طهران تُشدد على رفع العقوبات وتُحذر الأوروبيين من «آلية الزناد» وسط مفاوضات حساسة برعاية عُمانية

قسم الأخبار الدولية 21/04/2025
دفعت إيران خلال الجولة الأخيرة من المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة باتجاه تحقيق نتائج ملموسة تتعلق برفع العقوبات الاقتصادية، مؤكدة أن هذه الخطوة تُعد مطلباً أساسياً لا يمكن تجاوزه، فيما حذّرت القوى الأوروبية من اللجوء إلى آلية «سناب باك» معتبرةً تفعيلها تهديداً صريحاً لمسار التفاوض القائم.
وجاء ذلك بالتوازي مع لقاء جمع المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بوساطة وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي، في روما يوم السبت، ضمن مسار مفاوضات انطلقت قبل أسبوع وشهدت تقدماً باتجاه صياغة إطار عمل لاتفاق نووي محتمل.
وأكّد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحافي أن بلاده لا ترى جدوى في مفاوضات لا تضمن رفع العقوبات بطريقة فعالة ومؤثرة تتيح لإيران استعادة نشاطها الاقتصادي والمصرفي. ولفت إلى أن الجولة التالية من المفاوضات ستُعقد في سلطنة عمان، في إشارة إلى استمرار الدور العُماني كمضيف ووسيط.
وتزامن ذلك مع تأكيدات إيرانية رسمية على أن سرعة التقدّم في المحادثات مرهونة بجدية واشنطن، فيما اعتبرت طهران أن أي تفعيل أوروبي لـ«آلية الزناد» قبل موعدها في أكتوبر المقبل، سيكون تصعيداً غير بنّاء. وقال بقائي إن بلاده تعوّل على «تفهم أوروبي» يعزز المسار التفاوضي بدلاً من تقويضه.
ورداً على تقارير أميركية تحدثت عن عرض إيراني لإشراك أطراف دولية في إدارة منشآت التخصيب النووي، نفى بقائي صحة هذه المعلومات، مشدداً على أن طهران لم تُقر رسمياً بمثل هذه المقترحات. وكان تقرير لصحيفة نيويورك تايمز قد أشار إلى احتمال طرح إيران لمشروع مشترك يهدف لإعطاء مبرر سياسي لاتفاق جديد يختلف في مضمونه عن اتفاق 2015 الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عام 2018.
وترافقت هذه التطورات مع مؤشرات إسرائيلية على احتمال توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، وسط استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم بمعدلات تتجاوز الاتفاق الأصلي، وفق تقارير غربية. وفي المقابل، أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي أن إيران لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم، معتبراً ذلك من «الخطوط الحمراء» في المفاوضات.
ورغم الحذر الإيراني من النوايا الأميركية، أكّد المسؤولون في طهران استعدادهم لمواصلة الحوار إذا كان قائماً على النوايا الحسنة، في حين تترقب الأوساط الدبلوماسية نتائج الاجتماعات الفنية المقبلة في مسقط وسط ضغوط داخلية وخارجية متزايدة على الطرفين للتوصل إلى اتفاق جديد قبل نهاية العام.