آسياأخبار العالم

روسيا تعزز علاقاتها البرلمانية مع العالم العربي عبر توقيع مذكرة تفاهم مع البرلمان العربي

وقّع مجلس الدوما الروسي والبرلمان العربي مذكرة تفاهم في خطوة تهدف إلى تعزيز التعاون البرلماني بين روسيا والدول العربية، في إطار رؤية تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وفق ما أكده رئيس مجلس الدوما، فياتشيسلاف فولودين، خلال لقائه مع رئيس البرلمان العربي محمد أحمد اليماحي.

انتقاد للهياكل البرلمانية الأوروبية والتأكيد على الشراكة العربية

خلال حديثه، وجّه فولودين انتقادات حادة للهياكل البرلمانية الأوروبية، مثل الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، معتبرًا أنها فقدت مصداقيتها بسبب فرضها قيمًا غربية على الدول الأعضاء وتجاهلها للآراء التي لا تتماشى مع توجهاتها. وأكد أن “الهيكل البرلماني ينبغي أن يكون منصة للحوار المتكافئ، لا أداة لفرض أجندات محددة”.

وأشار فولودين إلى أهمية وجود منصات برلمانية دولية تسمح للدول بالتأثير الفعلي على عملية صنع القرار وليس مجرد التعبير عن المواقف، مشددًا على أن المؤسسات البرلمانية الأوروبية الحالية لا توفر هذه الفرصة، وهو ما يدفع روسيا للبحث عن شراكات أكثر توازنًا مع دول أخرى، ومنها العالم العربي.

أهمية مذكرة التفاهم بين روسيا والبرلمان العربي

أكد فولودين أن توقيع مذكرة التفاهم يعكس الأهمية التي توليها روسيا لتعزيز العلاقات مع الدول العربية، ليس فقط على المستوى الثنائي، بل أيضًا عبر المؤسسات البرلمانية الإقليمية مثل البرلمان العربي. وأوضح أن هذه الاتفاقية تهدف إلى توسيع مجالات التعاون في المجال التشريعي وتبادل الخبرات البرلمانية، بالإضافة إلى تعزيز الحوار حول القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

وفي هذا السياق، وجّه فولودين دعوة لرئيس البرلمان العربي وزملائه للمشاركة في المؤتمر الدولي “تطوير العمل البرلماني”، المقرر عقده هذا الصيف في موسكو، مقترحًا تخصيص قسم منفصل للعلاقات البرلمانية الروسية-العربية، بهدف تعزيز أطر التعاون وصياغة آليات تواصل أكثر فعالية.

البرلمان العربي يؤكد دعمه للمبادرات الروسية

من جانبه، أعلن رئيس البرلمان العربي قبوله للدعوة الروسية، مؤكدًا دعمه لمبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعقد أول قمة عربية-روسية بمشاركة قادة الدول العربية، باعتبارها خطوة من شأنها تعزيز العلاقات بين الجانبين والارتقاء بها إلى مستوى استراتيجي جديد.

وشدد اليماحي على أن أحد العوامل التي تعزز الشراكة بين روسيا والعالم العربي هو دعم موسكو للتوجهات العربية في معالجة القضايا الإقليمية والدولية، لافتًا إلى أن هذا الدعم يشكل أساسًا متينًا لتطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.

كما تناولت المحادثات بين الطرفين إمكانية تبادل الخبرات في مجال التنظيم التشريعي بين روسيا والدول العربية، وذلك في إطار المنظمات الإقليمية، بهدف تعزيز التعاون القانوني والتشريعي بين الجانبين.

يأتي توقيع هذه المذكرة في وقت تتجه فيه روسيا إلى تعميق علاقاتها مع الدول العربية على عدة مستويات، في ظل تصاعد التوتر مع الدول الغربية. ويمثل البرلمان العربي منصة هامة لتعزيز التعاون بين موسكو والعالم العربي في مختلف القضايا، بما في ذلك التشريعات الاقتصادية، والأمن الإقليمي، والتنسيق في المحافل الدولية.

ويبدو أن هذه الخطوة تتماشى مع رؤية روسيا لتعزيز دورها في الشرق الأوسط، مستفيدةً من تقاربها مع العديد من العواصم العربية التي تسعى بدورها لتنويع شراكاتها الدولية في ظل المتغيرات الجيوسياسية الراهنة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق