سوريا تواصل التفاوض مع “قسد” وتلوّح بالخيار العسكري لتحقيق وحدة البلاد
قسم الأخبار الدولية 22/01/2025
أكد وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، اليوم الأربعاء، أن السلطات السورية الجديدة التي أعلنت التزامها بإعادة بناء جيش موحد يضم جميع الفصائل المسلحة، تجري حالياً مفاوضات مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تسيطر على مناطق واسعة في شمال شرق البلاد. وأضاف أن دمشق لن تتردد في اللجوء إلى القوة إذا استدعت الظروف ذلك لضمان وحدة الأراضي السورية وسيادتها.
وأوضح أبو قصرة خلال لقاء مع صحافيين في دمشق، بينهم مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية»، أن التفاوض مع “قسد”، التي تعد المكون الكردي فيها القوة الأبرز، يأتي ضمن جهود الدولة لاحتواء جميع القوى تحت إطار وطني موحد. وقال: «باب التفاوض مع قسد قائم حالياً، لكن إذا اضطررنا لاستخدام القوة لاستعادة السيطرة على تلك المناطق، فسنكون جاهزين لذلك».
وأشار الوزير إلى أن المفاوضات تستهدف إنهاء الانقسامات ودمج المجموعات المسلحة في جيش وطني يعكس وحدة سوريا. وأضاف أن السلطات تعمل على تفكيك العقبات التي تحول دون تحقيق هذا الهدف، لكنه شدد على أن الدولة لن تقبل بأي صيغة تتناقض مع سيادتها أو تهدد تماسكها الوطني.
وأكد أبو قصرة أن أي دعم أجنبي لـ”قسد” أو محاولة لتحويل المناطق الشمالية إلى كيان مستقل سيُواجَه بحزم. واعتبر أن الدولة السورية أمام تحدٍ مزدوج: إدارة المفاوضات مع القوى المسيطرة على الأرض، والتصدي للتدخلات الخارجية التي تهدد وحدة البلاد.
تأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه التوترات بين الحكومة السورية و”قسد”، خاصة مع تزايد الحديث عن مستقبل المناطق الخاضعة للإدارة الذاتية. وبينما تدعم الولايات المتحدة “قسد” في الحرب ضد تنظيم «داعش»، تصر دمشق على استعادة السيطرة على كامل أراضي البلاد.
ويرى مراقبون أن التلويح بالخيار العسكري قد يعكس استراتيجية ضغط من دمشق لتحصيل تنازلات أكبر في المفاوضات. ومع ذلك، يظل الوضع معقداً وسط تباين مصالح الأطراف المحلية والإقليمية والدولية، مما يجعل مستقبل هذه المفاوضات مفتوحاً على عدة احتمالات.