قلق أفريقي متزايد من موجة الانقلابات وتمدّد الإرهاب… و”مسار وهران” يدعو لحلول أفريقية خالصة

قسم الأخبار الدولية 01/12/2025
عبّر وزراء خارجية ومسؤولو الاتحاد الأفريقي خلال اجتماع رفيع المستوى عُقد في مدينة وهران الجزائرية عن قلق بالغ من تصاعد الانقلابات العسكرية وتهديدات الإرهاب، خصوصاً في منطقة الساحل التي تمرّ بمرحلة حساسة أمنياً وسياسياً.
وجمع اللقاء مسؤولين من مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، وممثلي الأمم المتحدة، لمناقشة الأزمات المتعددة التي تواجه القارة؛ من الحرب في السودان إلى الأزمة الليبية وتمدّد الجماعات المسلحة في مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
الجزائر تنتقد غياب الدبلوماسية الأفريقية… وتحذّر من التدخلات الخارجية
افتتح وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف الاجتماع بانتقاد صريح لما وصفه بـ«انكفاء الدور الدبلوماسي الأفريقي»، معتبراً أن غياب المبادرات القارية أفسح المجال أمام تدخلات خارجية زادت الأزمات تعقيداً.
وأشار إلى أن حرب السودان «تقترب من عامها الثالث» من دون تقدم نحو حل، بينما أصبحت الأزمة الليبية «نسياً منسياً»، بالتوازي مع تدهور الوضع الأمني في الساحل وتصاعد الانقلابات.
وأكد عطاف أن غياب «حلول أفريقية صرفة» يعني استمرار الأزمات وتجددها، داعياً إلى مبادرات وساطة جديدة وتحرك دبلوماسي قاري «أكثر جرأة وفاعلية».
الاتحاد الأفريقي: الانقلابات والإرهاب أكبر تهديدات القارة
بدوره، شدد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف، على ضرورة التصدي بحزم للتغييرات غير الدستورية للحكومات، مؤكداً أن عودة نشاط الإرهاب من الساحل إلى حوض تشاد والقرن الأفريقي وموزمبيق تمثل تهديداً كبيراً يستدعي تحركاً دولياً وإقليمياً منسقاً.
كما انتقد تزايد التدخلات الخارجية التي «تعقّد بشكل خطير» حل الأزمات، مشدداً على أن الحلول يجب أن تبقى أفريقية وباحترام سيادة الدول.
« مسار وهران » … منصة لتوحيد صوت أفريقيا
يأتي الاجتماع ضمن «مسار وهران»، مبادرة سنوية تستضيفها الجزائر منذ 2013 بهدف تعزيز التنسيق بين الدول الأفريقية والأمم المتحدة وتوحيد المواقف داخل مجلس الأمن.
ويركّز المسار على قضايا مثل الانقلابات والإرهاب والجريمة المنظمة، ويهدف إلى بلورة رؤية أفريقية مشتركة في ملفات السلم والأمن. وترى الجزائر في هذا الإطار فرصة لتعزيز دورها الإقليمي، خصوصاً في ظل الاضطرابات المتتالية في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، وانتشار مجموعات مسلحة أبرزها «الفيلق الأفريقي» الذي أثار قلقاً لدى دول المنطقة



