أخبار العالمإفريقيافيديو تاك

طه حسين الهمداني: الحوثيون وجماعة الإخوان وجهان لعملة واحدة

تونس-7-1-2021

حوار خاص

  • الدكتور طه حسين الهمداني الأمين العام للإئتلاف الوطني لمنظمات المجتمع المدني باليمن مرحبا بكم في هذا اللقاء لصالح المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية الأمنية والعسكرية بتونس، دكتور طه وأنتم في زيارة لتونس ما هوانطباعكم حول هذه الزّيارة؟ هل قابلتم شخصيات سياسية في تونس وكيف تتابعون الوضع والمشهد السّياسي بتونس؟

أسعد الله صباحكم بكل خير وكل عام وأنتم بخير وتونس الحبيبة في خير وأمن واستقرار بمناسبة العام الجديد الذي نتمنى أن يكون حافلا بالإنجازات لتونس الحبيبة، أنا طبعا درست في تونس في كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة المنار ولهذا يسعدني دائما زيارة تونس كانت زيارتنا لحضور المؤتمر العربي للحملة العربية للتعليم في تونس ضمن عدد من منظمات المجتمع المدني والائتلافات العربية وكان اللقاء رائعا وجميلا تحتضنه تونس الحبيبة. وتدارسنا حول مشاكل التعليم في الوطن العربي وأيضا ما يحيط بالمنطقة من تغييرات وإشكالات إن شاء الله تتجاوزها كل الدول العربية وتنهض لأن التعليم هو أساس بناء المجتمعات وأساس التنمية الاجتماعية في أي بلد وتونس قطعت شوطا كبيرا في موضوع التعليم وهي رائدة دوما في التغيير إلى الأفضل بإذن الله. التقيناباتحاد الشغل لأنه يمثل الإئتلاف التونسي  والتقينا بالعديد من منظمات المجتمع المدني على مستوى الوطن العربي، وكان اللقاء طيبا، تمت فيه دراسة الأوضاع التي يعيشها العالم العربي والذي يتّسم بعدم الاستقرار وانعدام الأمن في العديد من البلدان منذ 2011 ، وهي تحاول النهوض بمجتمعاتها ومؤسساتها و العودة إلى العمل الجمعياتي وهذا أثر على التعليم، وأيضا جائحة كورونا كما تعلمين لها انعكاسات سلبية، ولكن هناك إجراءات تقوم بها الحكومات وأيضا المجتمع المدني يساهم في التغلب على الجائحة وعلى المستوى الاقتصادي و تردي الأوضاع الاقتصادية على مستوى الوطن العربي.

  • تتابعون الوضع السياسي منذ 25 يوليو، ما انطباعكم حول ذلك؟

نحن سعيدون بالإجراءات التي قام بها الرئيس قيس سعيّد وهي خطوات جريئة وخطوات كبيرة لتصحيح المسار لتونس الحبيبة وتونس تستحق أن تكون أفضل وأن تعود إلى ما كانت عليه في السابق من وضع آمن ومستقر يمكن الشعب التونسي الحبيب من الحياة الكريمة، هي خطوات ممتازة ولكن تتطلب تظافر جهود المجتمع واستنهاض المجتمع المدني، لاحظنا أن هناك تجاوب كبير مع هذه الإجراءات والكل يطالب بخارطة طريق واضحة المعالم من أجل مساندة الرّئيس قيس سعيّد في إعادة النظر في الدستور وأيضا في محاكمة ومحاسبة الفاسدين. مشكلتنا في الوطن العربي أن هنالك فساد كبير يِؤثر على مجمل الحياة السياسية والاقتصادية، ما نتمناه بتونس الاستقرار، و نتمنى للخطوات التي قام بها الرئيس قيس سعيد المساندة بالذات من النخب السياسية في المجتمع، لأننا لاحظنا وجود تجاذبات في هذا الأمر وعدم وضوح الرؤية لدى الكثيرين ولكن ما تم خلال الفترة الماضية من إعادة النظر في قانون الانتخابات وإضافة بعض التعديلات على الدّستور، ربما هذه الإجراءات وحزمة الإجراءات الإصلاحيّة ستقود إلى استقرار تونس، ويتخطى ما تم خلال الفترة الانتقالية التي امتدت طيلة 10 سنوات بعد 2011 وأثرت على مجمل الحياة  السّياسية والاقتصادية والاجتماعية.

