عباس يصعّد لهجته ضد “حماس” ويطالبها بتسليم سلاحها والرهائن والتحول إلى حزب سياسي

قسم الأخبار الدولية 24/04/2025
صعّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس من لهجته تجاه حركة “حماس”، خلال افتتاحه للدورة الثانية والثلاثين للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية المنعقدة في رام الله مساء الثلاثاء، مطالبًا الحركة بتسليم قطاع غزة وسلاحها للسلطة الوطنية، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، والتحوّل إلى حزب سياسي يخضع للشرعية الوطنية.
واتهم عباس “حماس” بإلحاق “ضرر بالغ” بالقضية الفلسطينية، معتبرًا أن سياساتها وفّرت “ذرائع مجانية وخطيرة” لإسرائيل، وساهمت في استمرار ما وصفه بـ”المؤامرات والجرائم” التي تنفذها تل أبيب في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأكد أن الحركة لم تعد “أمينة على الشعب الفلسطيني”، مضيفًا أن تمسكها بالرهائن الذين اختُطفوا خلال هجوم السابع من أكتوبر الماضي “يكلف الشعب الفلسطيني يوميًا مئات الضحايا”.
وانفعل الرئيس الفلسطيني خلال كلمته، وقال بلهجة عامية غاضبة: “يا أولاد (…) سلموا الرهائن، اسحبوا ذرائعهم وخلّينا نخلص”، في إشارة إلى ضرورة إزالة المبررات التي تستند إليها إسرائيل في استمرار عدوانها على غزة، وفق تعبيره.
وشدد عباس على أن المصالحة الوطنية لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال عودة غزة إلى مظلة الشرعية الفلسطينية، وعلى أساس الالتزام بالبرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية. واعتبر أن أي تمرد على هذا الإطار يصبّ في مصلحة “أجندات خارجية لا تخدم القضية”.
وتأتي تصريحات عباس في وقت يتصاعد فيه الضغط الدولي على الأطراف الفلسطينية لتوحيد صفوفها، وسط استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة، وتفاقم الأزمة الإنسانية هناك. كما تتزامن مع مساعٍ إقليمية لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، خصوصًا في ظل النقاشات المتكررة حول مستقبل الحكم في القطاع بعد الحرب، والدور الذي يمكن أن تلعبه السلطة الفلسطينية أو أطراف عربية في هذا السياق.
وتفتح مواقف عباس الباب على موجة جديدة من التجاذبات الداخلية، في وقت تبدو فيه الساحة الفلسطينية أمام مفترق طرق سياسي حاد، مع تعثر جهود التهدئة، وتصاعد الدعوات لتشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على إدارة المرحلة المقبلة.