أخبار العالمالشرق الأوسط

ردود متباينة ونتنياهو ينفي الموافقة على مقترح هدنة مع حزب الله

وسط تصاعد التوترات العسكرية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، نفت الحكومة الإسرائيلية، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، صحة الأنباء التي تحدثت عن موافقة تل أبيب على مقترح هدنة مع حزب الله. هذه التصريحات تأتي في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار واحتواء الموقف المتفجر في المنطقة.

في بيان رسمي، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل لم توافق على أي مقترح للهدنة مع حزب الله، نافياً بذلك تقارير إعلامية تحدثت عن وجود وساطات من أطراف دولية لتهدئة الوضع بين الجانبين. البيان شدد على أن إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية ضد حزب الله طالما استمر التهديد لأمنها القومي.

وأشار نتنياهو في تصريحاته إلى أن الحكومة الإسرائيلية “لن تتسامح مع أي هجوم يستهدف مواطنيها أو جيشها”، مؤكداً أن الجيش سيستمر في “ضرب الأهداف التي تشكل خطراً على إسرائيل”، في إشارة إلى استهداف مواقع حزب الله العسكرية والبنية التحتية التابعة له في جنوب لبنان.

وكانت الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله قد شهدت تصعيداً ملحوظاً في الأسابيع الأخيرة، مع تزايد تبادل الضربات الصاروخية والهجمات الجوية بين الطرفين. حزب الله، المدعوم من إيران، شن عدة هجمات صاروخية على مواقع عسكرية واستراتيجية داخل إسرائيل، في حين ردت إسرائيل بغارات جوية مكثفة استهدفت مواقع الحزب في لبنان.

وتعود التوترات إلى سنوات طويلة من الصراع بين الجانبين، حيث كانت حرب عام 2006 أبرز المحطات التي شهدت مواجهات مباشرة، انتهت بوقف إطلاق نار هش بوساطة أممية. رغم ذلك، استمرت الهجمات المتبادلة والتصعيدات المتقطعة على مدى السنوات الماضية، مما زاد من حالة الاحتقان في المنطقة.

مع تصاعد العنف، تزايدت الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار وتهدئة الوضع. بعض الأطراف الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة وفرنسا وروسيا، أبدت استعدادها للوساطة بين الجانبين لإيجاد حل سلمي يحول دون تفاقم الأمور إلى مواجهة شاملة.

وفي الداخل الإسرائيلي، تتباين ردود الفعل تجاه أي مقترح للهدنة. بعض التيارات السياسية والعسكرية ترى أن التوصل إلى تهدئة مع حزب الله قد يكون ضرورة لتفادي نزاع طويل الأمد واستنزاف القوات، في حين يرى آخرون أن الموافقة على هدنة ستُعتبر بمثابة تنازل عن الخطوط الحمراء التي وضعتها إسرائيل لضمان أمنها.

في المقابل، حزب الله لم يبدِ موقفاً واضحاً حيال مقترحات التهدئة. لكن المؤشرات الأولية تشير إلى أن الحزب لن يوافق على أي هدنة إلا بشروط تحقق “توازن الرعب” مع إسرائيل، وتحفظ له نفوذه في لبنان والمنطقة.

المخاوف من اندلاع حرب شاملة تتزايد مع استمرار التصعيد. أي مواجهة واسعة بين إسرائيل وحزب الله قد تجلب تدخلات من أطراف إقليمية أخرى، بما في ذلك إيران التي تدعم حزب الله، والولايات المتحدة التي تدعم إسرائيل. هذا التصعيد يأتي في سياق التوترات الإقليمية الكبيرة حول البرنامج النووي الإيراني والنفوذ الإيراني في المنطقة.

ودعت الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا، مواطنيها في لبنان إلى مغادرة البلاد فوراً، وسط تحذيرات من احتمال تفاقم الأوضاع الأمنية في المنطقة.

بالتالي، بينما تتباين الآراء حول جدوى التوصل إلى هدنة، يبقى التصعيد الميداني على الحدود اللبنانية الإسرائيلية مستمراً، مع استمرار العمليات العسكرية والضربات المتبادلة. الحكومة الإسرائيلية تنفي بشدة الموافقة على أي مقترح للتهدئة مع حزب الله، بينما يزداد الضغط الدولي لاحتواء الوضع المتأزم ومنع اندلاع حرب شاملة قد تكون لها تداعيات خطيرة على المنطقة بأكملها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق