عون: الدولة والشعب «مسؤولان عن تحمُّل عبء الصراع» مع إسرائيل
قسم الأخبار الدولة 14/01/2025
في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة والضغوط السياسية التي تواجه لبنان، ألقى الرئيس اللبناني جوزيف عون خطابًا مؤثرًا سلط فيه الضوء على الأبعاد المختلفة للصراع مع إسرائيل، محذرًا من العواقب الوخيمة لتأجيل حل القضايا العالقة، ومؤكدًا على ضرورة تضافر جهود الدولة والشعب لتحمل أعباء المواجهة. تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه لبنان أزمات داخلية خانقة، من انهيار اقتصادي إلى فراغ سياسي، مما يزيد من صعوبة التعامل مع التحديات الخارجية المتفاقمة.
أكد عون خلال خطابه أن المسؤولية في مواجهة التحديات لا تقع فقط على عاتق الحكومة اللبنانية أو المؤسسات العسكرية، بل تمتد لتشمل جميع فئات الشعب، داعيًا إلى تعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة الأخطار المشتركة. تصريحاته جاءت بمثابة دعوة لتوحيد الصفوف في وجه الضغوط المتزايدة، وخصوصًا في ظل استمرار النزاعات الحدودية مع إسرائيل، والتي تكتسب أهمية كبرى في ظل الثروات الطبيعية المحتملة في المياه الإقليمية اللبنانية.
كما أكد الرئيس اللبناني عون أن الدولة والشعب اللبنانيين يتشاركان المسؤولية في تحمل أعباء الصراع مع إسرائيل، وذلك خلال خطاب ركز فيه على التحديات السياسية والأمنية التي تواجه البلاد. جاءت هذه التصريحات في ظل استمرار التوترات بين لبنان وإسرائيل على خلفية الخلافات الحدودية البحرية والتوترات المستمرة على الحدود الجنوبية.
عون شدد أيضا على أن الصراع مع إسرائيل ليس مجرد مسؤولية تقع على عاتق الدولة ككيان سياسي، وإنما يمتد ليشمل جميع اللبنانيين، سواء من خلال دعم صمودهم الاقتصادي أو تعزيز قدرات الجيش اللبناني كخط دفاع أول عن السيادة الوطنية. وأوضح أن هذه المسؤولية المشتركة تتطلب تضافر الجهود بين مختلف الأطراف اللبنانية، بما في ذلك المؤسسات السياسية والاقتصادية والعسكرية، لضمان الاستعداد لأي تصعيد محتمل.
التصريحات تأتي وسط تصاعد الأوضاع الإقليمية، حيث تزداد الضغوط الدولية على لبنان لحل النزاعات الحدودية البحرية مع إسرائيل. ورغم التوصل إلى اتفاق مبدئي لترسيم الحدود البحرية العام الماضي، إلا أن التنفيذ يواجه تحديات تقنية وسياسية تعرقل الاستفادة من الموارد الطبيعية المشتركة، مثل الغاز والنفط. وفي هذا السياق، حذر عون من أن أي تأخير في حل هذه القضايا قد يُفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالبلاد.
على صعيد آخر، دعا عون إلى ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات المتنامية، مشيرًا إلى أن الانقسامات الداخلية تعيق لبنان عن تحقيق تقدم ملموس في ملفات حساسة مثل التفاوض مع صندوق النقد الدولي واستعادة الثقة الدولية. وأشار إلى أن إسرائيل تسعى دائمًا لاستغلال أي ضعف داخلي لفرض أجندتها، ما يجعل التماسك الداخلي ضرورة ملحة.
مراقبون يرون أن تصريحات عون تأتي في وقت حرج بالنسبة للبنان، حيث يواجه البلد أزمة اقتصادية غير مسبوقة، إلى جانب تعثر في تشكيل حكومة جديدة قادرة على التعامل مع الضغوط الداخلية والخارجية. ومع استمرار التوترات مع إسرائيل، تتزايد المخاوف من أن يتحول لبنان إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية، ما يتطلب استراتيجيات فعّالة لحماية المصالح الوطنية.
ختامًا، تسلط تصريحات عون الضوء على الأبعاد المتعددة للصراع اللبناني الإسرائيلي، من الأبعاد العسكرية والسياسية إلى القضايا الاقتصادية والاجتماعية. ويبدو أن المسؤولية المشتركة التي دعا إليها تتطلب أكثر من مجرد خطاب سياسي، إذ تحتاج إلى خطط عملية واستجابات وطنية موحدة لتجنب تفاقم التحديات التي تهدد استقرار لبنان.