رئيس نيجيريا الأسبق: «بوكو حرام»… «وحش» يهدد استقرار المنطقة

قسم الأخبار الدولية 03/10/2025
دعا الرئيس النيجيري الأسبق أولوسيغون أوباسانجو، خلال ندوة عُقدت الخميس 2 أكتوبر 2025 في أبوجا، إلى تبني مقاربة وطنية شاملة لمواجهة تهديدات تنظيم «بوكو حرام»، واصفاً التنظيم بأنه «وحش يلتهم استقرار البلاد» بعد أكثر من 15 عاماً من التمرد المسلح. وجاءت كلمته خلال مناقشة كتاب أصدره رئيس أركان الدفاع المتقاعد الجنرال لوكي إيرابور بعنوان «ندوب: رحلة نيجيريا ومعضلة بوكو حرام»، الذي يوثق تجربته في الحرب على الإرهاب.
انتقد أوباسانجو، الذي تولى رئاسة نيجيريا مرتين بين الحكم العسكري والمدني، استراتيجيات الحكومات المتعاقبة، مؤكداً أن الخطر لم يعد يقتصر على «بوكو حرام» كتنظيم إرهابي، بل بات متشابكاً مع شبكات اللصوصية المسلحة والخطف والجريمة المنظمة. وقال: «من يتحدثون عن (بوكو حرام) لا يعرفون أين ينتهي الإرهاب وتبدأ اللصوصية المسلحة، فهما ممتزجان معاً».
وأشار إلى أن تمرد «بوكو حرام» تجاوز في مدته وشدته كل الأزمات الأمنية السابقة التي مرت بها البلاد، من حركات التمرد قبل الاستقلال إلى الحرب الأهلية (1967 ـ 1970). كما ذكّر بهجوم 2011 على مقر الأمم المتحدة في أبوجا، موضحاً أن منفذي تلك العمليات «لم يكونوا يسعون إلى أهداف دينية أو سياسية، بل إلى حياة أفضل».
وحذّر الرئيس الأسبق من أن عدم معالجة النمو السكاني المتسارع في نيجيريا، التي يتجاوز عدد سكانها حالياً 235 مليون نسمة، قد يؤدي إلى أزمات أكبر. وقال: «بحلول عام 2050 سيكون أمام نيجيريا 400 مليون نسمة يحتاجون إلى الغذاء والعمل. إذا لم نستعد لذلك، فإن (بوكو حرام) ستبدو مجرد لعب أطفال».
ويحظى صوت أوباسانجو، البالغ 88 عاماً، بوزن خاص داخل نيجيريا وخارجها، كونه شخصية عسكرية وسياسية مخضرمة تولت السلطة مرتين، وأسهمت في انتقال الحكم المدني، فضلاً عن أدواره الدولية مبعوثاً للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. وتكتسب تصريحاته أهمية إضافية اليوم مع استمرار الخسائر البشرية والنزوح الجماعي الذي تسبب به تمرد «بوكو حرام» منذ ظهوره عام 2009، في واحدة من أعقد الأزمات الأمنية في غرب أفريقيا.