سفير السودان في تونس: نطالب بتصنيف دولي لقوات الدعم السريع كمجموعة إرهابية وندعو لإدانة دولية شاملة لجرائم الإبادة في البلاد
إعداد صبرين العجرودي قسم البحوث والدراسات الإستراتجية والعلاقات الدولية 07-11-2024
في ندوة صحفية أقيمت اليوم الخميس 7 نوفمبر 2024 في العاصمة التونسية، تناول سفير السودان في تونس، السيد أحمد عبد الواحد أحمد، مستجدات الأزمة السودانية التي اندلعت في أبريل 2023، موجهًا انتقادات حادة لقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”. سلط السفير الضوء على سلسلة من الانتهاكات الجسيمة التي قال إن قوات الدعم السريع ارتكبتها خلال المواجهات التي أدت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية والأمنية في السودان.
ووصف السفير هذه القوات بأنها ضالعة في ارتكاب جرائم حرب وعنف منهجي ضد المدنيين، مشيرًا إلى أن تصرفاتها شملت عمليات اغتصاب جماعي وخطف واحتجاز ضحايا في ظروف ترقى إلى الاستعباد الجنسي. واستند السفير إلى ما أعلنته بعثة تقصي الحقائق الدولية المستقلة بشأن السودان، التي أكدت استخدام قوات الدعم السريع العنف الجنسي كأداة إرهاب ووسيلة لإحكام السيطرة في المناطق التي تقع تحت سيطرتها.
كما كشف أحمد عبد الواحد أن القوات المذكورة تستعين بمرتزقة من خارج السودان، وهو ما أكدته تقارير صادرة عن الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية أخرى.
وألمح السفير بشكل مباشر إلى تورط دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم قوات الدعم السريع من خلال توفير التمويل والموارد اللوجستية، ما أثار مخاوف إقليمية ودولية بشأن دورها في تأجيج الصراع واستمراره.
وشدد السفير على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لتصنيف قوات الدعم السريع كمجموعة إرهابية ومتمردة، مبررًا دعوته بالحاجة إلى إدانة واسعة وشاملة لأعمال العنف والانتهاكات ضد الإنسانية التي تمارسها. وأشار إلى أن صمت المجتمع الدولي أو تردد بعض الأطراف في اتخاذ موقف حازم قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة واستمرار دوامة العنف التي تؤثر على ملايين السودانيين.
وخلال الندوة، تناول السفير الأوضاع الإنسانية المتدهورة في السودان، مبينًا أن النزاع المستمر تسبب في تهجير أعداد هائلة من السكان، إذ فر مئات الآلاف من مناطق النزاع بحثًا عن الأمان، مما أدى إلى أزمة لاجئين شديدة أثقلت كاهل دول الجوار وزادت من الضغط على المنظمات الإنسانية. وأضاف أن الوضع الصحي والغذائي يزداد سوءًا مع مرور الوقت، مما يستدعي استجابة فورية وشاملة من المجتمع الدولي لتقديم الدعم الإنساني وتعزيز جهود الإغاثة.
وخلال الندوة، أشار السفير أحمد عبد الواحد أحمد إلى أن النزاع المستمر في السودان يتجاوز البعد العسكري البحت، إذ يتمحور في جزء كبير منه حول السيطرة على الثروات الطبيعية الغنية التي يمتلكها السودان، خاصة الذهب والمعادن النفيسة.
كما أوضح أن هذه الموارد كانت أحد المحفزات الرئيسية للصراع بين القوات الحكومية وقوات الدعم السريع، حيث تسعى كل منهما للسيطرة على مناطق التعدين الغنية التي تُعد من أهم مصادر الدخل في البلاد.
وأكد أن هذا التنافس على الثروات أدى إلى تأجيج الصراع وتعميق الأزمة، إذ باتت قوات الدعم السريع تعتمد على موارد الذهب لتمويل عملياتها العسكرية وجذب المرتزقة والداعمين الخارجيين.
وأضاف السفير أن هذه الديناميكية حول الثروات جعلت الحل السياسي أكثر تعقيدًا، حيث أن إنهاء الصراع يتطلب معالجة الجوانب الاقتصادية التي تُعتبر محركًا أساسيًا للصراع وتعزيز الشفافية في إدارة الموارد الوطنية بما يضمن توزيعها العادل بين جميع أبناء السودان.
وعلى الصعيد السياسي، أشار السفير إلى أن غياب الحلول السياسية الشاملة ساهم في استمرار الأزمة، معتبراً أن الجهود الدبلوماسية التي تبذلها بعض الدول تحتاج إلى مزيد من التكاتف والتنسيق من أجل تحقيق استقرار دائم في السودان. وأكد أن العقوبات وحدها قد لا تكون كافية لردع الجهات المتمردة، بل ينبغي أن تكون جزءًا من استراتيجية متكاملة تشمل مساعي تحقيق السلام والمصالحة الوطنية.
في ختام حديثه، دعا السفير أحمد عبد الواحد إلى تفعيل دور المؤسسات الإقليمية مثل الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية في الضغط على الأطراف المتورطة لإنهاء النزاع، كما دعا إلى تعزيز الدعم الدولي للسودان في مواجهة التحديات الأمنية والإنسانية المستمرة، منوهًا بأن استعادة السلام والاستقرار يتطلب جهودًا جماعية تدعم الشعب السوداني في سعيه نحو بناء مستقبل يعمه السلام والعدالة.