  • دكتور طه، برغم المباحثات والمشاورات الإقليمية والغربية، في محاولات لإيجاد حل للتسوية السياسيّة في اليمن الذي يعيش على وقع حرب مستعرة، لا تزال الأمور يلف حولها الغموض نوعا ما، هل من آفاق للحل السياسي بالرغم من كل الإشكاليات والصعوبات التي يدور حولها الملف؟

حقيقة، هناك انسداد سياسي للأسف وأيضا تصاعد العمليات العسكرية والتدخلات الخارجية التي عصفت باليمن سواء كانت إقليمية او دولية أدت إلى تمدد الصراع، أصبح هناك صراع من الجهتين، وأطراف إقليمية ودولية دخلت في الخط فيما يتعلق بالوضع في اليمن وهذا ما أدّى إلى تصعيد العمل العسكري وإلىالانسداد السياسي. هناك مجهودات تُبذل، سواء من المجتمع الدولي أو مجلس الأمن أو المبعوثين الدوليين سواء الأمريكيين أو مبعوثي الأمم المتحدة لكنها جهود محدودة ولم تُسهم في الجلوس على طاولة الحوار، كماأنه هنالك اتفاقات عُقدت وآخرها كان اتفاق السّويد، الذي ينص على وقف إطلاق النّار في بعض المناطق الخاصة، المتعلّقة بالساحل الغربي والبحر الأحمر لكن عدم تنفيذ هذه الاتفاقيات وعدم وجود إرادة دولية قوية لإيقاف هذا الأمر وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين أطراف الصّراع اليمني والتجاذبات الدولية أدى إلى استمرار الصراع، مازالت هناك محاولات مع بعض اطراف المجتمع المدني والقوى السياسية التي ترغب في إحلال السّلام في اليمن بحيث يتم معاودة الحوار بين أطراف الصراع والتوصل إلى تسوية شاملة. كل له وجهة نظره فيما يتعلق بهذه التسوية، هناك عدّة قرارات من مجلس الأمن حول موضوع اليمن وهناك أيضا المبادرة الخليجية التي تدخلت في اليمن في 2011 وأدت إلى تسوية سياسية بين الفرقاء السياسيين، لكن مشكلتنا أنه هنالك خرق لهذه الاتفاقياتوخروج عن الإجماع، كما حدث بعد مؤتمر الحوار والانقلاب على السّلطة الشّرعية.

  • هذا لانسداد السياسي الذي أشرت إليه الدكتور طه، الحوثيّون طرف فيه. كيف أصبح اليوم الحوثيون في اليمن قوّة ضاربة؟

السبب هو تشتّت القوى السّياسية والحزبيّة الموجودة في إطار الشرعية، الشّرعية الآن منقسمة على العديد من الأقسام. لم تعد سلطة الشرعية هي السلطة الوحيدة الموجودة في المحافظات الجنوبيّة والشرقية وبالتالي استطاع الحوثيون اللعب على قضية خلافات هذه القوى.

هناك قوى دينية ودولية تدعم الحوثيين، كإيران وحزب الله في لبنان وأيضا في العراق الحشد الشعبي، هناك قوى كثيرة تعمل على دعم الحوثيين وبسط نفودهم كي يكونوا أحد أذرعة إيران في المنطقة وتهديد اليمن والمملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج. بالإضافة إلى ضعف أداء الشرعية في المحافظات المسيطر عليها من قبل الرئيس هادي، هذا الضعف والفساد الموجود يؤدي إلى تقوية إحدى الأطراف بالإضافة إلى ان العديد من اليمنيين يعتبرون التدخل الخارجي عدوانا على اليمن وبالتالي هناك أخطاء في عملية التحالف وضعف مفهوم التدخل الخارجي، خرج عن أهدافه ومس بالمكتسبات التي حققها اليمن خلال الفترة الماضية. لعلك تابعتي بعض التضاربات التي كانت في اليمن بالذات في صنعاء، طالت المدنيين وطالت المنشآت التي تم إنجازها طيلة 50 عاما هناك تذمر شعبي أدى على التفاف شعبي في المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون ويعتبر ما يقوم به دول التحالف هو عدوان على اليمن ومبادراته ومحاولة لإطالة الصراع لكي يكون هناك استفادة من ضعف اليمن وعدم تمكنه من استعادة دوره في المنطقة.

