سيف الإسلام يعود حاملا راية ليبيا الغد بعد عشر سنوات من الإرهاب والدمار
سبها-ليبيا-15-11-2021
عاد سيف الإسلام، نجل الزعيم الراحل معمر القذافي إلى مقدمة المشهد السياسي بإعلانه الترشح للإنتخابات الرئاسية في ليبيا، وسط محيط تختلط فيه مواقف مؤيديه بحقد الرافضين.
وفور إعلان خبر تقديمه أرواق ترشحه في مكتب الدائرة الانتخابية بمدينة سبها جنوب غربي ليبيا، ظهر اختلاف الآراء حول ترشحه في الداخل والخارج.
وسارعت وسائل إعلام تابعة لتنظيم “الإخوان” الإرهابي إلى أخذ تصريح من المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية بشأن مذكرة الاعتقال التي أصدرتها عام 2011 بحق سيف الإسلام،برغم تبرئته من قبل المحاكم الليبية.
وفي مدينة الزاوية(45 كلم غربي طرابلس)، أعلن من يسمون أنفسهم بـ”قادة وثوار الزاوية” رفضهم ترشح سيف الإسلام، وهددوا في بيان بعدم فتح المراكز الانتخابية داخل المدينة، وبـ”حرب لا نعرف مداها”.
غير أن ما صرحت به الجنائية الدولية وتهديدات الميليشيات يبدو غير مؤثر في الموقف القانوني لسيف الإسلام، حيث أعلنت مفوضية الانتخابات أنه استكمل المسوغات القانونية المطلوبة.
وحول كونه مطلوبا لـ”الجنائية الدولية”، يؤكد مستشار المنظمة الليبية لدراسات الأمن القومي رمزي الرميح، أن القانون الليبي “سيادي”، ولم ينص على منع ترشح لمن كان يحاكم دوليا.
ويؤكد المحلل السياسي محمد الأسمر، أن سيف الإسلام يحظى بتأييد كبير من القبائل المنتشرة وسط البلاد، وخاصة مدينة سرت، مسقط رأسه.
ويضيف أن القبائل في ترهونة وبني وليد والشويرف غرب البلاد تسانده، إضافة إلى امتلاكه شعبية في المنطقة من سبها وصولا إلى الجفرة، وفي غات (جنوب غرب) وما يحيطها.
وهذه المناطق معروفة بولائها للنظام السابق حتى أطلقوا على أنفسهم تيار “الخضر”،لون النماء، نسبة إلى العلم الأخضر لليبيا في عهد القذافي..
وبالنسبة لحظوظه في المنافسة، يرى أنها “لن تكون سهلة”، إذ هناك تيارات عدة، فضلا عن أن الانتخابات مرتبطة بالمواقف الدولية، إلا أن سيف الإسلام يبقى رقما صعبا.
وبخصوص المواقف الدولية،دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف،أمس الأول السبت، إلى إتاحة الفرصة لجميع القوى السياسية للترشح، بما في ذلك أنصار نظام القذافي” كي تكون الانتخابات شاملة”.
وصرح رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي،خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء رويترز، بأن المجلس الرئاسي يحاول قدر الإمكان إنهاء العملية الانتخابية بطريقة ديمقراطية وشفافة ومقبولة لجميع الليبيين في موعدها مع ضرورة تسليم السلطة إلى سلطة منتخبة، مضيفًا بالقول:” لسنا قلقين من مشاركة أي ليبي إذا استوفى شروط قوانين الانتخابات، في إشارة إلى ترشح سيف الإسلام.
ونبه المنفي إلى أهمية أن لا تكون هناك خلافات على المرشحين الذين يستوفون متطلبات قوانين الانتخابات بمجرد الاتفاق عليها.
من جهته، أكد الكاتب والباحث السياسي الليبي عبد العزيز إغنية، أن “ترشح سيف الإسلام يعتبر مفصلا جديدا يضاف إلى المشهد السياسي الليبي”.
وقال،في تصريح لسكاي نيوز، إن”سيف الإسلام له ظهير شعبي ويستطيع تقديم شيء في المشهد السياسي الليبي”.
وأكد أن “الإسلام السياسي يناصبه العداء ويعتبره مع قائد الجيش خليفة حفتر أكثر شخصيتين خطيرتين على طموحه واستمراره في السلطة”.
وسلط تقرير تحليلي نشرته وكالة أنباء “أسوشييتد برس” الضوء على قضية ترشح سيف الإسلام القذافي لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأوضح التقرير أن سيف الإسلام القذافي تربطه صلات عميقة بالقبائل في جميع أنحاء ليبيا وهو أول مرشح رئاسي كبير يقدم ترشيحه لأعلى منصب في البلاد، مبينًا إن حملته الانتخابية قد تركز على فشل الأحزاب السياسية والجماعات المسلحة.
وتابع التقرير أن هذه الأحزاب والجماعات فشلت في تشكيل حكومة قادرة على تحقيق الاستقرار وتوحيد البلد الممزق منذ العام 2011.