ضربات المسيرات تهز بورتسودان مجددًا وتكشف هشاشة الدفاعات الجوية وسط تصعيد خطير

قسم الأخبار الدولية 06/05/2025
شنت طائرات مسيرة هجوماً واسعاً فجر الثلاثاء على مدينة بورتسودان، مستهدفة محيط مطار المدينة ومستودعاً للوقود داخل الميناء البحري، ما أدى إلى اندلاع حرائق ضخمة وحالة من الذعر في صفوف السكان، في تصعيد يُعد الأخطر منذ بدء الحرب قبل عامين بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع”.
وأظهرت مقاطع فيديو سحباً كثيفة من الدخان تتصاعد من موقع الضربة، فيما أكد شهود عيان أن طائرة مسيرة كبيرة الحجم حلّقت أكثر من مرة في سماء المدينة قبل أن تنفذ ضربتها، في حين عززت القوات الأمنية انتشارها على الطرق المؤدية إلى الميناء. ولم يصدر أي تعليق رسمي من الجيش أو “الدعم السريع” حتى لحظة كتابة التقرير.
وأجبرت الهجمات السلطات على إخلاء مطار بورتسودان وتعليق الرحلات الجوية منه وإليه، بينما تواصل أجهزة الطوارئ احتواء الحرائق التي التهمت مستودعات الوقود صباح الاثنين. كما طالت شظايا الانفجارات فندقاً وسط المدينة، دون تسجيل خسائر بشرية.
وتأتي هذه الضربات لليوم الثالث على التوالي، ما يعكس تصعيداً نوعياً في تكتيك “الدعم السريع” باستخدام الطائرات المسيّرة لاستهداف قلب العاصمة الإدارية المؤقتة ومقر الحكومة ومكاتب البعثات الدولية. ويثير هذا التصعيد مخاوف متزايدة بشأن سلامة البعثات الدبلوماسية والمنظمات الإغاثية، لاسيما أن المدينة كانت حتى وقت قريب بعيدة عن نيران الحرب.
وتكشف هذه الهجمات ثغرات خطيرة في أنظمة الدفاع الجوي للجيش السوداني، رغم إعلان مسؤوليه مراراً التصدي لمئات المسيرات. كما أشار محللون إلى أن بعض الطائرات التي أصابت أهدافها بدقة يُرجّح أن تكون من طرازات متطورة صينية الصنع، ما يعزز اتهامات الجيش لجهات خارجية بدعم “الدعم السريع” بالمعدات وتحديد الإحداثيات.
ويُعتقد أن الضربات الأخيرة تأتي رداً على غارة شنها الجيش السوداني على مطار نيالا الأسبوع الماضي، أسفرت عن تدمير مسيرات ومخازن أسلحة تابعة لـ”الدعم السريع”.
وتوالت الإدانات الدولية، إذ أدانت الخارجية المصرية التصعيد ضد المنشآت المدنية، محذرة من تأثيره السلبي على جهود وقف إطلاق النار والوصول الإنساني. كما نبهت إلى أن استمرار استهداف البنية التحتية يفاقم الأزمة الإنسانية، في بلد نزح فيه أكثر من 12 مليون شخص ويواجه نصف سكانه انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، وفقاً للأمم المتحدة.
ويمثل التصعيد الأخير تحوّلاً في طبيعة الصراع، إذ نقلت “قوات الدعم السريع” معركتها إلى العمق الاستراتيجي لمواقع الجيش، بعد أن فقدت معظم مواقعها في وسط البلاد. ومع استمرار المعارك في دارفور، خصوصاً حول مدينة الفاشر، تبدو الحرب السودانية متجهة إلى مزيد من التصعيد، مع تعثر جهود الوساطة الإقليمية والدولية.