرح تساؤلات حول دوافع إسرائيل من هجومها على أهداف في اليمن وتوسع نطاق مواجهتها مع حلفاء إيران في المنطقة بعد قتلها الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية السيد حسن نصر الله، الجمعة، في صراع متصاعد في لبنان أيضا….
فردا على هجوم بمطار بنغريون صوبه الحوثيون ،استهدفت الغارات التي وصفتها إسرائيل بأنها عملية جوية “واسعة النطاق”، ميناء بحريا في رأس عيسى وميناء الحديدة، ومحطتين لتوليد الكهرباء في الحالي والكثيب.
الهجوم على ميناء الحديدة ومحطات الكهرباء يبرز الطابع الاستراتيجي لهذه العمليات العسكرية، حيث أن “إسرائيل تحاول تقليص قدرات الحوثيين الصاروخية والاقتصادية”.
يشير خبراء عسكريون الى أن “هذه الضربات تمت بالتأكيد بعلم وتنسيق مع الدول المحيطة بالبحر الأحمر، مضيفا أنه “يبدو أنه شارك فيها ما بين 30 إلى 50 طائرة، بما في ذلك طائرات أميركية الصنع لتزويد الوقود نظرا لبعد المسافة”.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن عشرات الطائرات الإسرائيلية، من بينها طائرات مقاتلة، شاركة في هذه العملية العسكرية.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد: “رسالتنا واضحة: بالنسبة لنا، لا يوجد مكان بعيد عنا”.
ونقلت وكالة فرانس برس عن المتحدث العسكري الإسرائيلي ديفيد أبراهام أن القوات الإسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية “يستخدمها الحوثيون لنقل أسلحة إيرانية وإمدادات للاحتياجات العسكرية”، مؤكدا أن الهجمات جاءت ردا على “الهجمات الأخيرة التي شنها الحوثيون ضد إسرائيل”. وأشار إلى أن ميناء الحديدة “يستخدم لإيصال شحنات أسلحة إلى الحوثيين”، بما في ذلك الصواريخ التي تهدد أمن إسرائيل ومصالحها في المنطقة.
الميناء يمثل شريانا حيويا لتدفق السلع، وضربه يعزز الضغط على الحوثيين من قبل الشارع المحلي، حيث يعتمد الكثير من اليمنيين على الإمدادات القادمة عبره”.
ويشكل الحوثيون الذين يسيطرون على مساحات واسعة من اليمن، جزءا مما تسميه إيران “محور المقاومة” الذي يضم خصوصا حماس وحزب الله. وعلى الرغم من أن إسرائيل تستهدف تقليص نفوذ الحوثيين، إلا أن السيطرة الكاملة عليهم تبدو أمرا صعبا للغاية،ذلك أن الضربات الأميركية والبريطانية لم تنجح في كبح جماحهم.أما قدرات إيران في التهريب وإيصال الأسلحة إلى الحوثيين فهي كبيرة وتاريخية،
إن تأثير الضربات إذا توسعت قد يكون لها تأثيرا سلبيا على ممر التجارة العالمي وحرية الملاحة بالنسبة الى الدول الغربية الكبرى خاصة وهو بالتالي سيتأثر على مستوى امدادات الحرب حيث لا يعتقد أبدا أن أمريكا واسرائيل وحلفائهم الإستراتيجيين سيسمحون بذلك .