آسياأخبار العالم

كوريا الشمالية تودع رئيسها الشرفي كيم يونغ نام أحد أبرز رموزها الدبلوماسية على مدى نصف قرن

نعت كوريا الشمالية رئيسها الشرفي والرئيس السابق لهيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى، كيم يونغ نام، الذي توفي عن عمر ناهز 97 عاماً بعد معاناة مع السرطان. ويُعد كيم أحد أبرز الوجوه السياسية التي رافقت تطور النظام الكوري الشمالي منذ عهد المؤسس كيم إيل سونغ وحتى الجيل الحالي بقيادة كيم جونغ أون.

وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن الزعيم كيم جونغ أون زار جثمان الراحل صباح الثلاثاء لتقديم تعازيه، في خطوة تؤكد مكانة كيم يونغ نام داخل هيكل السلطة، إذ يُنظر إليه باعتباره أحد أركان النظام الذين ساهموا في ترسيخ الاستقرار السياسي طوال العقود الماضية.

وعُرف كيم يونغ نام، الذي تولى منصب رئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى لمدة 21 عاماً حتى عام 2019، بصفته ممثلاً رسمياً للدولة في المحافل الدولية، وبرز بوجهه الهادئ وصوته الرنان في الفعاليات الوطنية الكبرى، كما كان يستقبل الوفود الأجنبية ويقود المبادرات الدبلوماسية نيابة عن القيادة العليا.

بدأ كيم مسيرته الدبلوماسية في خمسينات القرن الماضي بعد دراسته في موسكو، وشغل منصب أمين عام للشؤون الدولية عام 1975 ثم وزيراً للخارجية عام 1983، وقاد مرحلة حساسة من العلاقات الخارجية عندما اعترفت روسيا والصين بكوريا الجنوبية. وقد أظهر في تلك الفترة قدرة عالية على التكيّف مع المتغيرات الدولية دون المساس بمبادئ النظام الحاكم في بيونغ يانغ.

وخلال العقود اللاحقة، كان كيم يوصف بأنه «الوجه الخارجي للنظام» وأحد مهندسي دبلوماسية كوريا الشمالية القائمة على الانضباط والولاء المطلق للقيادة. وبعد وفاة كيم جونغ إيل عام 2011، تولى مهمة إعلان انتقال السلطة إلى كيم جونغ أون، داعياً الشعب إلى الالتفاف حول الزعيم الجديد، ما عزز موقعه كأحد حراس استمرارية النظام.

وفي عام 2018، تصدر كيم يونغ نام عناوين الصحافة العالمية حين قاد الوفد الكوري الشمالي إلى دورة الألعاب الأولمبية في بيونغ تشانغ، ليصبح أرفع مسؤول من الشمال يزور الجنوب منذ عقود، في خطوة فتحت الباب أمام التقارب المؤقت بين الكوريتين ومهدت لاجتماعات القمة التي جمعت كيم جونغ أون بالرئيسين مون جاي إن ودونالد ترمب.

رحيل كيم يونغ نام يمثل نهاية جيل من القيادات التاريخية التي جسدت التوازن بين الصرامة السياسية والانضباط الأيديولوجي في النظام الكوري الشمالي، ويترك وراءه إرثاً طويلاً من العمل الدبلوماسي الذي ساهم في بقاء بلاده لاعباً ثابتاً في مشهد معقد من العلاقات الدولية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق