طريق الحرير

في العيد السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية

الكاتب الصحفي المصري:محمد موسى
لم يعد سور الصين العظيم أول ما يتبادر إلى الذهن عندما يذكر اسم الصين الآن، بل شركة هواوي ..
اقتصاد الـ 18 تريليون دولار سنويا .. القضاء على الفقر تماما بحلول العام 2020 تنفيذا لخطة كانت قد بدأت قبل 30 عاما بحيث يخرج من الفقر 20 مواطن صيني كل دقيقة .. أضخم مطارات العالم .. أسرع قطارات العالم وأطول سكك حديدية تصل الصين بغرب أوروبا عبر أسيا
الصين هذه هي نتاج تضحيات وشجاعة ماو تسي تونغ ورفاقه عام 1949 الذين بدأوا عملا عظيما لتحويل شعب أغلبيته الساحقة من الفلاحين المعدمين إلى شعب يصنع المعجزات بخطط خمسية تركز على الصناعة بدأت منذ العام 1950 وبالتحول الى دولة نووية عام 1966 وبغزو الفضاء بدءً من العام 1970.
بيْدَ أن ذلك ما كان ليتحقق لولا أمران : تخلي ماو عن الإلتزام الحرفي بمقولات ماركس الذي كان قد قام تنظيره على أن العمال وحدهم هم من سيقود التغيير ، وأيضا لولا التعديلات والتحديثات الكبرى التي أرساها رجل عظيم آخر في الحزب الشيوعي الصيني هو دينغ تسياو بينغ في 1988 والتي حول بها رأسمالية الدولة الى ما أسماه المنظرون الصينيون ” اشتراكية السوق ” ..
إنه اقتراب كبير جدا من الفكر الناصري الذي قال مبكرا بأن لكل مجتمع في العالم ظروفه الخاصة وبالتالي يجب أن تكون هناك مرونة في التطبيق الإشتراكي وليس شرطا أن تكون ماركسيا لينينيا لتكون إشتراكيا..
نتذكر اليوم الوقفة الشجاعة والمبكرة جدا لجمال عبد الناصر مؤيدا الصين ومتحديا أمريكا والغرب بالإعتراف بها عام 1956 في وقت كانت الصين منبوذة دوليا لصالح صين لعبة غربية اسمها تايوان ، ثم وساطة عبد الناصر الناجحة لإيقاف الصراع العسكري الذي نشب على الحدود بشأن التيبت منتصف الستينات بين الصين والهند ، وتأسيس عبد الناصر لصداقة عربية صينية أسفرت عن التزام صيني بالعداء للكيان الصهيوني ودعم مادي وعسكري للثورة الفلسطينية ..
مواقف كثيرة ما لبث العرب أن افتقدوها بعد أن فقدوها بتحول الصين تدريجيا إلى صديقة لكيان العدو الصهيوني الذي اعترفت به مصر ! ونتذكر مقولات ماو الخالدة الحكيمة التي سأختار منها اثنتين: أن من يقوم بنصف ثورة يحكم على نفسه بالفناء ، ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة..
لقد التقى هيكل ماو وسأله : هل تعتبر نفسك قد نجحت في تغيير الشعب الصيني ؟ فأجاب ماو بتواضع الثوري الحقيقي : لم أغير حتى الآن سوى حياة بضعة آلاف من سكان ضواحي بكين .. لكن رحلة ماو التي استمرت إلى ما بعده غيرت فعلا حياة مليار ونصف المليار صيني .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق