أخبار العالمالشرق الأوسط

كتائب القسام تستهدف تل أبيب في الذكرى السنوية لطوفان الأقصى وسط تصاعد العمليات العسكرية

قسم الأخبار الدولية 07/10/2024

في تطور عسكري لافت، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، عن قصفها مدينة تل أبيب بعدد من الصواريخ، وذلك تزامناً مع الذكرى السنوية لعملية “طوفان الأقصى”. هذه الضربة تأتي في وقت يتصاعد فيه التوتر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، حيث تتزايد الهجمات المتبادلة على مدار الأسابيع الأخيرة. ووفقاً للبيان الصادر عن الكتائب، فإن هذا الهجوم يعتبر “رداً على استمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني واستهداف المدنيين”.

أفادت كتائب القسام بأن الهجوم الصاروخي الذي استهدف تل أبيب جاء في إطار العمليات المستمرة للرد على القصف الإسرائيلي الذي طال عدة مناطق في قطاع غزة. وأكدت الكتائب أن الصواريخ التي أطلقت كانت من طرازات متطورة وذات قدرة تدميرية كبيرة، مشيرة إلى أن هذه الهجمات هي جزء من “الردع المتبادل” الذي تسعى إلى ترسيخه مع الجيش الإسرائيلي.

الهجوم على تل أبيب جاء كإشارة رمزية في ذكرى “طوفان الأقصى”، وهو العملية العسكرية التي نفذتها كتائب القسام في السنوات السابقة ضد أهداف إسرائيلية. ويُنظر إلى العملية كجزء من استراتيجية “حماس” للرد على أي تصعيد إسرائيلي ضد غزة، حيث تعتبر تل أبيب هدفاً ذا قيمة استراتيجية.

هذا الهجوم ليس منعزلاً عن التصعيد الأوسع الذي يشهده قطاع غزة والضفة الغربية في الأسابيع الأخيرة. فقد كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية على القطاع، مستهدفة مواقع تابعة للفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسام، التي ردت بهجمات صاروخية متكررة على المدن الإسرائيلية، بما في ذلك تل أبيب والقدس المحتلة.

التصعيد العسكري بين الطرفين يأتي وسط جمود سياسي وعدم وجود أي مبادرات دولية فعالة للتوصل إلى هدنة. ومع تكثيف الهجمات الجوية الإسرائيلية على القطاع، استهدفت المقاومة الفلسطينية مواقع إسرائيلية استراتيجية، مستخدمةً صواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيرة.

من الجانب الإسرائيلي، أصدرت الحكومة والجيش بيانات تؤكد استعدادها للتصدي لأي هجمات صاروخية جديدة. وقد تم رفع حالة التأهب في تل أبيب ومدن الوسط، مع توجيه أوامر للسكان بالبقاء في الملاجئ. وذكرت التقارير أن منظومة “القبة الحديدية” تمكنت من اعتراض بعض الصواريخ، فيما نجحت صواريخ أخرى في الوصول إلى أهدافها، متسببةً بأضرار مادية وإصابات طفيفة.

واعتبرت إسرائيل هذا الهجوم تصعيداً خطيراً، وأكدت في بيانها أنها سترد “بكل قوة” على أي محاولة لاستهداف المدنيين والمراكز الحضرية. في هذا السياق، توعد الجيش الإسرائيلي بمواصلة عملياته في غزة واستهداف القيادات والمنشآت الحيوية لكتائب القسام وباقي الفصائل الفلسطينية.

ويعود الصراع بين “حماس” وإسرائيل إلى سنوات طويلة من العداء والحروب المتكررة. وكان آخرها الحرب التي شهدتها المنطقة في عام 2021، والتي أسفرت عن مقتل مئات الفلسطينيين والإسرائيليين. وجاءت هذه الحرب بعد تصعيدات مشابهة من الطرفين، حيث كانت تل أبيب هدفاً رئيسياً للصواريخ الفلسطينية، بينما شنت إسرائيل هجمات جوية وبرية عنيفة على قطاع غزة.

منذ وقف إطلاق النار الهش الذي تم التوصل إليه برعاية مصرية في العام الماضي، شهدت المنطقة هدوءاً نسبياً، لكنه لم يدم طويلاً. فالتوترات المتكررة، سواء في القدس أو على حدود غزة، أدت إلى اشتعال الوضع من جديد.

كما أثار الهجوم على تل أبيب ردود فعل دولية متباينة. فقد دعت الأمم المتحدة إلى ضبط النفس من كلا الطرفين واللجوء إلى الحوار لتجنب مزيد من التصعيد. في حين عبرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن دعمهما لإسرائيل في “حقها في الدفاع عن نفسها”، داعين في الوقت نفسه إلى ضرورة حماية المدنيين وتجنب استهداف المناطق المأهولة بالسكان.

في المقابل، أبدت دول عربية وإسلامية دعمها للمقاومة الفلسطينية، مطالبة بوقف فوري للهجمات الإسرائيلية على القطاع وإدانة ما وصفته بـ”العدوان الإسرائيلي المستمر”.

مع تزايد حدة الصراع، يبدو أن الوضع مرشح لمزيد من التصعيد في الأيام القادمة. فالفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها “حماس”، تؤكد على استمرارها في الرد على أي هجوم إسرائيلي، بينما تواصل إسرائيل قصف مواقع المقاومة داخل غزة. في ظل غياب أي مبادرة دولية قوية، قد تشهد المنطقة فصولاً جديدة من المواجهة العسكرية الشرسة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق