قرارات على الورق وحقائق على الأرض
إعداد نمرود سليمان: الكاتب والمحلل السياسي السوري 27-05-2024
بعد قراري محكمة العدل الدولية الجنائية، تفاعل معهما التيارات السياسية العربية بشكل عام و”الأسلامومية” بشكل خاص واعتبرا القرارين انتصارا للأمة يحدث لأول مرة بالتاريخ .
منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية يتحكم بالعالم كله الدول الخمس التي تملك حق الفيتو أي الدول المنتصرة في تلك الحرب بالرغم من الكم الهائل من القرارات التي اتخذها مجلس الأمن والهيئات والمنظمات والمؤسسات التابعة له والتي لا تساوي قيمة الحبر الذي صُرف عليها، عشرات القرارات التي اتخذها مجلس الأمن بحق الشعب الفلسطيني رفضتها إسرائيل ولم يمسها احد، مجلس الأمن كان ضد احتلال العراق ولكن أمريكا بقيادة بوش الابن احتلت العراق وهذه حقيقة، لم تمض ساعات على قرار محكمة العدل الدولية بمنع إسرائيل شن الحرب على رفح قصفت الطائرات الإسرائيلية مواقع عديدة في رفح، بعد انتهاء محكمة الجنائية الدولية من إصدار قراراها ضد نتنياهو وغالانت تشكلت لجنة في الكونغرس الأمريكي لمعاقبة أعضاء هذه المحكمة .
الحكومات والشعوب الضعيفة تتمسك بالقرارات على الورق لأنها ضعيفة ولا تستطيع أن تفعل شيء، الغالبية الساحقة من دول العالم تضغط على نتنياهو حتى الشعب الإسرائيلي ضده ولكن الكونغرس الأمريكي يهيأ نفسه لسماع خطاب نتنياهو الذي يزور أمريكا هذا الأسبوع لإلقاء خطاب في الكونغرس بمجلسيه النواب والشيوخ .
الذي يتحكم بالقانون ومستقبل العالم وحياة الشعوب هي الحقيقة على الأرض وليس القرارات على الورق، هذا العالم يسير وفقاً لتوازن القوى على الواقع وليس قرارات المحاكم ومجلس الأمن على الورق .
