قطاع الشاي في كينيا يواجه تصاعد النزاعات المرتبطة بملكية الأراضي

قسم الأخبار الدولية 18-04-2025
يشهد قطاع الشاي في كينيا تحدّيات متنامية في ظلّ تصاعد النزاعات المرتبطة بملكية الأراضي، ولا سيما في مناطق الإنتاج الزراعي التي تعتبر “ركيزة أساسية” للاقتصاد المحلي.
وبحسب ما ذكرت وكالة “رويترز”، فإنّ هذه النزاعات تسلّط الضوء على أزمة أوسع تتعلّق بحقوق الملكية التي تعود جذورها إلى الحقبة الاستعمارية البريطانية، وسط مطالب متزايدة بإعادة توزيع الأراضي بشكل عادل.
وفي السياق، اندلعت مواجهة في منطقة ناندي بين سكان محليين وإحدى الشركات البريطانية المالكة لمزارع الشاي، حيث استولى أكثر من 100 شخص على نحو 350 فداناً من الأراضي المملوكة لشركة “إيسترن بروديوس كينيا”، التابعة لمجموعة استثمارية بريطانية.
وتقول الشركة إنها كانت قد منحت للمجتمع المحلي في عام 1986 ما قدره 72 هكتاراً كمبادرة تنموية، وليس 222 هكتاراً. في حين يرى السكان أن هذه الخطوة لم تكن كافية لتعويضهم عن الأراضي التي سُلبت منهم خلال الحقبة الاستعمارية.
وترجع جذور النزاع إلى المصادرة القسرية للأراضي خلال حقبة الاستعمار البريطاني، حين استحوذ الاستعمار على مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، بما فيها أراضٍ خصبة صالحة لزراعة الشاي.
وبعد الاستقلال، لم تُحلّ قضايا توزيع الأراضي بشكل جذري، وبقيت مساحات واسعة منها تحت سيطرة شركات أجنبية أو كبار المالكين للأراضي، ما أبقى جذوة الغضب مشتعلة لدى المجتمعات المحلية.
وكان المزارعون المحليون لجأوا إلى الاعتصامات للمطالبة باسترجاع أراضٍ يعتبرون أنها انتُزعت منهم ظلماً، الأمر الذي يهدّد بتداعيات خطرة على صناعة الشاي التي تُعدّ أحد أعمدة الاقتصاد الأساسية في كينيا.
ويتساءل العديد من المراقبين عن مستقبل الاستثمارات الأجنبية في كينيا في حال استمرت هذه التوترات من دون حلول حقيقية، ويطالبون الجهات الفاعلة المحلية والدولية أن تتدخّل بهدف إعادة النظر في مقارباتها لضمان مستقبل أكثر عدالة واستدامة لهذا القطاع الحيوي في كينيا.