ضغوط غربية على طهران لتفادي إغلاق مضيق هرمز مع تصاعد التوتر في الخليج

قسم الأخبار الدولية 23/06/2025
حذّرت بريطانيا والاتحاد الأوروبي إيران من مغبة تنفيذ تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز، وسط تصاعد التوترات الإقليمية بعد الهجمات الأميركية الأخيرة على مواقع داخل إيران. وجاءت التحذيرات في وقت تتزايد فيه المخاوف من توسع الصراع إلى الجغرافيا الحيوية للطاقة العالمية، ما قد يهدد الاستقرار الاقتصادي والأمني على نطاق واسع.
اعتبر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أن إغلاق المضيق سيكون «قراراً خاطئاً»، مشيراً إلى أن العالم يواجه لحظة شديدة الخطورة. ودعا طهران إلى تجنب أي خطوات تصعيدية من شأنها أن تفاقم الصراع مع واشنطن، محذراً من انعكاسات كارثية على الملاحة الدولية.
وفي السياق ذاته، شددت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس على أن إغلاق المضيق سيكون تصرفاً متهوراً «ليس في صالح أحد»، وعبّرت عن قلق دول الاتحاد من احتمال تدهور الوضع نحو مواجهة واسعة. وقالت كالاس للصحفيين قبل اجتماع أوروبي لبحث الأزمة إن “المخاوف تتزايد من الرد الإيراني وتصاعد الحرب، وأي تعطيل لحركة النفط والغاز عبر هرمز ستكون له آثار عالمية فورية”.
وتتزامن هذه التحذيرات مع تقارير إعلامية إيرانية نقلت أن المجلس الأعلى للأمن القومي يدرس بجدية إغلاق المضيق، بعد دعم برلماني علني للفكرة في طهران، رداً على ما اعتبرته «عدواناً أميركياً» غير مسبوق.
ويُعد مضيق هرمز أحد أهم الممرات المائية الاستراتيجية في العالم، حيث يمر عبره نحو خُمس إجمالي استهلاك العالم من النفط، إضافة إلى شحنات ضخمة من الغاز الطبيعي المسال، خصوصاً من قطر، التي تعتمد عليه كلياً لتصدير إنتاجها. وبيّنت بيانات من شركة «فورتيكسا» أن بين 17.8 و20.8 مليون برميل من الخام والمكثفات والوقود مرت يومياً عبر المضيق منذ بداية 2022 وحتى الشهر الماضي.
ورغم التهديدات الإيرانية المتكررة منذ سنوات بإغلاق المضيق، فإنها لم تُنفَّذ فعلياً حتى الآن، في ظل الانتشار المكثف للقوات الأميركية، وعلى رأسها «الأسطول الخامس» المتمركز في البحرين، والذي يتولى حماية حرية الملاحة في الخليج.
وبينما يترقب العالم القرار النهائي الذي سيصدر عن طهران، تتصاعد التحذيرات من أن أي تحرك لإغلاق المضيق قد يؤدي إلى رد عسكري مباشر من الولايات المتحدة وحلفائها، ما يعني فتح جبهة جديدة في الحرب المتفجرة أصلاً على أكثر من مستوى.