في اليوم العالمي لحقوق الإنسان:انتهاكات مستمرة وتنكر للعهود
نيويورك-الأمم المتحدة – 10-12-2019
تحتفل الأمم المتحدة وشعوب العالم،اليوم الثلاثاء، بيوم حقوق الإنسان الذي يصادف العاشر من ديسمبر من كل عام، بمناسبة إحياء ذكرى صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1948.
جاء هذا الإعلان ليشكل منعطفا تاريخيا كبيرا ومؤثرا في حياة البشرية التي عانت عبر تاريخها الطويل من هول التسلط والقهر والإستعباد والظلم والإستغلال والتقتيل والتشريد. وقد كانت الأهوال والفظائع التي سادت الحرب العالمية الثانية دافعا قويا لبلورة وعي جماعي وإرادة دولية باتجاه بلورة وثيقة تاريخية أعلنت حقوقا غير قابلة للتصرف حيث يحق لكل شخص أن يتمتع بها كإنسان، بغض النظر عن العرق أو اللون أو الدين أو الجنس أو اللغة أو الرأي السياسي أو غيره أو الأصل القومي أو الإجتماعي أو الثروة أو المولد أو أي وضع آخر،وهي الوثيقة الأكثر ترجمة في العالم، والتي أصبحت متاحة بأكثر من 500 لغة.
وجاء في ديباجة الإعلان” لمّا كان الإعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم..ولمّا كان تناسي حقوق الإنسان وازدراؤها قد أفضيا إلى أعمال همجية آذت الضمير الإنساني، وكان غاية ما يرنو إليه عامة البشر انبثاق عالم يتمتع فيه الفرد بحرية القول والعقيدة ويتحرر من الفزع والفاقة..
ولمّا كانت شعوب الأمم المتحدة قد أكدت في الميثاق من جديد إيمانها بحقوق الإنسان الأساسية وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء من حقوق متساوية وحزمت أمرها على أن تدفع بالرقي الإجتماعي قدماً وأن ترفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح..
ولمّا كان للإدراك العام لهذه الحقوق والحريات الأهمية الكبرى للوفاء التام بهذا التعهد،فإن الجمعية العامة تنادي بهذا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنه المستوى المشترك الذي ينبغي أن تستهدفه كافة الشعوب والأمم حتى يسعى كل فرد وهيئة في المجتمع، واضعين على الدوام هذا الإعلان نصب أعينهم، إلى توطيد احترام هذه الحقوق والحريات عن طريق التعليم والتربية واتخاذ إجراءات مطردة، قومية وعالمية، لضمان الإعتراف بها ومراعاتها بصورة عالمية فعالة بين الدول الأعضاء ذاتها وشعوب البقاع الخاضعة لسلطانها.
تاريخية ورائعة وحضارية هي البنود الثلاثون الواردة في هذا الميثاق، إلا أن الواقع المعاش منذ صدور الإعلان يبرهن على مدى الإنتهاكات الخطيرة التي تعرض لها الأفراد والجماعات والشعوب من حروب إقليمية ومذابح عرقية وتشريد وتجويع وحصار وتدمير لمقومات الحياة، وخاصة من قبل الدول الكبرى التي تفننت في استخدام الأسلحة الفتاكة، وفي شحذ آلة النهب والإستغلال والإستعباد،والشواهد الحية على ذلك ماثلة بالصوت والصورة والوثائق في أغلب بلدان إفريقيا والوطن العربي وأمريكا الوسطى والجنوبية وفي عديد البلدان الآسيوية.
ولا تزال مختلف أشكال الكراهية والتمييز والعنف مستشرية،ولا يجد مئات الملايين من الناس، رجالاًونساءً وأطفالا على حّد سواء، قوت يومهم، محرومين من سبل العيش والفرص الضرورية لتلبية احتياجاتهم الأساسية. كما تنطوي عمليات الترحيل القسري للسكان على انتهاكات جسيمة متواصلة للحقوق لا نظير لها فيما مضى من تاريخ البشرية،في عالم تنكر فيه الكبار قبل الصغار للوفاء بالعهد الذي قطعوه على أنفسهم في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.