آسياأخبار العالمأمريكا

طهران تتوعد بفشل المفاوضات النووية إذا أصرت واشنطن على حظر التخصيب

رفضت إيران بشكل قاطع شرط الولايات المتحدة بوقف تخصيب اليورانيوم، محذّرة من أن إصرار واشنطن على هذا المطلب سيقوّض فرص التوصل إلى أي اتفاق نووي جديد. وجاء هذا التحذير على لسان مجيد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، الذي أكد اليوم الاثنين أن بلاده لن تقبل بأي تسوية تتضمن التخصيب الصفري، واصفاً ذلك بأنه خط أحمر إيراني ثابت.

وقال تخت روانجي في تصريحات نقلتها وكالة “نور نيوز” التابعة لمجلس الأمن القومي الإيراني، إن التخصيب يُعد “إنجازاً وطنياً” لا يمكن التراجع عنه. وأضاف: “إذا كان الطرف الأميركي يظن أن بإمكانه فرض وقف كامل للتخصيب، فإن المفاوضات ستكون عبثية ولن تصل إلى نتيجة”. وشدد على أن طهران أوضحت موقفها مراراً، ولن تتراجع عن هذا الحق السيادي.

وكان المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، قد صعّد بدوره من لهجة بلاده، مشدداً في مقابلة مع شبكة “ABC News” على أن “لا اتفاق يمكن أن يُبرم ما دامت إيران تخصب اليورانيوم، حتى بنسبة 1%”، مبرراً ذلك بأن “أي درجة من التخصيب تعني وجود قدرة على تصنيع السلاح النووي”.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن تخصيب اليورانيوم في إيران “لن يتوقف سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا”. وفي منشور عبر منصة “إكس”، دعا الولايات المتحدة إلى مفاوضات جدية تفضي إلى اتفاق دائم يضمن عدم تطوير إيران لأسلحة نووية، مع الإبقاء على التخصيب السلمي كمبدأ غير قابل للتفاوض.

وتواصل طهران تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، وهي نسبة تقترب من العتبة العسكرية البالغة 90%، علماً بأن اتفاق عام 2015 – الذي وقعته إيران مع مجموعة 5+1 – كان قد حدد السقف عند 3.67%. وتبرر إيران هذا الارتفاع بأنه يأتي لأغراض مدنية، وتبدي استعدادها لقبول قيود مؤقتة على النسبة والمستوى دون المساس بحقها المبدئي في التخصيب.

تأتي هذه التطورات بعد أربع جولات تفاوض غير مباشرة بين واشنطن وطهران بوساطة عمانية منذ 12 أبريل الماضي، بهدف التوصل إلى اتفاق بديل يحل محل الاتفاق النووي الأصلي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018.

وفي ظل تصلب المواقف بين الطرفين، يبدو أن مسار التفاوض يزداد تعقيداً، خصوصاً مع تمسك كل جانب بخطوطه الحمراء، وهو ما يعيد للأذهان أجواء ما قبل انهيار اتفاق 2015، ويهدد بإعادة التصعيد النووي في المنطقة في حال فشل المساعي الدبلوماسية الحالية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق