أخبار العالمأمريكاالشرق الأوسط

سخط في مجلس الأمن بعد فيتو أمريكي يسقط مبادرة دولية لوقف إطلاق النار في غزة

استخدمت الولايات المتحدة، مساء الخميس، حق النقض (الفيتو) لإسقاط مشروع قرار دولي في مجلس الأمن يدعو إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. وقد أثار هذا الموقف موجة سخط بين غالبية أعضاء المجلس، إذ صوّتت 14 دولة لصالح القرار مقابل رفض أمريكي منفرد، في وقت يعيش فيه القطاع حصاراً خانقاً منذ 23 شهراً، وتفاقمت أوضاعه الإنسانية مع إعلان الأمم المتحدة رسمياً وقوع المجاعة في أجزاء واسعة منه.

وصف السفير الباكستاني عاصم إفتخار أحمد اللحظة بـ«القاتمة»، مؤكداً أن العالم يقف متفرجاً بينما يموت الأطفال جوعاً وتزداد معاناة الأمهات، فيما قال مندوب الجزائر عمار بن جامع مخاطباً سكان غزة: «سامحونا لأن هذا المجلس لم يتمكن من إنقاذ أطفالكم». وأعربت عدة دول، بينها الدنمارك وفرنسا والمملكة المتحدة، عن استيائها من عجز المجلس المتكرر عن ممارسة ضغط فعلي على إسرائيل، رغم محاولات متكررة لتمرير قرارات إنسانية.

وجاءت المبادرة الأخيرة التي صاغتها الدول غير الدائمة عقب تصاعد التحذيرات الأممية من كارثة إنسانية واسعة النطاق، إذ طالبت بإزالة جميع العوائق أمام دخول المساعدات، ووقف إطلاق النار غير المشروط، إلى جانب الإفراج عن الرهائن. غير أن المبعوثة الأمريكية المساعدة للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس اعتبرت أن النص «غير مقبول»، مشددة على أن واشنطن تعمل على تسوية النزاع عبر قنوات أخرى، مع ربط أي تقدم بملف الرهائن واستسلام حركة «حماس».

هذا الفيتو ليس الأول، إذ سبق للولايات المتحدة أن استخدمته في يونيو الماضي لإسقاط قرار مشابه. ومع تراكم حالات الاعتراض، يتزايد التساؤل بين الدبلوماسيين حول جدوى اجتماعات المجلس إذا كان سيبقى عاجزاً عن وقف الحرب أو حماية المدنيين.

وفي المقابل، أكد السفير الإسرائيلي داني دانون أن أي قرارات أممية «لن تسهم في تحرير الرهائن أو حماية أمن المنطقة»، مجدداً تمسك بلاده بمواصلة العمليات العسكرية ضد «حماس». يأتي ذلك بينما تلاحق إسرائيل اتهامات متصاعدة بارتكاب «إبادة جماعية»، بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 2024 مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، وهو ما ترفضه تل أبيب وتصفه بـ«المنحاز والمضلل».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق