عملية تياسير المسلحة ترفع مستوى التوتر في الضفة الغربية وسط تصعيد إسرائيلي واحتفاء فلسطيني بالمقاومة
قسم الاخبار الدولية 04/02/2025
شهدت الضفة الغربية، الثلاثاء، تصعيدًا أمنيًا لافتًا بعد أن نفّذ مسلح فلسطيني عملية اقتحام وإطلاق نار داخل مجمع عسكري إسرائيلي بالقرب من نقطة تفتيش في قرية تياسير، ما أسفر عن إصابة ثمانية جنود، بينهم اثنان في حالة حرجة، قبل أن يلقى حتفه في تبادل لإطلاق النار. العملية، التي وصفها مراقبون بالجرئية، تعكس تزايد قدرات المجموعات المسلحة الفلسطينية في استهداف المواقع العسكرية الإسرائيلية داخل الضفة، في وقت يشهد تصعيدًا ميدانيًا غير مسبوق.
تفاصيل العملية وردود الفعل الإسرائيلية
وفقًا لما أوردته صحيفة تايمز أوف إسرائيل، فإن المهاجم تمكن من الوصول إلى المجمع العسكري، الذي يضم مواقع مراقبة ومبانٍ عسكرية، وشرع في إطلاق النار على الجنود الإسرائيليين داخله، ما أدى إلى وقوع الإصابات في صفوفهم. وبحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، فإن الجنود ردوا بإطلاق النار “وتم تحييد المنفذ”، في إشارة إلى مقتله.
تأتي هذه العملية في سياق تصعيد أمني شهدته الضفة الغربية خلال الأسابيع الأخيرة، إذ كثّفت إسرائيل حملاتها العسكرية، خاصة في شمال الضفة، مستهدفة مناطق مثل جنين ونابلس، بدعوى القضاء على البنية التحتية للفصائل المسلحة. وقد أدى ذلك إلى اشتباكات متكررة، أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الفلسطينيين، بمن فيهم مقاومون ومدنيون.
“حماس” تبارك العملية وتدعو للتصعيد
في أول تعليق فلسطيني، أصدرت حركة “حماس” بيانًا عبر وكالة شهاب، أشادت فيه بالعملية، معتبرة أنها “رد طبيعي على جرائم الاحتلال في شمال الضفة”، مؤكدة أن المقاومة في الضفة “ماضية في التصدي للعدوان الصهيوني الفاشي”. وأشارت الحركة إلى أن “جميع مشاريع الاحتلال لإخضاع الشعب الفلسطيني أو كسر إرادة المقاومة ستفشل أمام بسالة الشباب الفلسطيني”، داعية إلى تصعيد الاشتباك مع القوات الإسرائيلية والمستوطنين، في إطار ما وصفته بـ”حماية الأرض والمقدسات”.
تصعيد غير مسبوق ومخاوف من اشتعال الأوضاع
تزامنت هذه العملية مع تصاعد التوترات في الضفة الغربية، حيث شهدت الأشهر الأخيرة زيادة في العمليات المسلحة الفلسطينية ضد أهداف إسرائيلية، ردًا على الحملات العسكرية الإسرائيلية المكثفة. وتشير التقديرات الأمنية الإسرائيلية إلى أن هناك تحولات نوعية في تكتيكات الفصائل المسلحة، حيث لم تعد العمليات تقتصر على الاشتباكات في المدن والمخيمات، بل امتدت إلى مواقع عسكرية محصنة، كما حدث في تياسير.
من جهة أخرى، يرى محللون أن هذه العملية قد تدفع إسرائيل إلى تصعيد ردها العسكري، سواء عبر شن عمليات اجتياح واسعة في مناطق الضفة أو تكثيف الاعتقالات والمداهمات، ما قد يزيد من احتمالية اندلاع موجة عنف أشد في الفترة القادمة. في ظل هذا المشهد، تبقى الضفة الغربية بؤرة توتر قابلة للانفجار، وسط غياب أي أفق سياسي للحل، وتصاعد العمليات الفدائية التي تعكس احتقانًا متزايدًا في الشارع الفلسطيني.