  • دكتور طه، باعتباركم أمين عام الائتلاف الوطني لمنظمات المجتمع المدني، ما هو دور المجتمع المدني وهذه المنظمات في التصدّي لهذه المشاريع التخريبية التي تستهدف اليمن؟

حقيقة، كان هنالك دور كبير للمجتمع المدني سواء كانت منظمات غير حكومية أو أحزاب وقوى سياسية بعد تحقيق الوحدة المباركة عام 1990 نتيجة التعددية السياسية وحرية الرأي والتعبير، لكن بعد 2011 وخاصة بعد 2014 خلال انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية ومخرجات الحوار الوطني، كان هناك تضييق وهامش ضيق لمؤسسات المجتمع المدني عندما تعلو أصوات المدافع وأصوات الرصاص يخفض صوت المجتمع المدني. إذن هناك تضييق لصوت المجتمع المدني ومناداته بإحلال السلام في اليمن والعودة إلى طاولة الحوار ولكن يضل المجتمع المدني يناضل، حتى الذين فروا من قمع السلطة في صنعاء وخرجوا خارج البلد يحاولون قدر الإمكان بناء راي عام محلي ودولي ويلتقون بالسفراء والمنظمات الدولية ليشرحوا لهم الأوضاع في اليمن. الأوضاع في اليمن كما تعلمين متردية حالة من الفقر والبطالة وهناك العديد من الضحايا نتيجة بشاعة هذه الحرب وقساوتها. هناك نضال ومحاولة لاستعادة دور هذه المنظمات لأنها المعنية والمستفيدة من عملية السلام. أطراف الصراع أصبحت لديها مصالح في استمرار هذا الصراع واستنزاف البلد. عندما تتم التسوية سيختلف الوضع وستتغير المعادلة، وبالتالي المجتمع المدني هو الصوت المرتفع الذي للأسف أصبح في فع الذي للأسف أصبح في إطار الحرب الأضعف أداء والأضعف قدرة على مواكبة المستجدات. هناك مبادرات أطلقها المجتمع المدني، ولكن يضل إيقاف إطلاق للنار والحرب في اعتقادي هو بداية عودة المجتمع المدني واستعادة دوره الحقيقي في اليمن.

https://www.facebook.com/strategianews/videos/716803689292706
  • دكتور طه الكثير يعتبرون أن الإخوان وجماعة الحوثيين هما وجهان لعملة واحدة، ما حقيقة التحالف بين هذين الطرفين؟

هذين الطرفين لا يؤمنان بالمجتمع المدني ولا يؤمنان بالتداول السلمي للسلطة ولا يؤمنان بالدّيمقراطية وبالتالي التيارات الدينية هي للأسف تيارات متخلفة ومنغلقة، تيارات تؤمن بالعنف وبأخذ السلطة بالقوة ولا تؤمن بالانتخابات والتداول السّلمي للسلطة وبالتالي هذه التيارات للأسف لها اجنداتها دعمها الخارجي لتحقيق أهدافها، نحن نقع بين المطرقة والسندان، مطرقة الحوثي وسندان الإخوان المسلمين. الإخوان المسلمين هم الآن المسيطرين على الشرعية المعترف بها دوليا، والحوثيين في صنعاء وسلطة الأمن وهما يتخاصمان في الكثير من القضايا والأمور وهم لا يريدون عودة الأمن والاستقرار إلى البلد وبالتالي عند عودة الأمن والاستقرار لا بد ان الناس يحتكمون إلى صناديق الاقتراع وإلى الانتخابات وإلى سيادة النظام والقانون. الآن المجتمع المدني في اليمن بدأ يطالب بعلمنة الدولة وبأن الدين لله والوطن للجميع ويجب على هذه التيارات أن تنأى بنفسها عن التدخل في شؤون أي بلد والتحكم والسيطرة. هناك العديد من الإنجازات التي تحققت في الفترة الماضية للمرأة وللمجتمع المدني، للأسف الان هنالك تراجع كبير في قضية الحريات، حرية الرأي والتعبير، أما بالنسبة للإيمان بالديمقراطية الحوثيون يؤمنون بولاية الفقيه والإخوان المسلمين يؤمنون بالخلافة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق