عز الدين عقيل:السقوط المروّع في ليبيا نتيجة إسقاط الدولة الليبية في2011
بنغازي-ليبيا–زهور المشرقي09-6-2020
اعتبر المحلل السياسي الليبي، عز الدين عقيل،في حديث مع صحيفة (ستراتيجيا نيوز) أن ما يجري في ليبيا هي إقليمية تدور في الأراضي الليبية.. ومع وجود الميليشيات وسباق التسلح ستتوسع إقليميا وقد تسقط دول أخرى في قاع الفشل وبالتالي ستنتعش الجريمة المنظمة.
وبيّن أن مافيات خطيرة تلعب دورا مهما في هذه الأزمة سواء بتحالفها مع عصابات الجريمة المنظمة التي عادت مؤخرا إلى صبراتة وصرمان والوطية وغيرها، وهي العصابات التي سيطرت على مصفاة الزاوية التي تنتج اكثر من 120ألف برميل من النفط يوميا وتقوم تلك العصابات بتهريبه بالتعامل مع مافيات تركية.
واضاف عقيل ، إن هناك تقاطعا كبيرا بين الجريمة المنظمة والإرهاب،وقد يفاجئ الليبي وغيره غدا ببروز اسم جديد وتنظيم إرهابي جديد، نتيجة توفر هذه المغريات كالسلاح والمال والفوضى وغياب الدولة، وبالتالي الحرب الإقليمية قائمة وكل الدول مشاركة فيها سواء دول الجوار أو دول الإقليم من إيطاليا في الغرب حتى تركيا في الشرق.
اما بالنسبة لمبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي،فقد اعتبر عقيل أن”ليبيا لم تعد بحاجة إلى مبادرات،مشيرا إلى أن كلمة مبادرة بدأت تثير الإشمئزاز لدى الليبيين لأنها باتت مبتذلة وكلمة مستفزة إلى أقصى الدرجات”، مضيفا أن ” مايريده الليبيون هو الأفعال وليس الأقوال ،قصة المبادرات وإعلانات تونس ومصر والجزائر وباريس وأبو ظبي قد كرهها الليبيون وهم ينتظرون أفعالا على ارض الواقع .. وبالتالي هده المبادرة أو غيرها مرهونة بمدى قدرة أصحابها على تنفيدها عمليا على الأرض ومدى شعور الليبيين بأن فعلا ثمة خطوات قد بدأت تؤخذ عمليا من أجل إعادة السلام إلى بلادهم،وخلاف ذلك يظل كل مايقدم حبرا على ورق سواء المبادرة المصرية أو غيرها”.
وبخصوص مصير الإرهابيين والمرتزقة، في صورة نجاح المبادر المذكورة سالفا، قال الباحث الليبي:”إن هذه مسألة شائكة وموضوع كبير، أو بمعنى أصح ربما الأخطر الآن في ليبيا هو الجريمة المنظمة التي هي أخطر من الجماعات المتطرفة، ومن المتوقع ظهور تنظيم آخر جديد مثل “داعش” و”أنصار الشريعة” بسبب المغريات الموجودة الآن من تكدس الأموال وسهولة الحصول عليه بالعنف بالإضافة إلى التحرك السهل في منطقة الغرب بأكملها..و في ظني كل هذا قد يغري تنظيما لكي يقيم دولته ويعلنها هناك كما أعلن البغدادي دولته في العراق وأسامة بن لادن دولته في أفغانستان . ..وفي ظل هذه الظروف إذا ما أهمل العالم هذا الواقع فهناك احتمال كبير أن تعلن دولة متطرفة جديدة عن وجودها غرب البلاد وإذا ظهر هذا فعلا فمعنى ذلك أن دول الجوار قد تكون شاركت في ذلك بطرق مختلفة”.
ولفت محدثنا إلى حجم التدخلات في ليبيا الذي لم يتوقف، وقال:إن”فالعالم كله متدخل في ليبيا ..40 دولة ساهمت في إسقاط الدولة الليبية في 2011 سقوطا مرا ومروعا وهو الذي نشأ عنه كل هذا العار الذي يعيشه الليبيون اليوم.. والآن أيضا تعود تلك الدول إلى استخدام الناتو ولكن هذه المرة لإجبار الجيش الوطني الليبي على الإنسحاب.”