غزة تنزف بين نيران الغارات وأزمة المساعدات… و”الأونروا” تحذر من الانهيار المالي

قسم الأخبار الدولية 23/06/2025
سقط 29 فلسطينياً، بينهم 13 من منتظري المساعدات الإنسانية، بنيران الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة منذ فجر اليوم الاثنين، في سلسلة من الهجمات الجديدة التي استهدفت مناطق متفرقة من القطاع، بحسب ما أفادت به مصادر إعلامية فلسطينية.
وشهدت مدينة بيت لاهيا في شمال القطاع مقتل ثلاثة أشقاء أثناء تفقدهم منزلهم المدمر في منطقة السلاطين، في واحدة من أكثر الضربات دموية خلال الساعات الأخيرة. وتأتي هذه التطورات بينما ترتفع حصيلة ضحايا انتظار المساعدات، إذ أكدت وزارة الصحة في غزة أن عدد القتلى بين صفوف المدنيين المنتظرين للمساعدات الغذائية تجاوز 450 شخصاً، وأصيب أكثر من 3644 آخرين منذ بدء توزيع المعونات أواخر الشهر الماضي.
ومع تزايد الكارثة الإنسانية، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن الأزمة المالية التي تواجهها بلغت مرحلة غير مسبوقة، مع تسجيل عجز مالي يتجاوز 200 مليون دولار في ميزانيتها العامة، ما يُهدد استمرارية خدماتها الأساسية لملايين اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة وبقية مناطق عملها.
وأوضح المستشار الإعلامي للوكالة عدنان أبو حسنة أن “الأونروا” تعيش وضعاً حرجاً، وقد لا تتمكن من مواصلة أنشطتها لما بعد يونيو الحالي، مشيراً إلى أن أكثر من 90% من تمويل الوكالة يأتي من التبرعات الطوعية للدول، ما يجعلها عرضة بشكل دائم للضغوط السياسية وتقلبات الدعم.
وأضاف أبو حسنة أن الأزمة تمس جميع عمليات الوكالة، من لبنان وسوريا إلى الأردن والضفة الغربية والقدس الشرقية، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإنقاذ الوكالة من الانهيار، مؤكداً أن استمرارها مسؤولية جماعية للأمم المتحدة.
وتأتي هذه التطورات في وقت تؤكد فيه وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 55 ألف فلسطيني قتلوا منذ بدء الحرب، إضافة إلى دمار شامل في البنية التحتية وشلل في المؤسسات الصحية والتعليمية والإنسانية، وسط تقارير عن مجاعة وشيكة في بعض المناطق.
الضربات الإسرائيلية المتواصلة على المدنيين المنتظرين للمساعدات، إلى جانب العجز الدولي في إنقاذ “الأونروا”، يعمّقان مأساة قطاع محاصر يعيش واحدة من أشد الكوارث الإنسانية في تاريخه الحديث.